"مع غروب شمس غد يبدأ ترحيل المهاجرين" بعد هذه التصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبيل تنصيبه رسميًا 20 يناير الماضي، شهدت الإدارة الأمريكية عددًا من القرارات المتلاحقة ذات التبعات خاصة فيما يخص ملف المهاجرين، اللذين توعدهم الرئيس الجمهوري بعدد من الإجراءات المضادة لوقف تدفقهم إلى الولاياتالمتحدة بمزاعم تهديد الأمن القومي الأمريكي. كانت المواجهات الأولى ضمن تبعات هذا القرار مع كولومبيا، التي أرسلت لها الولاياتالمتحدة عدد من الرحلات الجوية تقل مهاجرين كولومبيين تم ترحيلهم إلى بلادهم لمرورهم إلى الولاياتالمتحدة بطرق غير شرعية، وهي الخطوة التي لم تتوان بوجوتا في الرد عليها. ردت بوجوتا، بإصدار قرار يمنع دخول الطائرات الأمريكية التي تحمل مهاجريين كولومبيين إلى أجوائها بقرار من الرئيس جوستافو بيترو، ليتم بعد ذلك إعادة الطائرتين العسكريتين إلى الولاياتالمتحدة مرة أخرى. وعلق جوستافو بيترو، على القرار الأمريكي، بمطالبة واشنطن بمعاملة مواطني بلاده بشكل لائق ومقبول، قائلًا إن المهاجر ليس "مجرمًا"ويجب التعامل معه في إطار يرتقي لأسلوب التعامل الإنساني. جاء الرد على القرار الكولومبي، بمسارعة الرئيس الجمهوري، بالإعلان عن فرض عن عدد من التدابير "العقابية" ضد بوجوتا، بدأت بإغلاق قسم التأشيرات بالسفارة الأمريكية في كولومبيا، إضافة لإيقاف معالجة التأشيرات للآلاف الذين يقصدون مكاتب الهجرة في الخارجية الأمريكية أو بالسفارة لضبط أوراقهم. وتضمنت قرارات ترامب، فرض تعريفات جمركية طارئة بنسبة 25% على جميع السلع القادمة من كولومبيا، على أن يتم رفعها إلى 50% خلال أسبوع. كما أعلنت واشنطن حظر السفر وإلغاء التأشيرات الفورية للمسؤولين الحكوميين الكولومبيين، إضافة إلى فرض قيود تأشيرات على أعضاء الحزب الحاكم وأفراد أسرهم ومؤيدي الحكومة. كما شملت الإجراءات تكثيف عمليات التفتيش الجمركي والرقابة الحدودية على البضائع والمواطنين الكولومبيين، بدعوى تعزيز الأمن القومي. وفي المجال المالي، قررت الإدارة الأمريكية تفعيل عقوبات بموجب قانون الاقتصاد السياسي الدولي، تضمنت قيودًا على الأنشطة المصرفية والمالية الكولومبية داخل الولاياتالمتحدة. في المقابل، لم يظل الموقف الكولومبي ثابتًا على هذا النحو، مع إعلان كولومبيا استعدادها لاستقبال مواطنيها المقرر ترحيلهم من الولاياتالمتحدة، حيث كتب جوستافو، في بيان عبر حسابه على منصة "إكس"، إنه سيرسل طائرات مدنية لإعادة المواطنيين المرحلين لإعادتهم إلى كولومبيا بدلًا من الطائرات العسكرية التي أرسلتها واشنطن لأنهم "ليسوا مجرمين". من جانبه، صرح البيت الأبيض، أن الولاياتالمتحدة قررت تعليق فرض الرسوم الجمركية والعقوبات إضافية على كولومبيا، وذلك بعد قبولها استقبال مهاجرين مرحلين من الأراضي الأميركية. وأوضح البيان، الذي صدر عن المكتب الإعلامي، أن تنفيذ الاتفاق مرهون بوصول أول رحلة جوية تقل المهاجرين المرحلين إلى كولومبيا، مؤكداً استمرار العقوبات المفروضة حتى ذلك الحين. كما شدد البيت الأبيض على أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتوقع من جميع الدول التعاون في قبول مواطنيها الذين يقيمون بشكل غير قانوني في الولاياتالمتحدة. وفي السياق ذاته، صرح وزير الخارجية الكولومبي لويس جلبيرتو موريلو بأن الأزمة مع الولاياتالمتحدة قد انتهت، معرباً عن استعداد بلاده لتطبيق الاتفاق.