شهدت مدينة كراتشي، كبرى مدن باكستان، واحدة من أوسع عمليات الفرار من السجون في تاريخ البلاد، بعد تمكن أكثر من 200 سجين من الهروب، مستغلين حالة فوضى نجمت عن سلسلة هزات أرضية ضربت المنطقة. ووفقًا لمسؤولين باكستانيين، بدأت الأحداث حينما سُمح للسجناء بمغادرة زنازينهم إلى فناء السجن في حي مالير الفقير جنوبالمدينة، كإجراء احترازي عقب وقوع زلازل متكررة، لكن قرار فتح الأبواب تحول بعد ذلك إلى عملية هروب واسعة. وقال ضياء الحسن لانجار، وزير العدل في إقليم السند، الذي وصل إلى موقع الحادث في وقت لاحق، إن الذعر الناتج عن الزلازل أدى إلى صعوبة السيطرة على السجناء، والذين تجاوز عددهم 1000 شخص. وأضاف: "حدثت فوضى عارمة... وكان من المستحيل تقريبًا ضبط الأمور داخل الفناء"، مشيرًا إلى أن عملية الفرار بدأت قبيل منتصف الليل واستمرت حتى ساعات الصباح الأولى. وفي ذروة الفوضى، تمكن بعض السجناء من انتزاع أسلحة من حراس السجن، ما أدى إلى تبادل إطلاق نار عنيف عند البوابة الرئيسية. وبحسب الشرطة، فقد أسفر ذلك عن مقتل سجين واحد على الأقل، وإصابة ثلاثة من موظفي السجن بجروح. من جهته كشف غلام نبي ميمون، قائد شرطة إقليم السند، أن معظم الفارين متهمون بجرائم بسيطة تتعلق بتعاطي المخدرات، لكنه حذر من أن فرارهم قد يحول قضاياهم إلى ملفات أمنية خطيرة. وقال: "أعمال مثل هذه قد تُصنف إرهابًا بموجب القانون". بدوره، وصف وزير العدل الحادث بأنه "واحدة من أكبر وقائع الهروب في تاريخ البلاد"، فيما أعلنت الحكومة الإقليمية حالة الطوارئ، وبدأت حملة ملاحقة واسعة في أحياء كراتشي، التي تعد من أكثر مدن باكستان ازدحامًا وتضاريسها الحضرية تسهل الاختباء. بينما أقر رئيس وزراء إقليم السند، مراد علي شاه، بأن السماح للسجناء بمغادرة زنازينهم "كان خطأ جسيمًا"، مشيرًا إلى أن حوالي 80 سجينًا تم القبض عليهم حتى الآن. ووجّه تحذيرًا صارمًا للهاربين: "سيتحول ملف كل من يرفض تسليم نفسه إلى قضية جنائية كبرى"، مضيفًا أن "الرحمة لم تعد مطروحة بعد هذا الخرق الأمني".