زينت زهور القطن صحراء جنوبسيناء، معلنة نجاح أول تجربة لزراعة هذا المحصول الاستراتيجي في إحدى مزارع قرية الوادي التابعة لمدينة الطور. التجربة نُفذت بالتعاون بين "معهد بحوث القطن" التابع لمركز البحوث الزراعية بالجيزة، ومديرية الزراعة بالمحافظة، تمهيدًا للتوسع في زراعته خلال المرحلة المقبلة، نظرًا لأهميته الاقتصادية الكبيرة ودوره في دعم الاقتصاد القومي. وقال الدكتور سامي سعيد بدر، رئيس بحوث معهد القطن، إن هذه التجارب تهدف إلى تحديد أفضل الأصناف من حيث الجودة والإنتاجية، وفقًا لطبيعة المناخ في المنطقة وظروف الري بالتنقيط بالأراضي الرملية، مشيرًا إلى أن التجربة تمثل جزءًا أساسيًا من السياسة الصنفية للقطن المصري، التي تُعد ركيزة رئيسية في السياسة الزراعية والاقتصاد الوطني. وأوضح بدر أن تجربة زراعة القطن بجنوبسيناء أثبتت نجاحًا مبهرًا في جميع مراحل النمو، مؤكدًا أنه بناءً على النتائج النهائية سيتم إصدار قرار وزاري بتحديد الصنف الأنسب للزراعة في المحافظة. وأشار إلى أنه جرى استخدام 3 أصناف شهيرة من القطن وهي "جيزا 86 و94 و97"، بالإضافة إلى 3 تراكيب وراثية جديدة، بالتعاون مع نخبة من الخبراء في معهد بحوث القطن ومديرية الزراعة. من جانبه، قال سيد محمد، صاحب المزرعة التي نُفذت فيها التجربة، إنه بادر بالفكرة بدافع الأمل في توسيع الرقعة الزراعية بالمحافظة، ولاقت فكرته دعمًا كبيرًا من جميع الجهات المختصة. وأضاف أن التجربة حققت نجاحًا بنسبة 100%، حيث وصلت نباتات القطن إلى مرحلة النضج الكامل، وتبدو واعدة بإنتاجية عالية. وأوضح أن نجاح التجربة يعود إلى جودة التربة والمناخ المناسب، إضافة إلى العناية الدورية بالمحصول من خلال الري المنتظم، ونزع الحشائش، ومكافحة الآفات، وخاصة دودة القطن، باستخدام نظام متكامل. وأشار إلى أن الزراعة بدأت مطلع أبريل الماضي، وخلال نحو 70 يومًا ظهرت مؤشرات النجاح، حيث اعتمدت التجربة على أسلوب الري بالتنقيط، وتطبيق نظام زراعي دقيق يعتمد على ترك شجرتين في كل جورة، مع التسميد المنتظم والمكافحة البيئية. بدوره، أكد وكيل وزارة الزراعة بجنوبسيناء أنه تم تنفيذ التجربة على مساحة فدان ونصف، بواقع نصف فدان لكل صنف، بإشراف فريق علمي مشترك بين المعهد والمديرية، لاختيار الصنف الأنسب وفقًا للتركيب الوراثي الملائم للتربة، تمهيدًا لاعتماده في الزراعة الدائمة بالمحافظة بقرار وزاري مرتقب.