طالب وزير الخارجية الألماني الجديد، يوهان فاديفول، بإجراء مفاوضات عاجلة لوقف إطلاق النار في غزة، في ظل الوضع الكارثي المتدهور في القطاع الفلسطيني المحاصر الواقع على ساحل البحر المتوسط. وقبيل مغادرته في أول زيارة رسمية له إلى إسرائيل، قال فاديفول اليوم السبت إن "الوضع الإنساني في قطاع غزة أصبح لا يمكن تحمله. لذلك، هناك حاجة ماسة الآن إلى الشروع في مفاوضات جادة بشأن وقف إطلاق النار، بهدف الإفراج عن جميع الأسرى وتوفير الإمدادات لسكان غزة." ومن المقرر أن يلتقي فاديفول غدًا الأحد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، وقال فاديفول المنتمي إلى حزب المستشار فريدريش ميرتس، المسيحي الديمقراطي إنه سيستفسر منهما عن "الهدف الاستراتيجي من تصعيد العمليات العسكرية، التي تكثفت مجددًا منذ مارس الماضي". وكانت الحكومة الإسرائيلية قررت في وقت سابق من هذا الأسبوع توسيع الهجمات التي يشنها الجيش على غزة. يشار إلى أن العلاقة بين وزيرة الخارجية الألمانية السابقة، أنالينا بيربوك (من حزب الخضر)، ونتنياهو كانت متوترة بسبب خلافات في الرأي حول نهج إسرائيل في غزة والضفة الغربية. ويستهل فاديفول برنامجه في إسرائيل بزيارة نصب ياد فاشيم التذكاري للهولوكوست في القدس، حيث سيضع إكليلًا من الزهور تكريمًا للضحايا اليهود الذين قتلهم النظام النازي. كما يعتزم الوزير عقد لقاء مع أقارب محتجزين من غزة في وقت لاحق من مساء اليوم. وسيعقد فاديفول لقاء مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى في مدينة رام الله بالضفة الغربية غدا. وأكد فاديفول أن الفلسطينيين في الضفة الغربية بحاجة إلى أفق سياسي واقتصادي، حتى لا تستمر الكراهية والتطرف في إيجاد أرض خصبة لهما." وأضاف الوزير الألماني أن الاجتماع في رام الله سيتناول إلى جانب موضوع الاستيطان الإسرائيلي، السبل التي يمكن لألمانيا من خلالها دعم الفلسطينيين في الإصلاحات الضرورية العاجلة. وقال فاديفول إنه رغم أن حل الدولتين يبدو بعيد المنال، فإنه لا يزال يمثل أفضل فرصة لتحقيق السلام والأمن لإسرائيل وجيرانها، "ولا يجوز إضاعتها." الجدير بالذكر أن البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) كان صَوَّت في يونيو الماضي على قرار برفض إقامة دولة فلسطينية غرب نهر الأردن. ووصف القرار إقامة دولة فلسطينية في أعقاب أحداث 7 أكتوبر بأنها "مكافأة للإرهاب"، معتبرا أن "مثل هذه المكافأة لن تؤدي إلا إلى تشجيع حركة حماس التي ستستخدم دولة فلسطين بعد ذلك لشن هجمات على إسرائيل". وتم تمرير القرار بأغلبية 68 صوتا مقابل 9 أصوات. ويرى القرار أن إقامة دولة فلسطينية في "قلب أرض إسرائيل" من شأنه أن يشكل "خطرا وجوديا على دولة إسرائيل ومواطنيها". ويقول أيضا إن هذا من شأنه أن يديم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ويزيد من زعزعة الاستقرار. وتأتي زيارة فاديفول في إطار الاحتفال بمرور 60 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين ألمانيا وإسرائيل. ومن المقرر أن يصل الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوج إلى برلين في زيارة رسمية غدا بهذه المناسبة، على أن يعود إلى إسرائيل في 13 مايو الجاري برفقة نظيره الألماني فرانك-فالتر شتاينماير. وقال فاديفول إن الحكومة الألمانية، بعد 80 عامًا من الهولوكوست، تجدد التزامها بأن وجود إسرائيل وأمنها جزء من المصالح الوطنية للدولة الألمانية، لكنه أضاف أن هذا الالتزام يجب أن يُعاد تفسيره اليوم "دائمًا في ضوء تاريخنا والنظام القانوني الدولي الذي نتحمل تجاهه مسؤولية خاصة." وفيما يبدو أنه رد على الانتقادات الموجهة لسياسات نتنياهو، أضاف فاديفول: "في ديمقراطيتينا، تُعدّ النقاشات النقدية حول سياسة الحكومات – سواء كانت حكوماتنا أو حكومات الدول الصديقة – جزءًا طبيعيًا من الحياة السياسية."، مشددا على ضرورة عدم إساءة استخدام هذا الأمر لتبرير معاداة السامية. ورأى أن إتاحة المجال للنقد الموضوعي هو سمة لا غنى عنها في المجتمعات الحرة، وأردف" وعلينا أن نستمر في السعي لتحقيق هذا التوازن والتمييز الدقيق."