الوجه الآخر ل شيكابالا.. حكايات لا تعرفها عن أسطورة الزمالك: مسيرة الأباتشي

إذا ذُكر اسم محمود عبد الرازق "شيكابالا" وسط مجموعة من مشجعي الأهلي والزمالك، قد يتفقون على موهبته، لكن أيضا قد يختلفون على بعض تصرفاته لخلافاته الشهيرة مع جماهير القلعة الحمراء. ورغم ذلك فهو الفارس بالنسبة لجماهير القلعة البيضاء.
رغم حب كثير من جماهير الزمالك لشيكا، إلا أنه ليس المفضل لجماهير الألفينيات، مثلما وصف صلاح سليمان لاعب الأبيض السابق لمصراوي، وبرر الأمر أنهم لم يروا فترة تألق "الأباتشي". لكنه يظل اللاعب الذين مدحه كثير من أساطير كرة القدم، فقال عنه مانويل جوزيه مدرب الأهلي السابق: "شيكابالا يعامل الكرة أفضل من ميسي ورونالدو".
وللأباتشي محمود شيكابالا الذي يحتفل اليوم 5 مارس 2025 بعيد ميلاده ال39، وجه آخر لا تراه جماهير القطبين، نرصد ملامحه عبر استعراض مسيرته.
بداية الساحر
كانت بداية الأباتشي الحقيقة يوم 16 يناير 2002، بعدما تمكن الساحر كما يطلق عليه جماهير الزمالك، من وضع بصمته مع فريق الناشئين بالزمالك، حتى تم تصعيده للفريق الأول. في هذا اليوم كان الزمالك بقيادة البرازيلي كابرال يواجه غزل المحلة، ووسط مجموعة من النجوم الذين يرتدون القميص الأبيض، سجل ابن أسوان هدف الفوز.
ظهرت موهبة شيكابالا سريعا، وأدركها مدربو الزمالك، فبعد رحيل كابرال وتولي فينجادا تدريب الفريق، لمس فيه الموهبة والإمكانيات وتوقع نجوميته، ليعود في عام 2006 مع منتخب مصر الأولمبي، ويختار شيكابالا قائدا لقائمته، حسبما ذكر في تصريحات خاصة ل"مصراوي".
حنين وخجل الأسواني
تحدث فينجادا لمصراوي عن شيكابالا في بداية مسيرته، وقال: " عندما أتيت إلى الزمالك عام 2003 كان شيكابالا يبلغ من العمر 17 عامًا، وكان لا يزال صغيرًا ولكنه يتمتع بموهبة كبيرة وإمكانيات رائعة ليصبح نجمًا".
وذكر فينجادا أن شيكابالا كان يشعر بالفارق الكبير بين الأجواء في القاهرة وأسوان، ولم يكن سهلا عليه أن يكون بعيدا عن أسرته، لكنه كان وسط مجموعة رائعة من اللاعبين، وقال: "كلنا ساعدناه ودعمناه كلاعبين وكشاب صغير، لعب بعض الدقائق وبالطبع شعرنا بالموهبة الرائعة التي كان يعبر عنها".
وبعدها غادر فينجادا الزمالك واحترف شيكابالا في باوك اليوناني، ويرى الأول أن هذا الانتقال كان مبكرا ولم يكن مستعدا للذهاب إلى بلد أخرى، لكنه كان يؤمن بموهبته ونصح سبورتنج لشبونة البرتغالي بضم موهبة الزمالك.
وقال فينجادا: "نصحت سبورتنج بإحضاره لأنه كان من بين أفضل اللاعبين الموهوبين الذين دربتهم وفي ظل الأجواء الجيدة المحيطة به، كان من الممكن أن يمتلك سبورتنج لاعبًا رائعًا، لسوء الحظ بالنسبة لشيكابالا، واجه سبورتنج في ذلك الوقت مشاكل كثيرة ولم يسمح له كل من حوله بالتعبير عن كل قدراته. كما لم يبحث المدرب كثيرًا عن لاعبين شباب، على أي حال، أستطيع أن أقول إنني أعتبر شيكابالا من بين أفضل 10 لاعبين موهوبين دربتهم في مسيرتي، كان مذهلاً وكان بإمكانه الفوز بالمباريات بمفرده".
وعلى الرغم من موهبته، كان شيكابالا في بداية مسيرته خجولا جدا وعاطفي، مثلما وصف فينجادا، والذي رجح الأمر لقدومه من أسوان، إلا أنه لاحقا أصبح قائدا للمنتخب الأولمبي.
العودة للزمالك والوجه الآخر
ولم يستمر شيكابالا في احترافه وعاد من جديد إلى الزمالك، ومثلما قال فينجادا كان يإمكانه الفور بمفرده، فواجه الزمالك فترة صعبة مع اعتزال العديد من نجوم، وفي موسم 2010-2011، توج الأباتشي بجائزة هداف الدوري المصري.
وكان شيكابالا يقوم بجميع الأدوار مع الفريق في الوضع الصعب، بعدم التتويج بالبطولات واحتلال المراكز المتأخرة في الدوري، وقال صلاح سليمان لاعب الأبيض السابق الذي زامل شيكابالا خلال تلك الفترة: "شيكا كان يقرب من اللاعبين ويقف بجوار أي شخص في النادي، فهو يريد أحسن شيء للزمالك، ولم يقف الأمر عند اللاعبين، فكان يقف مع العمال في النادي "لو واحد بيتجوز أو بيجوز حد من أخواته بيطلب مننا نسأل عليهم"، شيكابالا دفع 150 ألف جنيه عام 2013 لمساعدة العمال في زواجهم".
"المشاكس والمظلوم"
وعلى الرغم من ذلك، لم تكن علاقة شيكابالا على ما يرام مع جماهير الأهلي، وحدث بينهم العديد من المناوشات المستمرة حتى الآن، فأخذ عنه صورة اللاعب المشاكس، الذي يفتعل الأزمات مع الجماهير. إذ أن اللاعب الذي وصفه فينجادا بصاحب القلب الطيب، كان من السهل استفزازه وإخراجه عن تركيزه.
لكنه في كثير من الأحيان لم يكن صاحب المشكلة، وروى صلاح سليمان موقفا طريفا جمعه بشيكابالا وتسبب في أزمة كبرى لم يكن الأخير طرفا فيها، وقال لمصراوي: "في مرة من المرات كانوا ظالمين شيكابالا، في 2013 كانت هناك أزمة شهيرة بالاشتباك مع طيار في الجونة، كنت أنا وشيكابالا وحازم إمام، وكنا سنلاعب الأهلي في رمضان مباراة بدوري أبطال أفريقيا ومن يفوز سيتصدر المجموعة، وكنا سنواجه أورلاندو".
وأضاف: "كان هناك شخص يقضي شهر العسل مع زوجته في الجونة ويرتدي قميص أحمر، فأشار إلى القميص وقال لفظ خارج، قلت لشيكابالا "إلحق يسبك بوالدتك"، شيكابالا اتعصب ونشبت الأزمة، وكنا نحاول الحل، وحازم إمام كان يرتدي نظارة حصل عليها من ميدو ب8000 جنيه، وفي هذا التوقيت كان مبلغا ضخما، فكان أعظم لاعب يرتدي نظارة ب800 جنيه، ووسط الخناقة والاشتباك حازم تركها وكان عمال يدور على النظارة".
وأوضح: "وكبرت الأزمة وقالوا إن ثلاثي الزمالك لن يسافروا مع الفريق، وكابتن حلمي طولان تدخل وسافرنا مع الفريق، وبعدها ظهر خبر أن النيابة تأمر بالقبض على ثلاثي الزمالك ووالدتي كلمتني وهي قلقة، وأخبرني كابتن حلمي بالحضور مع حازم إمام وشيكابالا، وبالفعل ذهبنا وانتهت الأزمة، وشيكابالا كان مظلوما وأنا السبب في المشكلة".
وعلى الرغم من تلك الأزمات، سواء كان شيكابالا بالفعل سببا فيها أو مظلوما، قال إسلام جمال لاعب الزمالك السابق، إنه من أطيب اللاعبين الذين عرفهم، ويقف مع جميه اللاعبين، وهم أيضا يريدونه في أفضل الأحوال، وجميع من ينضم إلى الزمالك يريد مساعدة شيكابالا.
فدور القائد يحتم على شيكابالا استقبال اللاعبين الجدد، خاصة الأجانب، مثلما أكد سيدي نداي لاعب الفريق الحالي، الذي قال لمصراوي: "شيكابالا لاعب رائع، واستقبلني في الفريق وتحدث معي"، وأضاف إسلام جمال: "شيكا ابن بلد وجدع، ويقف مع الناس كلها، وكنا عندما نخسر المباريات، كان شيكابالا يجمع اللاعبين في التدريبات، ويحاول أن يخرج الجميع من الأجواء، ويعزم اللاعبين على الطعام وإذا قصر لاعب في المباراة يوبخه لمصلحته ولا يصدر أي مشكلة للمدير الفني، من الآخر شيكابالا إنسان".