دراسة جديدة تكشف فوائد صيام الماء على هرمون النمو

في دراسة حديثة نُشرت في مجلة "Frontiers in Endocrinology"، قام الباحثون بفحص تأثير الصيام لمدة 24 ساعة مع شرب الماء فقط على الوزن وإفراز هرمون النمو البشري (HGH) ومجموعة من المعالم الفسيولوجية الأخرى.
وأظهرت النتائج أن الصيام يعزز إفراز هرمون النمو من الغدة النخامية، دون أن يكون لذلك تأثير مباشر على فقدان الوزن.
الصيام المتقطع وفوائده الصحية
يُعرف الصيام المتقطع بأنه نمط غذائي يتناوب بين فترات الصيام وتناول الطعام، وقد ثبتت فوائده العديدة، والتي يعد فقدان الوزن أبرزها، ويساهم الصيام في تحسين العديد من العوامل الصحية، مثل خفض مستويات الكوليسترول، وتنظيم تركيزات الجلوكوز، وتقليل ضغط الدم، مما يقلل من احتمالية الإصابة بأمراض التمثيل الغذائي وأمراض القلب والأوعية الدموية.
تشير الدراسات إلى أن فوائد الصيام قد لا ترتبط فقط بفقدان الوزن، بل قد تكون ناتجة عن آليات أخرى مثل التحول الأيضي، حيث يعتمد الجسم على الكيتونات كمصدر للطاقة بدلًا من الجلوكوز.
كما أن الصيام يعزز المناعة، يقلل من الالتهابات، ويقوي توازن البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي، ويساعد الصيام لفترات طويلة على زيادة إدرار الصوديوم، وتحسين مستويات الهيموجلوبين، مما قد يسهم في تقليل مخاطر قصور القلب.
علاقة هرمون النمو بالقلب والتمثيل الغذائي
يرتبط نقص هرمون النمو بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، إضافةً إلى مشاكل في التمثيل الغذائي؛ لذا، فإن تعزيز إفراز هرمون النمو أثناء الصيام قد يكون له تأثير إيجابي في الحد من هذه المخاطر. ورغم أن نتائج الدراسة أكدت زيادة مستويات هرمون النمو مع الصيام، فإنها لم تجد تأثيرًا كبيرًا على مستويات عامل النمو المشابه للأنسولين (IGF-1)، وهو أحد العوامل المرتبطة بوظائف هرمون النمو.
تفاصيل الدراسة
أجريت الدراسة على 30 شخصًا تم تقسيمهم إلى مجموعتين، حيث خضعوا لفترتي صيام مدة كل منهما 24 ساعة، مع السماح بشرب الماء فقط، فقد كان من ضمن معايير المشاركة في الدراسة عدم ممارسة الصيام لأكثر من 12 ساعة خلال السنة السابقة، وعدم تقييد السعرات الحرارية بأقل من 80% من الاستهلاك اليومي الموصى به من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) خلال العامين الماضيين.
استُبعد من الدراسة الأفراد الذين لديهم تاريخ مرضي يشمل السكتة الدماغية، أو أمراض القلب، أو تناول العلاجات المثبطة للمناعة، إضافةً إلى المدخنين أو الأشخاص الذين يتناولون أدوية مثل الأنسولين أو العلاجات المضادة للسرطان.
نتائج الدراسة وتحليل البيانات
خضع المشاركون لتحاليل دم عند ثلاث نقاط زمنية: عند بداية التجربة، بعد 24 ساعة من الصيام، وبعد 48 ساعة، وتضمنت التحاليل تقييم تعداد الدم الكامل، ومستويات الدهون، والبروتين التفاعلي C عالي الحساسية (hsCRP)، والأنسولين، وهرمونات النمو.
كانت العينة تتراوح أعمارها بين 18 و70 عامًا، بمتوسط عمر 44 عامًا، وكان ثلثا المشاركين من النساء، وأظهرت النتائج أن الصيام أدى إلى زيادة مستويات الهيموجلوبين وهرمون النمو، بالإضافة إلى انخفاض الصوديوم، والدهون الثلاثية، والوزن، والمؤشرات المرتبطة بمقاومة الأنسولين. ولم تُسجل تغييرات كبيرة في محيط الخصر أو مستويات hsCRP أو ضغط الدم.
تأثير الصيام على هرمون النمو بحسب الجنس والوزن
أظهرت البيانات أن متوسط مستوى هرمون النمو الأساسي لدى النساء بلغ 0.5 نانوجرام/مل، بينما كان لدى الرجال 0.04 نانوجرام/مل، كان لدى النساء متوسط وزن قدره 72.5 كجم، بينما كان متوسط وزن الرجال 99.3 كجم، ولم تظهر اختلافات كبيرة في مستويات IGF-1 الأساسية بين الأفراد ذوي الخطوط الأساسية الأعلى والأدنى لهرمون النمو.
وكشفت الدراسة أن الأفراد الذين لديهم مستويات منخفضة من هرمون النمو الأساسي شهدوا زيادات أكبر عند الصيام، حيث بلغت الزيادة 720% لدى النساء، مقارنة ب 38% لدى أولئك اللاتي لديهن مستويات أعلى من هرمون النمو الأساسي، وهو فرق ذو دلالة إحصائية. بينما لم يكن هذا التأثير واضحًا لدى الرجال.
الصيام يحفز هرمون النمو دون فقدان الوزن
أكدت الدراسة أن التغيرات في هرمون النمو لم تكن مرتبطة بفقدان الوزن أو بالوزن الأساسي للمشاركين، بل كانت مرتبطة بالتغيرات في مستويات IGF-1 والجلوكوز والهيموجلوبين أثناء الصيام.
وأظهرت النتائج أن الأفراد الذين لديهم مستويات منخفضة من هرمون النمو الأساسي أظهروا تحسنًا طفيفًا في حساسية الأنسولين، رغم أن هذا التحسن لم يكن ذا دلالة إحصائية كبيرة.