سعر الذهب في مصر اليوم الاثنين 26-5-2025 مع بداية التعاملات    شروط رفع عداد الكهرباء القديم 2025 واستبداله بعداد مسبق الدفع.. الخطوات والمستندات المطلوبة    موقع عبري: حماس لديها 40 ألف مسلح في غزة وشبكة أنفاق واسعة    جدول مباريات اليوم الإثنين والقنوات الناقلة.. ختام الدوري السعودي    في عيد الأضحى.. إليك بعض النصائح لاتباع نظام غذائي صحي    هبوط كبير ب1400 جنيه.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الاثنين 26-5-2025    هل تنتقل العاصفة الترابية من ليبيا إلى القاهرة؟.. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم    الأوقاف الفلسطينية: وصول 600 حاج من قطاع غزة إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج    «باقي يومين على صيام العشر».. متى تبدأ العشر الأوائل من ذي الحجة 1446 هجريًا؟    منهم المالكي وعمرو الخضري ..نجوم الوسط الغنائي يدعمون تامر حسني في العرض الخاص ل ريستارت    الخارجية الفلسطينية ترحب بإعلان مالطا عزمها الاعتراف بدولة فلسطين    قبل عيد الأضحى 2025.. أسعار العجول والأغنام والماعز في أسواق الشرقية    ظهرت في الجامعة قبل الحادث.. تفاصيل جديدة ب قضية الدكتورة نوال الدجوي (فيديو)    أمور يجب على الحاج فعلها قبل السفر للحج.. تعرف عليها    البترول تكشف تفاصيل انفجار محطة كارجاس برمسيس    ترامب يعلق فرض رسوم بنسبة 50٪ على الاتحاد الأوروبي حتى 9 يوليو    طه دسوقي يهدي تكريم «ولاد الشمس» إلى محمود حميدة في حفل جوائز إنرجي    مطرانية المنيا تنفي حدوث أي استهداف للأقباط في قرية المحصلة    اليوم.. مصر للطيران تنظم 20 رحلة جوية لنقل حجاج بيت الله الحرام إلى الاراضي المقدسة    هدد باغتيال ترامب.. إيقاف شخص حاول إلقاء قنبلة على سفارة أمريكا بتل أبيب    19 شهيدا فى قصف إسرائيلى استهدف مدرسة تؤوى نازحين بحى الدرج فى غزة    محمد صلاح يحطم الرقم القياسي في فانتازي الدوري الإنجليزي ب344 نقطة    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الاثنين 26 مايو    السيطرة على حريق التهم أحد الأكشاك بمنطقة منشية البكرى بالمحلة    صفحة الدورى الإنجليزى تحتفى بمحمد صلاح فى حضور حسام حسن    "توليفة" طولان لكأس العرب    غياب هنا الزاهد عن العرض الخاص لفيلم «ريستارت» يثير التساؤلات.. ما السبب؟    وفاة والد السيناريست إياد صالح والجنازة اليوم من مسجد مصطفى محمود    التليفزيون هذا المساء: "المصريين الأحرار" يكشف تفاصيل تعديلات قانون تقسيم الدوائر    الأهلي يحصل على توقيع صفقة من العيار الثقيل.. كريم حسن شحاتة يكشف التفاصيل    عضو بمركز الأزهر العالمي للفتوى: الحج رحلة للتطهير ولا يصح إلا بمال حلال    49.83 جنيه للشراء.. سعر الدولار اليوم الاثنين 26 مايو 2025 بالبنك المركزى المصرى    أولى جلسات محاكمة ليلى الشبح بتهمة سب وقذف هند عاكف| اليوم    «بلاش تتابعني».. كيف ردت داليا البحيري على مطالبات متابعيها بارتدائها الحجاب؟    ترتيب الدوري الإسباني والمتأهلون إلى دوري أبطال أوروبا رسميا    ستوري نجوم كرة القدم.. احتفال مبابي.. أفشة رفقة أصدقائه.. بنزيما في مران اتحاد جدة    مع اقتراب يوم عرفة.. نصائح للحجاج لأداء المناسك    لاستكمال سماع الشهود.. تأجيل محاكمة سفاح المعمورة لجلسة الثلاثاء    أفكار سفرة مميزة للعزومات في عيد الأضحى 2025    العيد الكبير على الأبواب.. قائمة التسوق الذهبية في عيد الأضحى    وصول جثامين متفحمة لمجمع الشفاء جراء استهداف مدرسة في قطاع غزة بصاروخين    هاني سعيد يهاجم رابطة الأندية: 90% من الفرق خارج حساباتهم وتأجيل مباراة سيراميكا "أصبح مملًا"    منها العائد المادي والاعتداء على الأطقم الطبية.. وزير الصحة الأسبق يكشف أسباب هجرة الأطباء    دار الإفتاء توضح حكم تحمل الزوج تكاليف حج زوجته    حُسمت.. الفرق الإيطالية المتأهلة إلى دوري أبطال أوروبا 2025-2026    الجيش الأردني يحبط محاولة تهريب مخدرات بواسطة مسيّرتين في جنوب البلاد    قبل أن تُغلق أبواب الخصام.. جنازة حفيد نوال الدجوي تُشيّع اليوم عقب صلاة الظهر (موعد ومكان دفنه)    «تستحمى الصبح ولا بليل»؟ سبب علمي قوي يجنبك فعلها في هذا التوقيت    لا تتمسك بما لا يخدمك.. برج الجدي اليوم 26 مايو    حدث بالفن | أزمة هيفاء وهبي والموسيقيين والعرض الخاص لفيلم "ريستارت"    مجلس إدارة التعليم المدمج بالأقصر يناقش استعدادات امتحانات الترم الثاني خلال اجتماعه الدوري    التعليم تحسم الجدل: مدراء "المبادرة الرئاسية" مستمرون في مناصبهم -(مستند)    النائب أحمد السجيني: تحفظات كثيرة على مشروع قانون الإيجار المقدم من الحكومة    معجزة طبية في الفيوم: استخراج فرع شجرة من جسد طفل دون إصابات خطيرة    إنشاء كليات وجامعات جديدة.. أبرز قرارات مجلس الجامعات الخاصة مايو 2025    المفتي: يوضح حكم التصرف في العربون قبل تسليم المبيع    النواب يوافق نهائيا على مشروع تعديل قانون مجلس الشيوخ    لخفض البطالة.. كلية الاقتصاد جامعة القاهرة تنظم ملتقى التوظيف 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أجاب عن الأسئلة الشائكة.. التفاصيل الكاملة لمؤتمر رئيس الوزراء: لن نبيع أصول الدولة
نشر في مصراوي يوم 17 - 07 - 2024

خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد اليوم عقب الاجتماع الثاني للحكومة بتشكيلها الجديد، أجاب الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء على عدد من الأسئلة التي طرحت من جانب الصحفيين حول عدد من الأمور والقضايا التي تشغل الرأي العام المصري.
وحول السؤال الذي طرح بخصوص إصدار قانون المحليات، وتوقيت إجراء الانتخابات المحلية، أكد رئيس الوزراء أن الحكومة تعهدت خلال برنامجها بالإسراع في استصدار القانون، وحسم كيفية إجراء انتخابات المجالس المحلية، وهو ما يتم العمل عليه خلال الفترة القادمة بمجرد إقرار برنامج الحكومة من جانب مجلس النواب.
وعن تعاون مصر مع دول حوض النيل، وخطة الدولة للتعامل مع أزمة المياه، أوضح رئيس الوزراء أن حصة مصر الثابتة من مياه نهر النيل تقدر ب 55.5 مليار م3، وأنه يوجد مياه جوفية، إلى جانب عمليات التدوير التي تتم لمياه الصرف الزراعي، لإعادة استغلالها مرة أخري، فضلا عن مشروعات تحلية مياه البحر، قائلا:" كل ذلك يجعل مواردنا المائية تتجاوز ال 85 مليار م3"، مؤكداً: هناك تحد في توفير احتياجاتنا من المياه، وأن هذه الاحتياجات تزيد بشكل كبير كلما يزيد عدد السكان، مجدداً الإشارة إلى أوجه التعاون مع دول حوض النيل لتنفيذ المزيد من المشروعات التي تحقق الفائدة لمختلف الدول، قائلا:" نحن لسنا ضد أي مشروع تنموي يتم إقامته في أي دولة، وهذه ثوابت الدولة المصرية، ولكن لابد أن يتم ذلك بما لا يؤثر، ولا يضر بحصة مصر التاريخية من مياه نهر النيل، وهذا هو الشيء الأهم"، مؤكداً أن الدولة المصرية لديها خطط واضحة وتنفيذية لمشروعات تعاون مع العديد من دول حوض النيل، وذلك سعياً لتعظيم الاستفادة من الموارد المائية، إلى جانب دعم هذه الدول اقتصاديا بصفة عامة، وهذا هو توجه الدولة المصرية، الذي يرتكز على الدخول في مشروعات تنموية مع دول حوض النيل تحقق الفائدة للبلدين، مجدداً أن هذا يُعد جزءا من ثوابت حماية الأمن القومي المصري، والحفاظ على كل قطرة مياه من حق مصر في مياه نهر النيل.
ورداً على سؤال يتعلق بالاستراتيجية الوطنية للصناعة، وما إذا كان سيتم إجراء تغيير في هذه الاستراتيجية أو تحديثها أو وضع استراتيجية جديدة في ضوء التحديات والمعوقات الحالية، أوضح رئيس الوزراء أنه سيتم العمل بهذه الاستراتيجية حيث أنها وضعت بالتعاون مع خبراء من عدد من المؤسسات الدولية، لافتا إلى أنه تم تكليف الجهات المعنية بالحكومة، وعلى رأسها نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، بالبدء في وضع هذه الاستراتيجية موضع التنفيذ خلال الفترة القادمة.
وحول أزمة نقص الدواء، أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن احتياجات وزارة الصحة من الدواء والمستلزمات الطبية، يقدر متوسطه العام بحوالي 250 مليون دولار شهرياً، موضحاً أنه وقت حدوث أزمة العملة الأجنبية والصعوبات التي واجهتها الدولة في هذا الصدد، وضماناً لحدوث استقرار كامل، وتأمين لحجم الإنتاج، كان لابد من وجود احتياطيات من المواد الخام والأدوية في حدود ال 7 أشهر، ونتيجة لأزمة العملة تراجع حجم الاحتياطي، لافتا إلى أنه سعيا لاستقرار أسعار الدواء كان يتم تدبير العملة الأجنبية من جانب الدولة لمختلف مصانع الدواء بالسعر الرسمي للعملة، على الرغم من وجود سوق موازية بأسعار أكبر من السعر الرسمي، مؤكدا: نفذت الدولة ذلك حفاظا منها على سعر الدواء.
ونوه رئيس الوزراء إلى أنه مع حل أزمة العملة، بدأت عمليات الإنتاج بمصانع الأدوية، ولكن كان يتم ذلك مع وجود مشكلة، وهي مشكلة السعر، لأنه كان يتم تسعير الدواء على أساس سعر العملة الأجنبية ب 30 جنيها أو 31 جنيها للدولار مقابل الجنيه، واليوم سعر الدولار الرسمي في حدود 48 جنيها، وهو ما يحقق خسائر مباشرة لمختلف المصانع والشركات، وعدم قدرتها على الإنتاج بهذه الأسعار، لافتا إلى ما تم من مناقشات ومفاوضات على مدار الفترة الماضية للوصول إلى توافق يضمن عدم زيادة الأسعار بصورة كبيرة على المواطنين، وعدم تكبد الشركات لمزيد من الخسائر.
وفى ذات السياق، أشار رئيس الوزراء إلى ما يحدث من توازن في هذا الصدد، من خلال قيام الشركات بإنتاج مجموعة من الأدوية الرئيسية التي تخص صحة المواطنين، مثل الأدوية الخاصة بمرضى السكر والضغط، وبعض الأدوية الخاصة بالأورام، مضيفاً: في نفس الوقت تقوم الشركات بإنتاج بعض المنتجات الأخرى كالمكملات الغذائية وما يخص أدوات التجميل، منوها إلى أنه تم الاتفاق على أن تكون الزيادة في أسعار الأدوية الرئيسية زيادة معقولة، على أن يتم تعويض جزء من الخسارة من خلال بيع المنتجات الأخرى، التي من الممكن أن تكون غير ضرورية بشكل كبير للمواطنين.
ونوه رئيس الوزراء إلى ما تم عقده من اجتماعات ولقاءات في هذا الصدد مع مسئولي غرف صناعة الأدوية، ومجالس التصدير، للوصول إلى نقطة توازن فيما يتعلق بملف الدواء، لافتا إلى أنه تم إقرار خطة بالتعاون والتنسيق مع الغرفة والمجالس تتعلق بمجموعة من الأدوية يصل عددها إلى نحو 3000 صنف من الدواء تمثل 90% من حجم التداول بالسوق المصرية، مشيرا إلى ما يتم العمل عليه بالتعاون مع نائب رئيس الوزراء ورئيس هيئة الدواء، للانتهاء من هذه الأزمة في أسرع وقت ممكن، خلال الاشهر الثلاثة القادمة، وبدء عودة الأدوية الرئيسية لنفس معدلات انتاجها بالكامل خلال هذه المدة، قائلا:" نسعى للتغلب على مشكلة الدواء خلال الثلاثة شهور القادمة".
وحول مصطلح "استغلال أصول الدولة غير المستغلة" وانتشار بعض الشائعات بشأن بيع أصول هامة وما هي خطة الدولة لاستغلال الأصول غير المستغلة، أشار رئيس الوزراء إلى أنه سبق أن تم الإعلان عن وثيقة سياسة ملكية الدولة، كما تم الإعلان عن برنامج الطروحات، مؤكدا أن الحكومة ملتزمة بتنفيذ ما تم الإعلان عنه ، لافتا إلى أن مصطلح استغلال أصول الدولة غير المستغلة لا يعني بيعها، فالدولة تقوم بعمل اتفاقيات شراكة مع القطاع الخاص لإعادة تشغيل المصانع أو الهناجر المتوقفة عن العمل دون بيعها، لأن القطاع الخاص يمتلك إمكانات أفضل، بما يسهم في تعظيم استفادة الدولة من هذه الأصول المعطلة وغير المستغلة، وخلق مزيد من فرص العمل للمواطنين وتحقيق عائد للدولة من تلك الأصول، مكررا التأكيد على أن استغلال أصول الدولة لا يعني بيعها ولكن يعني الاستفادة من تلك الأصول المهدرة التي لا تدر أي عائد للدولة بل أحيانا تحمل الدولة تكلفة نتيجة لعدم تشغيلها، موضحا أن ذلك يمكن أن يتم من خلال عدة آليات مثل عقود الايجار لفترة زمنية معينة، أو الدخول في شراكة مع القطاع الخاص بنسبة طبقا لقيمة هذه الأصول، مشددا على أنه من غير المقبول أن يكون لدينا أصول بمئات المليارات ولا تدر عائدا للدولة، كما أكد أن مسئولية الحكومة الجديدة هي العمل على الاستفادة من تلك الأصول بما يحقق مصلحة الدولة ومصلحة المواطن المصري، قائلا: "كلما تمكنت الحكومة من توفير موارد إضافية سيتم ضخ هذه الموارد في المشروعات الخدمية التي يحتاجها المواطن" .
وعن وجود بعض التحفظات من قبل البعض بمجلس النواب حول برنامج الحكومة بشأن عدم وجود جدول زمني محدد لبعض الإجراءات الخاصة بالبرنامج؛ قال رئيس الوزراء: من حق أعضاء مجلس النواب القبول أو الرفض لبرنامج الحكومة، وذلك أمر معتاد وصحي في أي دولة، وأوضح مدبولي أنه واجه تساؤلًا مفاده "لماذا تم وضع البرنامج لمدة 3 سنوات فقط"، وفي إجابته عن هذا التساؤل، أشار إلى أنه في ضوء حالة عدم اليقين والمستجدات العالمية اليومية التي تؤثر على الدولة، فكان من المنطقي أن يتم وضع برنامج يكفل للحكومة القدرة على تنفيذه، موضحًا أن فترة ال 3 سنوات تمثل نصف الفترة الرئاسية، وبالتالي فما تم وضعه داخل البرنامج سوف تلتزم الحكومة بتنفيذه على مدار 3 سنوات.
واستطرد: السنة الأولى موجودة في خطة الموازنة 2024/2025، وباقي البرنامج كله سيتم تنفيذه على مدار العامين التاليين. وبالتالي أؤكد لحضراتكم أن ما جرى وضعه في البرنامج، ستكون الحكومة ملتزمة بتنفيذه على مدار الثلاث سنوات بصورة مبدئية.
وبالنسبة للتساؤل عن شكل العلاقة الحالي والتطورات مع صندوق النقد الدولي وتأجيل اجتماع مجلس الإدارة؛ أفاد رئيس مجلس الوزراء بأن العلاقة بين مصر وصندوق النقد الدولي جيدة جدًا، موضحًا أن المراجعة من قبل الصندوق قد تمت، وتم تحديد اجتماع مجلس الإدارة يوم 29 يوليو -لعرض الموضوع الخاص بمصر- بعد تأجيله من يوم 10 يوليو الجاري، مؤكدًا أنها إجراءات داخل الصندوق.
وأضاف: هناك تواصل كامل مع قيادة صندوق النقد الدولي، وقد تمت مكالمة هاتفية بيني وبين مديرة الصندوق عقب تشكيل الحكومة الجديدة؛ حيث هنأتني بتشكيل الحكومة، كما أكدت استمرار دعم الصندوق لمصر في الفترة القادمة بصورة كبيرة. وبالتالي فالأمور مستقرة.
ورداً على تساؤل عن نصيب المحافظات من جهود دعم ملف الصناعة، وجذب المزيد من الاستثمارات في إطار استراتيجية الدولة لتحقيق التنمية الصناعية، أكد رئيس الوزراء أنه تم وضع خطة لكل محافظة، تستهدف تعظيم الاستفادة من المقومات والمزايا النسبية الموجودة بتلك المحافظات، قائلا:" هناك محافظات لديها خصوصية في بعض الأنشطة والصناعات، حيث سيتم العمل على تعظيم الاستفادة من هذه الصناعات، وزيادة حجم الإنتاجية منها"، ضارباً المثال بمحافظة دمياط، وأنها تتميز بصناعة الأثاث، هذا إلى جانب تميز محافظات الدلتا بالصناعات الغذائية، ومحافظات الصعيد التي تتميز بالعديد من الأنشطة الأخرى، موضحا أنه سيتم ترجمة ذلك إلى خطط تنفيذية تتضمن مشروعات متكاملة، يتم اقامتها بالمشاركة مع القطاع الخاص.
ونوه رئيس الوزراء إلى أنه على مدار فترات طويلة كان يصل حجم الاستثمار المباشر لمصر إلى نحو 12 مليار دولار سنويا، قائلا: "بخلاف السنة الحالية، التي تُعد سنة استثنائية بوجود صفقة رأس الحكمة، وجعلت الأرقام غير مسبوقة"، مضيفاً: للوصول لتحقيق حجم نمو بمقدار 6% أو 7% سنويا بصورة متواصلة، فإنه لابد من وجود استثمارات اجنبية مباشرة تتضاعف لتتجاوز ال 22 مليار دولار سنويا، مؤكداً في هذا الصدد على أهمية ملف الصناعة ودعمه وتطويره.
وفى هذا السياق، أشار رئيس الوزراء إلى أن المستثمر الخارجي يشيد بالقوانين المصرية والحوافز الجيدة التي لا توجد في دول أخري، ولكن يطلب الوضوح فيما يتعلق بالسياسات المالية والضريبية، وملف الرسوم، مؤكداً في هذا الصدد أن ذلك هو شغل الحكومة الشاغل خلال الفترة القليلة المقبلة، وصولا للإعلان عن هذه السياسات، تشجيعاً للاستثمار الأجنبي المباشر، قائلا:" مصر سوق كبيرة، ولديها فرص كثيرة للنجاح، وكل ما يهم المستثمر استقرار الأوضاع وتحقيق الأرباح التي تم بناء الدراسات عليها، هذا إلى جانب الاطمئنان على سياسات الدولة لمدي بعيد".
وعن إجراءات الدولة لتوفير مناخ جاذب للاستثمارات الداخلية والخارجية، قال رئيس الوزراء: بالفعل قمنا خلال الفترة الماضية بعمل عدد من القوانين الخاصة بتشجيع الصناعات مثل الهيدروجين الأخضر وصناعات السيارات، كما تم إنشاء مجالس متخصصة لها لتكون معنية بهذا الموضوع.
وتابع: سبق أن تحدثنا في المجموعة الوزارية للتنمية الصناعية، وتحدثنا اليوم أيضًا عما يلزم لتسهيل وتيسير الإجراءات على أرض الواقع بما يجعل مصر بالفعل جاذبة للاستثمار، ففيما يخص موضوع الأراضي فهي مهمة كونها جزءا من الأصول ودورنا هو تعظيم الاستفادة الاقتصادية منها من خلال عقد الشراكات، وتحقيق أعلي عائد مستدام للدولة المصرية.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: على سبيل المثال في صفقة رأس الحكمة لم نتوقف عند مجرد استلام مبلغ الصفقة، ولكن لنا نسبة محددة من أرباح المشروع تستمر على مدي طويل، وهو ما يعظم الاستفادة من الأصول، ويبقي الأهم، وهو الوضوح الشديد مع المستثمرين فيما يخص كافة إجراءات الدولة، ولا يفاجأ المستثمر بوجود جهة جديدة تفرض رسوما جديدة، أو تأخر الموافقات المطلوبة للمشروعات الاستثمارية.
وأضاف رئيس الوزراء: ولهذا كنا نهتم بألا يتم طرح أراض إلا وهي مرفقة ولها سعر واضح، ولذلك أصدرنا قرارات تضم تسعيرا واضحا لكل الأراضي الصناعية بالدولة.
وتابع: لذلك عملنا على هذا الملف بهدف أن تكون الأمور واضحة لصالح المستثمر المحلي والأجنبي، ويهمنا رفع مستوى رضا المستثمر المحلي وزيادة ثقته في الحكومة، وسيكون داعما ومشجعا لكل الاستثمارات الخارجية والمستثمرين الأجانب.
وفيما يخص تساؤلا عن مدى إمكانية تحقيق الحكومة الرضاء الشعبي في مسألة ضبط الأسعار من خلال تعديل القوانين أو تغييرها، خاصةً بعد الحصول على ثقة البرلمان التي تضع مسؤوليات كبيرة أمام الحكومة؛ أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن ضبط الأسعار لا يمكن تحقيقه من خلال القوانين فحسب، حيث يُعزى الأمر إلى توازن السوق بين العرض والطلب، فإذا كان الطلب أكثر من العرض ستزيد الأسعار مهما كانت من قوانين؛ فتلك هي آليات السوق التي يعمل وفقا لها العالم كله.
وأضاف: الدولة تتدخل وتشتري أحيانًا بعض السلع لضخها في السوق، مؤكدًا أنه طالما لم يوجد توازن بين العرض والطلب سنكون معرضين لأزمة زيادة الأسعار، قائلا:" يرجع تجاوز الأزمة منذ شهر مارس الماضي إلى حدوث توازن كامل في هذا الشأن".
وتابع مدبولي: أثناء اجتماعي مع لجنة ضبط الأسعار أمس بحضور رئيس اتحاد الغرف التجارية ورئيس غرفة الصناعات الغذائية، تم التأكيد على عدم وجود أي مشكلة في المواد الخام أو مستلزمات الإنتاج، بل على العكس أصبح هناك وفرة، تجعل بدورها الشركات تتنافس فيما بينها للتسويق لمنتجاتها، ومن ثم إطلاق عروض وخفض الأسعار. وهذا ما أكدنا عليه، بأن تستمر هذه النوعية من المبادرات خلال الفترة القادمة.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن الحكومة تضع مستهدفا بأن تضمن ثبات الأسعار خلال الفترة القادمة لأن ذلك هو أكثر ما يهم المواطن، منوهًا إلى أن بعض الأسعار بالفعل أخذت اتجاها هبوطيا، ولكن تظل بعض المشكلات الموسمية - التي لا تتعلق بالأزمة وتستمر لبضعة أيام قبل تجاوزها؛ مثل تلك التي تتعلق بموجات الحرارة.
واختتم في هذا الصدد: أهم شيء هو "وفرة الإنتاج"، وهذا ما نعمل على تحقيقه بالفعل.
وفيما يتعلق بملف الدين، أكد الدكتور مصطفى مدبولي، أنه لا توجد دولة بلا ديون، حيث أن أعتى الاقتصادات وأغناها لديها ديون، فالولايات المتحدة الأمريكية على سيبل المثال، وهي اكبر اقتصاد بالعالم، يُقدر الدين الخارجي لها بتريليونات، معتبراً أن الأهم أن يكون للدولة رؤية دائمة للسيطرة على الدين ليظل في المعدلات الطبيعية له.
وأضاف رئيس الوزراء: أن الدولة المصرية كانت في منطقة آمنة فيما يتعلق بالدين، وذلك قبل الأزمات التي حدثت، نتيجة صدمات خارجية، بداية من أزمة فيروس كورونا، مؤكداً أنه لولا هذه الأزمات لكان الاقتصاد المصري فيما يخص الدين تحديداً في معدلات لم تشهدها الدولة المصرية، حيث ان خطواتنا كانت ثابتة وواضحة، إلا ان ما حدث كان حجما متعاقبا من الصدمات لم يشهد العالم مثيلاً له، ومازالت تداعياته مستمرة.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن أحد السيناريوهات التي تدرسها الحكومة لهذا العام، هو افتراض استمرار الأزمة الراهنة في المنطقة وتداعياتها على قناة السويس، فكيف حينها سيمكننا استيعاب ذلك حتى لا يزيد من عجز الموازنة بتأثر ايرادات القناة.
وأكد مدبولي أن الظروف الداخلية يمكن التعامل معها، ولكن تظل المشكلة في الصدمات الخارجية التي تتعاقب علينا كل يوم، وتمثلُ تحديا للدولة المصرية كما تمثل تحديا للدول الأخرى، ولكن موضوع الدين هو همنا الوحيد، والسعي لأن ينخفض الدين الإجمالي للدولة والعودة للمعدلات الآمنة.
وخلال حديثه عما يتم تنفيذه من مشروعات كباري على وجه الخصوص، أشار الدكتور مصطفى مدبولي، إلى أن جانباً كبيراً من الطلبات المقدمة من أعضاء مجلس النواب، يتمثل في حل مشكلات الخدمات، مثل الصرف الصحي والمياه، وخاصة في القرى، وكذلك انشاء كباري لحل مشكلة التكدس في المدن والقرى.
ودعا رئيس الوزراء الحضور إلى تخيل شكل القاهرة إذا لم يكن حجم المحاور والطرق الذي تم تنفيذه قد تحقق، وتتيح الحركة بسهولة ويسر، وكذا حجم الكباري المُنفذ، مذكراً بما حدث وهو رئيس لهيئة التخطيط العمراني حيث قال البنك الدولي والجايكا في دراسة لهما انه بحلول عام 2022 ستتحول القاهرة الى "جراج كبير" ولن تتجاوز سرعة السيارات 7 الى 8 كيلومترات في الساعة، ونتيجة لذلك ستصل خسائر مصر من حرق الوقود واستهلاك السيارات الى ما يتجاوز 15 مليار دولار سنوياً، ونحن كدولة كان من الصعب تحمل ذلك.
ولفت رئيس الوزراء إلى أنه قبل تنفيذ شبكة الطرق الحالية كان الزمن المستغرق للتحرك من مدينة إلى أخري في شرق وغرب القاهرة قد يصل إلى 3 ساعات، واليوم لا يستغرق سوى ساعة واحدة، وكان الوضع بدون شبكة الطرق سيفرض تحمل تكلفة كبيرة، بخلاف ضياع وقت المصريين ومصالحهم، وبخلاف التلوث.
وأشار مدبولي إلى أن الدولة في احتياج شديد لبناء بنية أساسية لها، وهذا مطلب المواطنين، وأعضاء مجلس النواب يعبرون عن الشعب، لافتا إلى أنه عند غرق معدية في النيل، ويموت بها أبناء مصر، أو سقوط سيارة من معدية، تكون النتيجة مطالبة بإقامة كوبري لتجنب هذه الحوادث، ومصر دولة كبيرة، وتحتاج الكثير لكي نكون مطمئنين انه أصبح لدينا شبكة آمنة من الطرق تقل عليها الحوادث، ولا نشعر بالتقصير للتأخر في تنفيذ هذه المشروعات.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن اجتماع المجلس القومي للسكان أمس شهد استعراض مؤشرات للزيادة السكانية في مصر على مدار السنوات الماضية، لافتاً إلى ان المعدلات انخفضت بشكل جيد، ولكن مازال لدينا طريق طويل في هذا الشأن، موضحاً أننا كنا نزيد بمقدار 2.5 مليون نسمة كل سنة، حيث زادت مصر خلال 10 سنوات بمقدار 25 مليون مواطن، وهم يحتاجون إلى كل أنواع الخدمات؛ بما فيها شبكات الطرق.
واستطرد: أعرض، من خلال ذلك، على حضراتكم حجم التحدي الذي يواجه هذه الدولة، وأي حكومة أيا كانت يتمحور همها حول تحقيق رضا المواطن، وبالتالي تحسين الخدمات التي يحتاجها المواطنون؛ مثل شبكة الطرق والمياه والصرف الصحي والاتصالات. وهذا هو دور الحكومة.
وتابع رئيس الوزراء: إذا كانت الدولة قد اتُهمت في وقت ما بالتقاعس عن تنفيذ البنية التحتية التي يحلم بها المواطنون، فاليوم نحن نلبي هذه الاحتياجات الأساسية.
وساق مدبولي مثالاً بمشروع الإسكان، وقال: بالعودة إلى أفلام السبعينيات والثمانينيات، نجد أنه لم يكن أحد يحلم بإيجاد غرفة ولم يتمكن الشباب بشكل كبير من الزواج. وعلى العكس من ذلك اليوم، نشهد توافر الوحدات السكنية. وبذلك فالدولة المصرية في احتياج للاستمرار في تنفيذ مشروعات تخص حياة المواطن، وبالتالي فكل هذه النوعية من المشروعات تحتاجها الدولة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.