في تصعيد جديد للحرب الدائرة في قطاع غزة، صادق المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي في 4 مايو 2025 على خطة عسكرية شاملة تحت اسم "عملية عربات جدعون"، وذلك بهدف هزيمة حركة حماس وتدمير قدراتها العسكرية والإدارية، وتأمين إطلاق سراح الأسرى المحتجزين في القطاع، عبر هجوم عسكري بري وجوي وبحري واسع النطاق. وكان الجيش الإسرائيلي، قد أعلن الجمعة الماضية، بدء المراحل الأولى من هجوم واسع النطاق على قطاع غزة أطلق عليه عملية "عربات جدعون". في إطار التصعيد العسكري، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي دفع بجميع ألوية المشاة والمدرعات النظامية إلى داخل قطاع غزة ضمن تنفيذ عملية "عربات جدعون"، مشيرة إلى أن فرقة المظليين كانت آخر من دخل القطاع خلال الساعات الماضية. وأضافت الهيئة أن العمليات تتركز حاليًا على محورين أساسيين: شمال قطاع غزة ومنطقة خان يونس في الجنوب، وفي السياق ذاته، ذكرت إذاعة "كان" الإسرائيلية الرسمية أن الجيش يستعد لإدخال ألوية إضافية إلى القطاع خلال الأيام القليلة المقبلة. تفاصيل خطة عربات جدعون بحسب هيئة البث الإسرائيلية، تهدف العملية إلى توسيع نطاق الحرب في مرحلتها الأولى، والتي يُتوقع أن تمتد لعدة أشهر، وتشمل "الإخلاء الكامل لسكان غزة من مناطق القتال، بما في ذلك شمال القطاع، نحو مناطق في جنوبغزة"، مع إبقاء القوات الإسرائيلية في المناطق المُخلاة وفرض السيطرة عليها. كما ستلجأ إسرائيل إلى شركات مدنية لترسيم حدود المناطق التي سيحددها الجيش، من بينها منطقة في رفح تزعم إسرائيل أنها "آمنة"، وأخرى تقع خلف محور موراج، حيث سيُخضع الداخلون إليها لعمليات تفتيش دقيقة لمنع تسلل عناصر من حركة حماس. وستُفعّل ما تُعرف ب"الخطة الإنسانية" بعد الانتهاء من العمليات الميدانية وتهجير السكان نحو الجنوب، وهي المرحلة الثانية التي ستشهد تنفيذ ضربات جوية متزامنة مع عمليات برية، إلى جانب نقل المدنيين إلى ما تسميه إسرائيل "ملاجئ آمنة" في رفح. أما المرحلة الثالثة، فتتضمن توغلًا بريًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية داخل غزة، بهدف احتلال مساحات واسعة تمهيدًا لترسيخ وجود عسكري طويل الأمد يهدف إلى "القضاء على حماس وتدمير شبكة الأنفاق بالكامل". سبب تسمية العملية ب"عربات جدعون" يذكر أن اسم العملية، "عربات جدعون"، يحمل إشارات دينية وتاريخية، مستوحاة من عملية عسكرية إسرائيلية في عام 1948 هدفت للسيطرة على أراضٍ فلسطينية وطرد سكانها، ما يعكس وفق محللين الطابع الاحتلالي والتوسعي للخطة الحالية. تعكس خطة "عربات جدعون" تحولًا كبيرًا في مجريات الحرب على غزة، مع اعتمادها على الاحتلال الكامل للقطاع، وتدمير ممنهج للبنية التحتية، وفرض حصار خانق، وتهجير عشرات الآلاف من السكان، وهذه الاستراتيجية تنذر بأزمة إنسانية غير مسبوقة وتصعيد عسكري قد يمتد تبعاته إلى ما هو أبعد من حدود القطاع.