هوت أسعار المعادن الأساسية مسجلة أسوأ تراجع لها على أساس ربع سنوي منذ الأزمة العالمية المالية عام 2008، وفقًا لما تظهره بيانات وكالة بلومبرج. وقالت الوكالة إن هذ التراجع يأتي نتيجة تعافي اقتصاد الصين بشكل تدريجي، وفي ظل ارتفاع المخاوف من حدوث ركود اقتصادي عالمي. وسجل مؤشر بورصة لندن للمعادن خسائر بلغت 25% منذ نهاية مارس الماضي، وبالرغم أن نسبة التراجع كبيرة إلا أنها كانت قد سجلت أعلى مستوياتها في شهر مارس بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. وبحسب بلومبرج فإن القصدير كان هو الأسوأ أداءً بين المعادن، وانخفض بنسبة 38%، وكذلك تراجع الألومنيوم بنسبة قاربت من الثلث والنحاس بنسبة 20%. وسجل بها مؤشر بورصة لندن للمعادن أول انخفاض له على أساس ربع سنوي منذ بداية وباء كورونا. نقلت الوكالة عن إدوارد مائير، المحلل في ED&F Man Capital Markets، قوله إن الأسواق تعرضت لضربة قوية بسبب مخاوف تتعلق بالنمو والتضخم في نفس الوقت. وتشير البيانات إلى أن مؤشر نشاط المصانع الصينية ازداد في يونيو الماضي للمرة الأولى منذ فبراير بعد تخفيف القيود المفروضة لمواجهة تفشي الفيروس، وإن كان التحسن ضعيفًا. وتأثرت أسعار المعادن بالتهديد التي تلوح في الأفق بشأن حدوث ركود في أمريكا وربما العالم. وقالت بلومبرج إن الاقتصادات الكبرى تتجه على أقل تقدير إلى تباطؤ اقتصادي قد يحد من نشاط البناء. وهوى سعر النحاس أمس إلى أقل من 8 آلاف دولار للطن، ليصل إلى أقل مستوى لها منذ أوائل 2021، مع تزايد المخاوف من تراجع الطلب على المعادن الصناعية نتيجة تباطؤ الاقتصاد العالمي. وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء أن المعدن الذي يعتبر مؤشر أساسي على حالة الاقتصاد العالمي، تراجع بنسبة 3.6% إلى 7959 دولار للطن في تعاملات بورصة لندن ليستمر تراجعه بعد أن سجل خلال الربع الثاني من العام الحالي أكبر خسائر ربع سنوية منذ 10 سنوات. وقال ويي لاي المحلل الاقتصادي في شركة تي.إف فيوتشرز كومباني إن هناك مخاوف متزايدة بشأن الطلب العالمي، مضيفا أن سوق النحاس سيواجه فائضا بنسبة 10% من إجمالي الإمدادات خلال العامين المقبلين، في حال حدوث تباطؤ حاد للنمو الاقتصادي في الولاياتالمتحدة وأوروبا مع ضعف تعافي الاقتصاد الصيني. واستمر تراجع أسعار الألومنيوم والنيكل والزنك، لتبدأ جولة جديدة من تراجع أسعار المعادن الأساسية.
