ترك المنوفية منذ عامين وكان يستعد للعودة قبل أيام.. قصة الصيدلي المقتول بالسعودية - صور

حاول تأمين مستقبله مثل العديد من الشبان، وقرر السفر بعد زواجه منذ 3 سنوات، ليلتحق بالعمل بصيدلية في المملكة العربية السعودية، وبدأ بالفعل يجهز حاله للرحيل تاركًا ابنه الرضيع "محمد" والذي لم يمر على ولادته وقتها سوى أيام.
الصيدلي أحمد محمد حاتم عبد الهادي، الذي لقي مصرعه على يد سيدة في مدينة سكاكا بالمملكة العربية السعودية، برصاصتين قبل ساعات "انتهى حلمه قبل اكتماله" إذ ودّع زوجته ووالديه وقبّل نجله، واعدًا إياهم بالتواصل دائمًا عبر الهاتف حتى تنتهي فترة العمل ويعود في إجازة، وشغل وظيفته هناك تحت رعاية الكفيل في مدينة سكاكا، ومع طول المدة عمد إلى إنهاء إجراءات زيارة زوجته للسعودية، قضت معه مدة الزيارة وعادت إلى منزل زوجها في قرية دنشواي التابعة لمركز الشهداء بمحافظة المنوفية قبل شهر، انتظارًا لعودة زوجها الذي أخبرها بقرب نزوله إلى مصر ليرى والديه.
أخبرها "أحمد" أنه من المقرر عودته في 30 يونيو الماضي، لكن مشكلة مع الكفيل عطلته عن العودة لعدم وصول الصيدلي البديل الذي من المفترض أن يحل محله خلال فترة الإجازة، ليكون كلامه الأخير لها "بعد إجازة العيد كل حاجة هتكون اترتبت إن شاء الله".
فوجئ الشاب قبل ساعات بدخول سيدة للصيدلية التي يعمل بها تطلب دواءً معينًا، وحين طلب منها "الروشتة" رفضت وأصرت أن يحضر الدواء، ولأن قرارات وزارة الصحة السعودية تمنع إعطاء أدوية وعقاقير دون روشتة وتحذر من ذلك، رفض إعطاءها الدواء، وفور استدارته لها باغتته بطلقتين من سلاح ناري أردته قتيلاً في الحال وتركته غارقًا في دمه ليلفظ أنفاسه الأخيرة.
سامي سابق، خال الشاب الصيدلي، أوضح ل"مصراوي" أن الفقيد سافر قبل عامين للعمل بالسعودية ومنذ ذلك الوقت لم يرى والديه، وكان التواصل هاتفيًا وعبر التطبيقات، مؤكدًا أن أهالي قرية كفر دنشواي توجهوا لأسرة الصيدلي منذ علمهم بالخبر لتقديم واجب العزاء، لكن الجميع لا يعلم موعد الدفن بسبب وجود مشاكل في إنهاء الإجراءات المطلوبة والتي تؤخر وصول الجثمان ربما لأسابيع.
وأضاف أن تأخر وصول الجثمان جعلهم في حيرة من أمرهم ما بين انتظاره ودفنه في مسقط رأسه، أو التعجيل بالدفن هناك إكرامًا للمتوفى، ولا زالوا حتى اللحظة على تواصل مع القنصلية المصرية بالسعودية لمتابعة الموقف.
وكانت نقابة الصيادلة بمحافظة المنوفية برئاسة الدكتور مصطفى سلام، قد أصدرت اليوم الأربعاء، بيانًا نعت فيه الصيدلي "أحمد حاتم" 34 عامًا، من مركز الشهداء، والذي قتل قبل ساعات على يد سيدة أثناء عمله داخل صيدلية في المملكة العربية السعودية.
وقالت النقابة في بيانها: "إنا لله وإنا إليه راجعون ببالغ الحزن والأسى ينعي مجلس نقابة صيادلة المنوفية برئاسة الدكتور مصطفى سلام نقيب الصيادلة شهيد لقمة العيش، المغفور له بإذن الله الصيدلي أحمد حاتم ابن مركز الشهداء، والذي وافته المنية اليوم بالمملكة العربية السعودية ومقتله على يد سيدة سعودية أثناء تأدية عمله".
وأضافت: "جار التواصل مع أسرة الفقيد لتقديم كافة أوجه الدعم، والتواصل مع الجهات المعنية والمسؤولين في الدولة لضمان كافة حقوق الفقيد وتحقيق العدالة، سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر".
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي شهدت تداولاً واسعًا لمقتل صيدلي مصري بالمملكة العربية السعودية رفض إعطاء دواء لسيدة دون "روشتة" وفقًا لتعليمات وزارة الصحة السعودية، مما دفعها لقتله.