تبدأ محكمة جنايات الجيزة، غدا الأربعاء، أولى جلسات محاكمة المتهم أيمن عبدالفتاح محمد حجاج، وحسين محمد إبراهيم الغرابلي (محبوسان احتياطيا)، بتعمة قتل الإعلامية شيماء جمال عمدا مع سبق الإصرار. روايات متواترة حسمتها تحقيقات النيابة العامة، وكشفت فيه تفاصيل الجريمة لكن سؤال يلوح في الأفق "كيف ارتكب المتهم وصديقه الجريمة؟" فجاءت الإجابة على لسان المتهم أمام جهات التحقيق، قبل أن تحيله إلى محكمة الجنايات لمحاكمته. وقال نص تحقيقات النيابة العامة، إن المتهم قرر وعقد العزم ونوى مع المتهم الثاني والتي تربطهما علاقة صداقة وتعاملات تجارية على إزهاق روح المذيعة شيماء جمال؛ لإنهاء مأساته التي يعيشها مستغلا حاجة شريكه إلى المال ولهسه ورائه دائماً. وأكدت التحقيقات أن المتهمين تبادلا الأفكار والسيناريوهات إلى أن وسوس شيطانهما لهما باستئجار مزرعة بإحدى المناطق الريفية بجنوب الجيزة بعيدا عن الأنظار، ويقوم المتهم الثاني بتجهيزها على أن يتولى هو استدراج المجني عليها بزعم أنه قام بشراء تلك المزرعة لإهدائها لها لإنهاء أي خلاف فيما بينهما، وفي سبيل ذلك قام المتهمان باستئجار مزرعة من اختيار المتهم الثاني وقام هو بتحرير العقد. وأشارت التحقيقات إلى أنه قبل الحادث بيومين توجها لشراء مستلزمات لتنفيذ الجريمة عبارة عن أدوات حفر يدوية "كوريك وفأس وحامل أتربة وسلسلة حديدية جنزير وزجاجات مياه كيماوية مياه نار"، وقاما بحفر حفرة بنهاية المزرعة المستأجرة التي تبلغ مساحتها حوالي 12 قيراط، ومساء يوم 2022/6/20 عقب استقلال المجني عليها معه السيارة أخبرها بالرواية الكاذبة عن المزرعة ورغبته في إهدائها لها وإستطلاع رأيها في تلك المزرعة. وما أن دلفا إلى داخل المزرعة والذي كان في انتظارهما المتهم الثاني فقام بإغلاق باب المزرعة وتوجهوا إلى الاستراحة وأجلسوا المجني عليها بالمكان المتفق عليه مسبقاً فيما بينهما وباغتها المتهم الأول وضربها على رأسها بجانب الطبنجة أكثر من ضربة، وفي ذات الوقت تولى المتهم الثاني شل حركتها وتقييدها بقطعة قماش واسقاطها أرضاً. وقام المتهم الأول بخنقها بإيشارب ولفه حول رقبتها حتى لفظت أنفاسها، ثم لف سلسلة حديدية حول رقبتها لتأكيد وفاتها وأغلقها بقفل ثم قام المتهمان بتجريدها من مصوغاتها الذهبية وهواتفها المحمولة ومتعلقاتها الشخصية وألقيا المجني عليها بالحفرة المسبق إعدادها وسكبا المادة الكاوية عليها "ماء نار" لإخفاء معالمها انتقاماً منها، ثم ردما الحفرة وتسويتها بالأرض وغادر المتهمان مكان الحادث وتخلص الأول لأدوات الحفر ومتعلقات المجني عليها بإلقائها بطريق المريوطية في طريق عودته. وأقامت النيابة العامة الدليل على المتهمين من واقع شهادة 10 شهود من بينهم صاحب المتجر الذي اشترى المتهمان منه أدوات الحفر والمادة الحارقة، وكذا إقرارات المتهميْنِ تفصيلا في التحقيقات، والتي استهلت بإرشاد المتهم الثاني عن مكان الجثمان بالمزرعة وبيانه تفصيلات الجريمة، ثم إقرار المتهم الأول عقب ضبطه بارتكابه واقعة القتل، بعد استدراجه المجني عليها. وأضافت التحقيقات أنه ثبت في تقرير الصفة التشريحية الصادر من مصلحة الطب الشرعي، أن وفاة المجني عليها بسبب كتم نفسها والضغط على عنقها، وما أحدثه هذا الضغط من سد للمسالك الهوائية، بما يشير إلى أن الواقعة جائزة الحدوث وفق التصوير الذي انتهت إليه النيابة العامة في تحقيقاتها. كما تضمنت الأدلة قِبَل المتهميْنِ وجود البصمتين الوراثيتين الخاصتين بالمتهمين على القطعة القماشية التي عُثر عليها بجثمان المجني عليها، والمستخدمة في الواقعة، فضلا عن ثبوت تواجد الشرائح الهاتفية المستخدمة بمعرفة المتهميْنِ والمجني عليها يوم ارتكاب الجريمة في النطاق الجغرافي لبرج الاتصال الذي يقع بالقرب من المزرعة محل الحادث. وذكرت النيابة العامة أن التحقيقات أسفرت عن شبهة ارتكاب المتهم الأول جرائم أخرى، قررت النيابة العامة نسخ صورة منها للتحقيق فيها بصورة مستقلة عن واقعة جريمة قتل المجني عليها.