شغالة على خلاطة بناء وبائعة سمك وخضار في وقت الفراغ.. أم وحيد قصة كفاح 65 عامًا

أمام منزل بسيط في منطقة عزبة جاد بمركز بلقاس بمحافظة الدقهلية، جلست "رابحة"، 65 عامًا، والمعروفة بين أبناء منطقتها ب"أم وحيد"، قبالة فرن الغاز تشوي الأسماك لأبناء منطقتها وبعض الخضروات التي تطرحها للبيع في سبيل إيجاد مصدر رزق يكفي متطلبات يومها وأسرتها المكونة من 11 فردًا ما بين أبناء وأحفاد وزوجها المريض.
أم وحيد والتى عرفت بين أبناء المنطقة ب"سيدة الخلاطة" كونها تعمل فى مجال البناء والمعمار لأكثر من 45 عاما تحولت في وقت توقف العمل بالبناء إلى كفاح من نوع جديد لتكمل مسيرة عطائها بشي السمك وبيع الخضار.
"بحاول استرزق فى الوقت اللى مفيش فية شغل معمار"، بتلك الكلمات فسرت الحاجة رابحة أسباب عملها فى "شي الأسماك وبيع الخضروات"، بعد أن عرفت ب"سيدة الخلاطة" وتداول مقاطع فيديو لها عبر وسائل التواصل يظهرها وهي تحمل شكائر الأسمنت والرمل والزلط وتضعها فى خلاطة من أجل تجهيز الخرسانة المسلحة المستخدمة فى أعمال البناء.
على الرغم من كون مهنتها فى المعمار من المهن الشاقة ويعمل بها الرجال إلا أن "أم وحيد" استطاعت العمل بجوارهم والتحمل مثلهم دون أن تشعر أنها سيدة: "من وأنا بنت صعيرة عندى 18 سنة وأنا في المهنة دي حتى لما اتجوزت حبيت عامل القصعة وجبت 5 عيال وبقي عندي 6 أحفاد".
تابعت رابحة قائلة: "أبويا مات وأنا عيلة وكنت كبيرة إخواتي، وخرجت اشتغلت فى المعمار، وكنت مسؤولة عنهم وأصرف عليهم وبدأت عاملة باشيل القصعة على راسى، أو أشيل شيكارة الأسمنت وأطلع عدة أدوار، وكنت بتحصل على 7 جنيهات يومية، اصرفهم على إخواتى وكنا حامدين وشاكرين ربنا، والنهارده بشتغل نفس الشغلانة وأجرى 100 جنيه فقط".
وقالت أم وحيد: "ربنا كبير ويرزقني والناس اللي بتبني بيوت بتطلب الخلاطة إللى أنا بشتغل عليها وبيقولوا إنهم بيتباركوا بوجودي وبشتغل من الساعة 7 الصبح لحد 2 الظهر على الخلاطة ووسط العمال، وباخد 100 جنيه، لكن لو كملنا شغل للمغرب بيزيد الأجر 20 جنيها، وكتير بكمل علشان عيالى أولى بالفرق، لكن للأسف شغل المعمار أصبح قليل علشان كدة جبت فرشة الخضار دى وفرن السمك علشان قوت أولادي وبيتي يكفي".
واختتمت رايحة حديثها: "أنا نفسي أشوف الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأكلمه ويعرف أنا قد إيه تعبت وشقيت في حياتي علشان أربي ولادي، أنا إيدي تشققت من الأسمنت وجوزي مريض وكل اللى محتاجاه أن أعالج زوجي وأبقي مستورة".