هل النظام الغذائي السبب في زيادة إصابة الشباب بالسرطان؟

تتزايد تشخيصات السرطان بمعدل ينذر بالخطر بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا، وفقًا للأبحاث الجديدة، وتعد سرطانات الجهاز الهضمي هي أسرع أنواع السرطان نموًا بين الشباب، وتشير إحدى النظريات إلى أن اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة فائقة المعالجة قد يكون مسؤولًا بشكل جزئي عن ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان في المراحل العمرية المبكرة.
يوضح "الكونسلتو" في السطور التالية، مدى ارتباط النظام الغذائي بالإصابة بالسرطان بين الشباب، وفقًا لما ذكره موقع "Very well health".
لماذا قد تزيد الأطعمة فائقة المعالجة من خطر الإصابة بالسرطان؟
غالبًا ما تكون الأطعمة فائقة المعالجة قليلة التكلفة ولذيذة المذاق، لكن اتباع نظام غذائي فائق المعالجة يسبب الكثير من المشكلات الصحية، كما أنه غني بالسعرات الحرارية ويحتوي على قدر قليل من الألياف.
وفي دراسة أجريت عام 2019، تم وضع 20 متطوعًا على نظام غذائي يتكون من الأطعمة فائقة المعالجة أو الأطعمة الكاملة لمدة أسبوعين، ثم يتحولون بعد ذلك إلى النظام الغذائي الآخر لمدة أسبوعين آخرين، ويحتوي النظامان الغذائيان على نفس الملامح الغذائية تقريبًا.
اقرأ أيضًا: من عينيك- كيف تكتشف الإصابة بالسرطان؟
وتناول الأشخاص الذين كانوا يتبعون نظامًا غذائيًا فائق المعالجة حوالي 500 سعرة حرارية إضافية كل يوم واكتسبوا رطلين، وعلى الرغم من أن العلماء ليسوا متأكدين تمامًا من السبب الذي يجعل الأطعمة فائقة المعالجة قد تؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام، لكن البعض افترض أنها يمكن أن تعطل إشارات الأمعاء والدماغ التي تنظم الشهية.
وارتبط ما لا يقل عن 13 حالة سرطان بالأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم (BMI) الذي يعتبر زيادة في الوزن أو السمنة (مؤشر كتلة الجسم 25 أو أكثر).
وتم التوصل إلى أن الأنظمة الغذائية المليئة بالأطعمة فائقة المعالجة تميل أيضًا إلى الاحتواء على كمية أقل من الألياف، لكن المعالجة لا تعني أن الأطعمة أقل تغذية، على سبيل المثال، يتم تصنيف الحمص والفاصوليا المعلبة على أنها فائقة المعالجة.
ونظرًا لأنه ثبت أن الألياف تحمي من بعض أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي وسرطان القولون والمستقيم، فإن اتباع نظام غذائي منخفض الألياف يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
وقد لا تكون الأطعمة فائقة المعالجة هي السبب الوحيد لزيادة خطر الإصابة بالسرطان، حيث ترتبط اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة أيضًا بزيادة خطر الإصابة بالسرطان، وخاصة سرطان القولون والمستقيم، بسبب احتوائها على النترات، وهي مادة كيميائية تضاف إلى العديد من اللحوم المصنعة كمادة حافظة.
هل يمكن لتحسين النظام الغذائي أن يقلل خطر الإصابة بالسرطان؟
من المستحيل ضمان أن إجراء تغييرات في نمط الحياة سيمنع الإصابة بالسرطان، ولكن إذا كان عمرك أقل من 50 عامًا، فإن أفضل وسيلة للوقاية من السرطان هي الاهتمام بصحتك ومعالجة أي عوامل خطر يمكن السيطرة عليها.
وهذا يعني إجراء فحوصات السرطان الموصى بها، واتباع نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة بانتظام، وعدم التدخين، والابتعاد عن الكحول، وتلقي بعض اللقاحات التي تساعد على الوقاية من الفيروسات المسببة للسرطان، مثل فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) وفيروس التهاب الكبد B (HBV).
قد يهمك: أعراض متعددة تشير للمرحلة ال4 من السرطان
وتوصي العديد من منظمات الوقاية من السرطان باتباع نظام غذائي غني بالألياف والحبوب الكاملة والفواكه والخضروات غير النشوية وقليل من السكر المضاف واللحوم المصنعة والحبوب المكررة.