وسط طلاب الشهادة الإعدادية في مركز بيلا بكفر الشيخ، يتواجد الخمسيني عوض سامي بدير، 52 عامًا، المعروف ب"أكبر طالب إعدادية" في المحافظة، ليؤدي الامتحانات التي تجرى الآن متحديًا كل المعوقات التي واجهته، وفي مقدمتها التنمر طوال فترة التحاقه بالإعدادية. "عوض اللي أنتوا عايزينه مش أستاذ ما راحش مدارس".. تلك كانت جملة رددها أحد الأشخاص من أبناء قرية الترزي التابعة لمركز بيلا في كفر الشيخ، مسقط رأس عوض، ردًا على سيدة تسأل عنه، ما أثار حفيظته وجعله يبدأ رحلة التعليم. عندما عرض عوض الأمر على مديرة مدرسة الترزي التابعة لإدارة بيلا التعليمية، قوبل طلبه بتشجيع منها ودفعته لتقديم جميع أوراقه، وعلى رأسها شهادة محو الأمية التي حصل عليها مسبقًا، ليجري اعتماد قبوله بالالتحاق بالصف الأول الإعدادي منذ الموسم الدراسي 2022 - 2023 ولغاية الموسم الدراسي الحالي 2024 - 2025 ومازال طالبًا بالصف الثالث الإعدادي. رحلة عوض في التعليم لم تكن مفروشة بالورود كما أشار إلى "مصراوي"، بل واجه عدة سلبيات عندما اعتزم التقديم للالتحاق بالتعليم، تتمثل في الكلمات التي تلقاها من الكثيرين بحقه، مثل السخرية منه لمجرد أنه طلب العلم. وكشف عوض عن عدم التفافه لتلك السلبيات، بل زادته إصرارًا على تحقيق حلمه ورغبته في الوصول لهدفه بالحصول على بكالوريوس إعلام لعشقه لهذا المجال الذي كان يتمنى العمل من خلاله في أي وسيلة إعلامية. وفي العام الدراسي الحالي وبالرغم من مواصلته حياته التعليمية بشكل طبيعي، فإنه يواجه التنمر من الكثيرين، ما جعل التنمر يؤثر على أسرته بشكل كبير بسبب تأثر أبنائه بعبارات التنمر رغم عزمه الشديد على تحقيق حلمه بالحصول على مؤهل عالٍ في مجال الإعلام. وأوضح عوض أن نجله طالب جامعي وتعرض للتنمر من أحد أساتذة الجامعة قائلًا له: "هو أنت ابن أكبر طالب إعدادية.. إزاي عايزينه يتعلم ويبقى رأسه برأسنا بشهادة محو الأمية"، فيما تسببت تلك العبارات بإصابة نجله بحالة نفسية سيئة جعلته مستمرًا في إقامته بالقاهرة. يشير أكبر طالب إعدادية في كفر الشيخ ل"مصراوي" إلى اعتزامه إنهاء مسيرته التعليمية بعد الانتهاء من أداء امتحانات الشهادة الإعدادية بسبب كميات السلبيات التي واجهها طوال 3 أعوام، ما كان لها الأثر السيئ على أسرته رغم تشجيع آخرين له بمواصلة رحلته التي اتسمت بالنجاح في مرحلة التعليم.