بدأت رابع ليالي الشهر الفضيل بعد مغرب اليوم الإثنين وتنتهي عند فجر غد الثلاثاء، ولعل أفضل ما يبدأ به المسلم صيامه وقيامه هو الدعاء، عند السحور وعند الإفطار، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يفضل تأخير السحور إلى الثلث الأخير من الليل، لما في ذلك من إدراك وقت التجلي الإلهي لعباده يسمع دعاءهم، فهو وقت استجابة الدعاء، والمشروع عند السحور أن يسمي المسلم الله تعالى في أوله، ويحمده إذا فرغ من الطعام، كما يفعل ذلك عند كل طعام. وعند السحور لم يثبت دعاء خاص يقال عنده، وهو وقت استجابة الدعاء.. فيستحب الدعاء في هذا الوقت لكونه وقت إجابة لا من أجل السحور. ومن أفضل الدعاء عند السحور في ليلة 4 من رمضان: اللهم إني لك سأصوم وعلى رزقك سأفطر، فتقبل مني صلاتي وصيامي وقيامي ودعائي وسائر أعمالي، واغفر لي ولوالديّ إنك أنت الغفور الرحيم.اللهم إنا نسألك إيمانا يباشر قلوبنا. ويقيناً صادقاً حتى نعلم أنه لن يصيبنا إلا ما كتبته علينا؛ والرضا بما قسمته لنا يا ذا الجلال والإكرام. اللهم إنا ندعوك بدعاء نوح { وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ}، وندعوك بدعاء إبراهيم {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا} ، وندعوك بدعاء يونس من بطن الحوت في ظلمات البحر والليل { لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ }، وندعوك بدعاء زكريا {رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا }.. فيارب ألِّف بين قلوبنا، واجعل قلوبنا تَلْهَجُ بذِكْرِك، ولا تؤاخذنا بما نسينا أو أخطأنا، ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، اللهم لا يؤلِّف القلوب إلا أنت فَهَبْ مُسيئنا لمحسننا واغفر لنا، فنحن في حاجة إلى رحمتك، ولست في حاجة إلى عذابنا ولا إلى مؤاخذتنا، فارض عنا برضاك، وافتح علينا فتوح العارفين بك، وعلِّمنا الأدب معك ومع رسولك صلى الله عليه وسلم. اللهم صل وسلم وبارك على من شرحت صدره ورفعت ذكره وزدت بره وعظمت أجره ووضعت عنه وزره الواقع في حقه فلم تهلك قومه لعمره سيدنا محمد وعلى آله وأزواجه وصحبه أجمعين، ونسلم تسليما عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك.