مخاوف من ارتفاع النفط والسلع.. هل تؤثر توترات البحر الأحمر على الاقتصاد العالمي؟

تزداد المخاوف من أن تؤدي التوترات في البحر الأحمر، وما تبعها من تعليق حركة سفن الحاويات بما فيها ناقلات النفط او حتى تحويل مسارها لمسافات أطول، لارتفاع متواصل لأسعار النفط التي بدأت تتخذ مستوى صعودي يوم الاثنين وما يمكن أن ينتج عن ذلك في ارتفاع التضخم.
وخلال تعاملات الاثنين، ارتفع أسعار النفط بأكثر من 2%، فيما أعلنت الولايات المتحدة عن قوة مشتركة مكونة من 9 دول لمواجهة التهديدات الحوثية على السفن في البحر الأحمر وخاصة عند باب المندب.
وتستهدف جماعة الحوثيين اليمنية، السفن في البحر الأحمر، وتقول إن ذلك نصرة لشعب فلسطين في الحرب، وإنها تستهدف فقط السفن المتجهة لإسرائيل، لكن شركة شحن قالت إن سفينة كانت متجهة من عمان للسعودية تعرضت للاستهداف.
ويعد البحر الأحمر أحد أهم الممرات في العالم لشحنات النفط والغاز الطبيعي المسال، وكذلك للسلع الاستهلاكية. فيما يمر من قناة السويس أكثر من 12% من التجارة العالمية وتوفر أقصر طريق بحري بين آسيا وأوروبا.
قالت شركة النفط العملاقة BP بي بي البريطانية، يوم الاثنين إنها ستوقف مؤقتًا جميع شحنات النفط الخام عبر الطريق التجاري الرئيسي. ولم تعلق شركة الطاقة المنافسة العملاقة شل حتى الآن على الوضع.
ووفقا لما نقلته بي بي سي، حذر محللون من أن الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط والسلع الأخرى.
وقال ماركو فورجيونا، المدير العام لمعهد التصدير والتجارة الدولية، لبرنامج توداي على قناة بي بي سي، إن المسار البديل حول رأس الرجاء الصالح يمكن أن يؤخر السفن بنحو أسبوعين، بالإضافة إلى الوقت الإضافي، كانت هناك تكاليف إضافية للوقود والتأمين.
وأضاف "ثم لديك مشكلة أن السفن في المكان الخطأ، والحاويات في المكان الخطأ، وتحصل على احتمال الازدحام في الموانئ ومزيد من التأخير.. لذا لا يمكن المبالغة في تقدير تأثير ذلك على سلاسل التوريد العالمية."
وقالت وكالة ستاندرد آند بورز جلوبال ماركت إنتليجنس إن ما يقرب من 15% من البضائع المستوردة إلى أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا تم شحنها من آسيا والخليج عن طريق البحر. ويشمل ذلك 21.5% من النفط المكرر وأكثر من 13% من النفط الخام.
يمكن أن يؤدي ارتفاع أسعار النفط إلى ارتفاع التضخم، وهو ما يقيس وتيرة ارتفاع الأسعار. وقد انخفض معدل التضخم في المملكة المتحدة ليصل حاليًا إلى 4.6%، وفقا للمؤشرات فإن ارتفاع النفط والسلع المستوردة من شأنها أيضا الضغط على التضخم في الدول المستوردة للطاقة.
ونقلت بي بي سي عن سال ميركوجليانو، مؤرخ البحرية بجامعة كامبل، قوله إن السفن كانت تنتظر لترى مستوى الأمن الذي ستحصل عليه.
وأضاف: "الصواريخ الباليستية هي في الحقيقة أقوى الصواريخ. هذه هي المرة الأولى التي نرى فيها سفنا تتعرض لهجوم بهذا النوع من الأسلحة".
"إنه نوع من الصواريخ يصعب إسقاطه. وعدد قليل جدًا من السفن لديه القدرة على القيام بذلك. وإذا كان هذا هو التهديد الذي تواجهه السفن، فقد تقرر العديد من شركات الشحن عدم السير في هذا الطريق".
في الوقت الحالي، كانت التغيرات في أسعار النفط ضئيلة، ومع ذلك تشير التوقعات إلى أن الأمر سيكون مثير للاهتمام للغاية إذا استمرت الناقلات في تغيير مسارها.