عشرات الأوكرانيين انتظروا خارج مقر القمة الأوروبية لاتخاذ القرار في بروكسل قرر الاتحاد الأوروبي منح كل من أوكرانيا ومولدوفا صفة المرشح المحتمل للانضمام للتكتل، وذلك حسب ما أعلن رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل. وقال ميشيل: "اليوم يمثل خطوة حاسمة في طريقكم نحو الاتحاد الأوروبي"، واصفا القرار بأنه "لحظة تاريخية". وطلبت أوكرانيا الانضمام بعد يومين من بداية الغزو الروسي لأراضيها قبل نحو 4 أشهر، وقد مضى التعامل مع الطلب بسرعة استثنائية. وأعرب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عن تقديره للقرار الأوروبي، وقال في تغريدة على منصة تويتر: "إنها لحظة فريدة وتاريخية في العلاقات بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي.. مستقبل أوكرانيا أصبح داخل الاتحاد الأوروبي". من جهته، أشاد عمدة العاصمة الأوكرانية كييف، الملاكم السابق فيتالي كليتشكو، بتضحيات المواطنين الأوكرانيين الذين يقاومون الغزو. وكتب عبر تويتر: "لقد دفعنا ثمنا باهظا لنحصل على هذه الفرصة". وأضاف: "نعم لا يزال علينا فعل الكثير في هذا الطريق، للانضمام للعائلة الأوروبية". "لكنني متأكد أن أوكرانيا ستفعل كل ما هو ضروري، وتستوفي كل الشروط، وتمرر القوانين اللازمة. إذ أنه بدون هذا ليس لدى بلدنا مستقبل. في الواقع، أفضل المدافعين عنا يموتون من أجل هذا". وتعد صفة المرشح الخطوة الأولى في طريق الانضمام للاتحاد الأوروبي، لكن يمكن أن يستغرق الانضمام الكامل عدة سنوات، وليس هناك آلية تضمن النجاح بشكل كامل في تحقيق هذا الهدف. انضمام حسب المواثيق وأعلنت أورسولا فون دير لين، رئيسة المفوضية الأوروبية، أن عملية انضمام أوكرانيا ومولدوفا ستتم بشكل يرتكز على المواثيق و"حسب الأعراف القانونية"، وأن المفاوضات لن تبدأ حتى تلبي الدولتان الشروط والإصلاحات المطلوبة. وتتضمن هذه الإصلاحات تعزيز حكم القانون، ومكافحة الفساد. ومن المقرر أن تُجري المفوضية الأوروبية تقييما بخصوص هذه الإجراءات نهاية العام الجاري. ورغم قبول طلب مولدوفا، بشكل أولي، إلا أن جورجيا، الدولة السابقة في الاتحاد السوفيتي، لم تحقق شيئا في طلبها المماثل. وقال ميشيل إن المجلس الأوروبي يقدر "الجهود المبذولة للانضمام للاتحاد الأوروبي"، وأن الاتحاد "مستعد لمنح صفة المرشح لجورجيا، فور تلبية الشروط الأولية". وكتبت الرئيسة الجورجية، سالومي زورباشفيلي، على حسابها بموقع تويتر أن بلادها "مستعدة للعمل بكل تصميم خلال الأشهر المقبلة لتحصل على صفة الدولة المرشحة" للانضمام للاتحاد الأوروبي. وقالت أورسولا فون دير لين إن الدول الثلاث: "جزء من العائلة الأوروبية، وهذا القرار يقوينا جميعا". وأضافت: "يعزز هذا القرار قوة أوكرانيا ومولدوفا وجورجيا في مواجهة الإمبريالية الروسية، كما يزيد قوة الاتحاد الأوروبي، لأنه يوضح مرة أخرى للعالم أجمع أننا متحدون بكل قوة في مواجهة التهديدات الخارجية". وخلال الأسبوع الماضي، تحدث الرئيس الأوكراني في كل مناسبة تقريبا عن منح بلاده صفة الدولة المرشحة للانضمام للاتحاد الأوروبي. ويدرك زيلينسكي أن بدء مشوار الانضمام للاتحاد الأوروبي سيُبعد أوكرانيا تماما عن مجال النفوذ الروسي. وقال الرئيس الليتواني، جيتاناس نوسيدا، للصحفيين، إن الدعم السياسي الأوروبي مهم جدا للأوكرانيين، وأنه "أقل ما يمكن أن نقدمه لهم". وقالت ناشطة أوكرانية، تُدعى أنا ميلينشوك، لبي بي سي: "الناس في بلدي يموتون على أيدي الجنود الروس، لهذا من المهم جدا أن نحصل على دعم الاتحاد الأوروبي". وكانت مظاهرات مؤيدة للانضمام للاتحاد الأوروبي قد أدت إلى الإطاحة بالرئيس السابق الموالي لروسيا، فيكتور يانوكوفيتش في عام 2014. وأدى ذلك إلى ضم روسيا شبه جزيرة القرم، وانتفاض الانفصاليين في إقليم دونباس. ويرى كثير من الأوكرانيين أن هذه الأحداث كانت البداية الفعلية للحرب الحالية.
