وسط تصاعد حدة الهجمات العسكرية المتبادلة بين إسرائيل وإيران، لم تستبعد تل أبيب احتمال اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، إذ قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس: "لا يمكن استمرار وجود خامنئي"، وعلق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على الأمر قائلًا: "أصدرت تعليمات بأنه لن يتمتع أحد بالحصانة في إيران". وفي ظل استمرار التهديدات والتحذيرات الإسرائيلية، كشف دبلوماسيون أمريكيون وأوروبيون وجود محادثات سرية حول من سيقود إيران بعد إنتهاء الحرب، وما إذا كان من الممكن تأمين المواقع والمواد النووية، وما هي التداعيات البيئية والصحية المحتملة على المنطقة إثر الضربات العسكرية على المنشآت النووية الإيرانية، وفقًا لشبكة CBS نيوز الأمريكية. ذكر دبلوماسي للشبكة، أن هجوم إسرائيل قد يقلق المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي من احتمال استهدافه عبر تعقّب الإشارات أو وسائل الاتصالات. وتطرح مسألة تغيير النظام في طهران التساؤلات حول من يقود البلاد بعد خامنئي؟ من يقود البلاد بعد خامنئي؟ سلطت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية الضوء على المجموعات المختلفة من المعارضة التي تسعى للسيطرة على الحكم في إيران والتي قد تتنافس على القيادة حال انهيار النظام الحالي. منظمة مجاهدي خلق تُعدّ منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية حركة معارضة ذات طابع سياسي وعسكري، تأسست في عام 1965، وتهدف إلى إسقاط النظام الإيراني الحاكم وإقامة جمهورية ديمقراطية علمانية بديلة. انشقت المنظمة عن فصائل المعارضة الأخرى التي شاركت في الثورة التي أطاحت بالشاه الإيراني محمد رضا بهلوي في عام 1979، لكنها دخلت في صراع دموي مع النظام بعد ذلك العام، وتُصنفها السلطات الإيرانية كمنظمة إرهابية. وتعّرضت المنظمة، التي جمعت في بداياتها بين الفكر الإسلامي والماركسي وتتمتع بقدر من النفوذ في إيران، لانتقادات من جانب جماعات حقوق الإنسان بسبب ما وصفته بسلوك أشبه بالطائفة وإساءة معاملة أتباعها. لكن الحركة تنفي هذه الاتهامات. ووفق صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، فإن الجماعة أصبحت مكروهة من قِبل مجموعة كبيرة من الشعب الإيراني بعد تحالفها مع العراق خلال الحرب الإيرانية-العراقية بين عامي 1980 و1988. ولا يزال مسعود رجوي، زعيمها السابق، في المنفى ولم يُرَ منذ أكثر من 20 عامًا. وتتولى زوجته مريم رجوي ، القيادة الآن، لكن الجماعة لم تظهر نشاطًا كبيرًا داخل إيران منذ سنوات. وتعتبر منظمة "مجاهدي خلق" هي القوة الدافعة وراء "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية"، بقيادة مريم رجوي، والذي له يتمتع بوجود نشط في العديد من الدول الغربية. الملكيون الملكيون هم أنصار الشاه الإيراني الراحل محمد رضا بهلوي، آخر شاه لإيران، ويُعدّون من أبرز التيارات المعارضة للنظام في طهران. وبعد اندلاع الثورة عام 1979 وإعلان قيام "الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، فرّ بهلوي إلى الخارج، وتوفي بعد عام واحد في مصر. كان إبنه رضا بهلوي وريثًا للعرش إبان الثورة، وهو معارض لنظام "ولاية الفقيه" ويقيم الآن في الولاياتالمتحدة، كما يدعو إلى تغيير النظام بطرق سلمية وإجراء استفتاء على حكومة جديدة. وبعد الهجوم الإسرائيلي على إيران، دعا رضا بهلوي الإيرانيين إلى الثورة والانفصال عن القيادة الدينية، لكن من غير الواضح ما إذا كان بهلوي سيحظى بشعبية داخل إيران، رغم الدعم الذي يتلقاه من قِبل الجالية الإيرانية في الخارج، كما تشهد الساحة السياسية انقسامات واسعة، حتى بين الفصائل المؤيدة للنظام الملكي. الأقليات العرقية تتكون إيران من عدد كبير من الأقليات العرقية التي أعربت منذ فترة طويلة عن معارضتها للحكومة الشيعية الناطقة بالفارسية في طهران. وذكرت الصحيفة البريطانية، أن من أبرز هذه الأقليات هم: الأكراد، الذين تمردوا ضد القوات الحكومية بالمناطق الغربية من إيران، حيث تشكل الأغلبية. والبلوش، في بلوشستان على طول الحدود مع باكستان، تتراوح المعارضة بين أنصار رجال الدين السنة والجهاديين المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة. وكانت الاحتجاجات الكبرى بإيران في المناطق الكردية والبلوشية، إلا أن البلاد تفتقر إلى حركة مقاومة قوية وموحدة في مواجهة حكم طهران. قادة حركات الاحتجاج الجماهيرية شهدت إيران موجات احتجاج جماهيرية في مناطق متعددة على مدى عقود، وغالبًا ما اندلعت تلك الاحتجاجات في ظل وجود قادة بارزين في سدة الحكم. بعد الانتخابات الرئاسية في عام 2009، خرج آلاف المواطنين في مظاهرات بالعاصمة طهران وغيرها من المدن الكبرى متهمين السلطات بتزوير التصويت لصالح الرئيس آنذاك محمود أحمدي نجاد، الذي واجه تهديدًا انتخابيًا من المرشح المنافس ورئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي. وتم قمع ما عُرِف ب"الحركة الخضراء" التي قادها موسوي، وكانت تطالب بإصلاحات ديمقراطية، وتم وضعه تحت الإقامة الجبرية، إلى جانب حليفه السياسي ورئيس البرلمان السابق مهدي كروبي، وفق الصحيفة البريطانية. كما شهدت إيران في عام 2022 احتجاجات واسعة حول حقوق المرأة، وكانت نرجس محمدي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2023، من أبرز رموز هذه الاحتجاجات، وهي تقبع حاليًا في سجن إيفين سيئ السمعة في إيران، بحسب الصحيفة ذاتها. صراع على السلطة هناك سيناريوهات مختلفة يمكن أن تحدث إذا تم عزل أو اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، ولكن السيناريو الأكثر ترجيحًا وفقًا لصحيفة" الإندبندنت" البريطانية، هو صراع عنيف محتمل على السلطة. ويتمثل أحد أبرز هذه السيناريوهات، في أن الحرس الثوري الإيراني قد يفرض الأحكام العرفية ويسيطر على البلاد في الأمد القريب. كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى اندلاع الحرب الأهلية التي قد تتوسع في المنطقة وتهدد استقرار الدول المجاورة.