في واقعة هي الأحدث لتجاوزات الجيش الإسرائيلي، استهدفت قواته اليوم الأربعاء، وفدًا دبلوماسيًا يضم نحو 30 شخصية تمثل عدد من الدول العربية والأجنبية، في مخيم جنين بالضفة الغربيةالمحتلة، وذلك أثناء زيارة قام بها وفد السفراء للاطلاع على مستجدات الأوضاع الإنسانية داخل المخيم الذي يتواصل العدوان الإسرائيلي عليه منذ نحو 121 يومًا. وجاء إطلاق النار على الوفد الدبلوماسي رغم التنسيق الأمني، ومنح جهات الأمن الإسرائيلية مسارًا معتمدًا أثناء زيارتهم ل "تواجدهم في منطقة قتال نشطة" بحسب ما ذكر الجيش الإسرائيلي. ماذا حدث؟ بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، فتحت قوات الاحتلال الإسرائيلي نيرانها بشكل كثيف ومباشر على وفد دبلوماسي دولي أثناء تواجده في محيط مدخل مخيم جنين الشرقي، مستهدفة كذلك الصحفيين المرافقين، في لحظة اقترابهم من بوابة حديدية أقامها الاحتلال عند مدخل المخيم. وكان أعضاء الوفد قد استهلوا زيارتهم صباح الأربعاء بلقاء في مقر محافظة جنين، حيث عرض المحافظ تفاصيل شاملة عن الأضرار التي خلفتها العمليات الإسرائيلية في البنية التحتية، وما نتج عنها من شلل اقتصادي وخسائر تجارية فادحة، بالإضافة إلى أزمة النزوح التي طالت أكثر من 22 ألف مدني اضطروا لترك منازلهم داخل المخيم تحت وطأة القصف والاقتحامات المتكررة. من جهتها سارعت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية سارعت إلى إدانة الاعتداء، واصفة إياه بأنه انتهاك خطير لأبسط قواعد القانون الدولي، ولا سيما اتفاقية فيينا لعام 1961 التي تضمن سلامة البعثات الدبلوماسية. وأكدت الوزارة أن هذا السلوك الإسرائيلي يعكس سياسة متعمدة في ازدراء القانون الدولي وسيادة دولة فلسطين، ويشكل تصعيدًا غير مسبوق بحق الوفود الرسمية الزائرة. وحملت وزارة الخارجية الفلسطينية حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة والمباشرة عن ما وصفته ب"الاعتداء الجبان" على الوفد الدبلوماسي، مؤكدة أن هذا التصرف لن يمر دون محاسبة. ودعت الوزارة المجتمع الدولي، لا سيما الدول التي ينتمي إليها أعضاء الوفد الذين تم استهدافهم، إلى اتخاذ مواقف واضحة وخطوات رادعة ضد سلطات الاحتلال، بهدف كبح جماح انتهاكاتها المتكررة ووضع حد لتصعيدها الخطير، الذي بات يشمل حتى الممثلين الدبلوماسيين المعتمدين دوليًا. من الدول التي مثلها الوفد؟ وبحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" فإن أبرز الدول التي كانت في الوفد الدبلوماسي إضافة إلى عدد من الصحفيين هم: .مصر .النمسا .البرازيل .بلغاريا .كندا .تشيلي .الصين .فرنسا .المملكة المتحدة .الهند .اليابان .الأردن .ليتوانيا .المكسيك .المغرب .بولندا .البرتغال .رومانيا .روسيا .إسبانيا .سريلانكا .الاتحاد الأوروبي .تركيا ماذا قال الجيش الإسرائيلي؟ علق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، على الواقعة بالقول، إن الدخول كان منسقا، وتم منح الوفد مسارا معتمدا بسبب تواجدهم في منطقة قتال نشطة. وأضاف الجيش الإسرائيلي، أن تل أبيب تحقق في إطلاق جنودها طلقات تحذيرية أثناء زيارة وفد من المسؤولين الأجانب إلى مخيم جنين بالضفة الغربية. وزعم الجيش الإسرائيلي، في بيان باللغة العبرية، أن المسؤولين الذين تمت الموافقة على زيارتهم إلى جنين من قبل الجيش انحرفوا عن مسارهم ودخلوا منطقة مغلقة كانت بمثابة منطقة قتال نشطة. كما أعرب الجيش الإسرائيلي في بيانه، عن أسفه لوقوع مثل ذلك الحادث "غير المعتاد"، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه لم تقع أي إصابات. كما ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الجيش سيقدم اعتذارا لأعضاء الوفد. وكثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عملياتها العسكرية في مخيم جنين وباقي مناطق الضفة، بعد عمليات شنتها المقاومة الفلسطينية في الضفة للرد على انتهاكات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قد صرح في وقت سابق،أن قوات الجيش الإسرائيلي، ستبقى في الضفة بعد انتهاء العملية العسكرية، لضمان عدم عودة الوضع "إلى ما كان عليه".