انطلقت مركبة الفضاء ستارشيب التابعة لشركة سبيس إكس من تكساس فجر اليوم الأربعاء، في 9 رحلة تجريبية غير مأهولة، لتحلق لمسافة أبعد من المحاولتين الأخيرتين اللتين باءتا بالفشل. وأعلن المراقبون، أنهم فقدوا الاتصال بالداعم في أثناء هبوطه قبل أن يغرق في البحر، على ما يبدو، بدلا من الهبوط المُتحكم به كما خططت الشركة. وواصلت مركبة ستارشيب في مرحلتها العليا الصعود إلى الفضاء، ووصلت إلى مسارها شبه المداري المخطط له بعد نحو تسع دقائق من انطلاق الرحلة. وكانت الخطط تقضي بإكمال ستارشيب رحلتها التجريبية التي تستغرق أقل من 90 دقيقة بهبوط مُتحكم به في المحيط الهندي. ولكن بعد نحو نصف ساعة من الإطلاق، أعلنت سبيس إكس أن فريق رحلتها فقد السيطرة على ستارشيب، مما أدى إلى دوران المركبة وهي تواصل توجهها نحو الغلاف الجوي. وقال معلق من سبيس إكس: "لن نستعد للعودة كما أردنا، وفرصنا في الوصول إلى الأرض ضئيلة للغاية" وفقا لما ذكرته الغد. وستارشيب هي مركبة فضاء مستقبلية تحمل طموحات إيلون ماسك للسفر إلى مختلف الكواكب. انطلقت المركبة الفضائية المكونة من مرحلتين، والمركبة على متن صاروخ ستارشيب المثبت على معزز دفع صاروخي ضخم سبيس إكس سوبر هيفي، في نحو الساعة 23.30 بتوقيت جرينتش من موقع الإطلاق ستاربيس التابع للشركة على ساحل خليج تكساس بالقرب من براونزفيل. أظهر بث مباشر لعملية الإطلاق ارتفاع الصاروخ من برج الإطلاق إلى السماء، بينما كانت مجموعة محركات رابتور القوية على متن سوبر هيفي تصدر صوتا قويا وسط كرة من اللهب وسحب متصاعدة من العادم وبخار الماء. أطلقت سبيس إكس منظومة ستارشيب مع معزز دفع صاروخي من طراز سوبر هيفي سبق له التحليق لأول مرة، بهدف إثبات قابليته لإعادة الاستخدام. ولن يحاول المعزز، الذي يبلغ طوله 71 مترا، في المرحلة الأولى العودة إلى منصة الإطلاق، وإنما سيستهدف خليج المكسيك من أجل هبوط متحكم فيه. ومثلما كان متوقعا، انفصل صاروخ المرحلة الأولى الذي يبلغ طوله 71 مترا عن مركبة ستارشيب في مرحلتها العليا بعد دقائق قليلة من الإطلاق، وعاد إلى الأرض. ومنحت الجهات التنظيمية الاتحادية سبيس إكس ترخيصا لأحدث محاولة تحليق للمركبة ستارشيب قبل 4 أيام فقط، مما أنهى تحقيقا في حادث أدى إلى إيقاف ستارشيب لنحو شهرين. توقفت رحلتا الاختبار الأخيرتان في يناير ومارس بعد لحظات من انطلاقهما، إذ انفجرت المركبة إلى أجزاء في أثناء صعودها، مما أدى إلى تناثر الحطام فوق أجزاء من منطقة البحر الكاريبي وتعطيل عشرات الرحلات الجوية التجارية في المنطقة. ووسّعت إدارة الطيران الاتحادية مناطق خطر الحطام حول مسار الصعود لإطلاق يوم الثلاثاء، وهو الرحلة التجريبية التاسعة الكاملة لمشروع ستارشيب. وقع الإخفاقان المتتاليان السابقان في مراحل مبكرة من رحلات الاختبار التي أنجزتها سبيس إكس بسهولة من قبل، مما تسبب في انتكاسة كبيرة لبرنامج سعى ماسك، رجل الأعمال الملياردير الذي أسس شركة الصواريخ عام 2002، إلى تسريعه هذا العام. وماسك أغنى رجل في العالم وداعم رئيسي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو متلهف لنجاح التجربة خاصة بعد تعهده في الأيام القليلة الماضية بإعادة تركيز اهتمامه على مشروعاته التجارية المتنوعة، بما في ذلك سبيس إكس، عقب انخراطه المضطرب في السياسة ومحاولاته تقليص البيروقراطية الحكومية. يعتمد ماسك على ستارشيب لتحقيق هدفه المتمثل في إنتاج مركبة فضائية كبيرة متعددة الأغراض من الجيل التالي، قادرة على إرسال البشر والبضائع إلى القمر في وقت لاحق من هذا العقد، وفي نهاية المطاف، إلى المريخ.