أكد وزير السياحة والآثار شريف فتحي أن مشروع خفض منسوب المياه الجوفية لمنطقة أبو مينا الأثرية، يحظى باهتمام خاص من القيادة السياسية، مشيرًا إلى توجيهات مباشرة من الرئيس عبدالفتاح السيسي برصد التمويل اللازم لحماية الموقع وصون إرثه التاريخي. جاء ذلك خلال جولة أجراها الوزير لمنطقة أبو مينا الأثرية اليوم الثلاثاء، بمشاركة نوريا سانز، مديرة مكتب اليونسكو في مصر، وقداسة البابا تواضروس الثاني، وذلك للوقوف على الموقف التنفيذي لمراحل إنجاز المشروع، الذي يأتي ضمن جهود الوزارة للحفاظ على التراث المصري المسجل عالميًا. وأشاد الوزير بالتعاون المثمر مع قداسة البابا تواضروس الثاني، ورئاسة دير مارمينا، ومنظمة اليونسكو، مشددًا على الأهمية الروحانية والدينية التي تتميز بها منطقة أبو مينا، والتي كانت مركزًا رئيسيًا للحج المسيحي منذ القرن الخامس الميلادي، وتضم منشآت دينية بارزة مثل البازيليكا الكبرى، المعمودية، ودور الضيافة. أعمال الترميم والتطوير وأشار فتحي إلى أن المشروع أسهم في إخراج منطقة أبو مينا من "النقطة الحمراء" بقائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، وفقًا لرئيس قطاع الآثار. كما تم تثبيت العناصر المعمارية للبازيليكا وكنيسة المدفن، وإعادة الأحجار المتناثرة للحفاظ على الشكل الأصلي للموقع، بالإضافة إلى ترميم السور الغربي للبازيليكا والحوائط الداخلية. وأضاف الوزير أن الوزارة قامت بتنفيذ 57 بئرًا حول الموقع الأثري بالكامل، وربط شبكة الآبار المستحدثة بمنظومة التحكم الذكي لمتابعة مناسيب المياه الجوفية على مدار عام بعد التشغيل، مما يضمن استقرار المنطقة وحمايتها من أي تهديدات مستقبلية. انطلاق مرحلة جديدة من الاستكشافات وأوضح فتحي أن أعمال الحفائر والاستكشافات الكبرى ستنطلق خلال عام من الآن، وذلك بعد إتمام السيطرة الكاملة على مشكلة المياه الجوفية. وأكد أن الجهود المبذولة لإنقاذ الموقع لاقت إشادة خاصة من منظمة اليونسكو، مشددًا على أن الوزارة تتعامل مع أبو مينا كأحد أهم المواقع الأثرية المصرية. وفي إطار الحفاظ على الموقع كمُسجل على قائمة التراث العالمي، أعلن الوزير عن خطة شاملة لترميم المنشآت الدينية بالموقع، ومنها ضريح القديس مينا الذي تحوّل منذ أواخر العصور الرومانية إلى مزار ديني رئيسي يقصده الحجاج من مختلف أنحاء العالم.