قصف عشوائي وخطة طوارئ.. الجالية المصرية في أوكرانيا وسط نيران الحرب (صور)

استيقظ أبناء الجالية المصرية في أوكرانيا على هجوم القوات الروسية على المدن التي يعيشون داخلها، وسط حالة من القلق الشديد من تبعات تلك الخطوة وكابوس الحياة وسط نيران الحرب واستهداف الطيران لكافة المدن بصورة عشوائية، كما يؤكد أحمد محمد السعيد، نائب رئيس الجالية المصرية في أوكرانيا "أغلب التوقعات في الفترة اللي فات إن التصعيد هيكون في مناطق شرق أوكرانيا، لكن فوجئنا بقصف العاصمة كييف وجميع المناطق في أنحاء الدولة".
وأعطى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الضوء الأخضر لبدء عملية عسكرية موسعة في أوكرانيا صباح الخميس، بعد أيام قليلة من قرع طبول الحرب في المنطقة، وكانت الخطوات الأولى هي ضربات صاروخية لمراكز قيادة الجيش الأوكراني فيما أعلن وزير خارجية الدولة المنكوبة إن ما جرى على أرض الواقع أكبر بكثير مما تم إعلانه من قِبل موسكو مؤكدا أنه هجوم واسع النطاق.
ارتباك ساد جميع المناطق في أوكرانيا، الفزع في كل مكان، السيناريوهات المفزعة تطارد العقول والعيون مشدوهة تجاه شاشات التلفزيون والأخبار الإعلامية لمعرفة المستجدات أولا بأول "سمعنا إعلان من الجانب الروسي بيأكد إن مدة العمليات العسكرية لسه متحددش، ودا عامل احساس بالتوتر الشديد لأبناء الجالية المصرية" مئات الأسئلة والاستفسارات عن أوضاعهم لحين زوال الغمة، كيف يمكن التعامل مع أجواء الحرب اللعينة "احنا متواصلين مع جميع المصريين في أوكرانيا وعددهم يصل إلى 6 آلاف شخص، سواء عاملين أو طلاب".
كانت السفيرة نبيلة مكرم وزير الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج قد أعلنت عن تشكيل عمليات مخصصة لمتابعة موقف الجالية المصرية في أوكرانيا في ظل المستجدات والمتغيرات المتلاحقة، مضيفة أن هناك تواصل مستمر مع رؤساء الجالية المصرية بأوكرانيا للوقوف معهم على آخر مستجدات وتطورات الموقف داخل المدن المتواجد فيها المصريين، وهو ما يؤكده السعيد في حواره مع مصراوي من العاصمة الأوكرانية "على تواصل مستمر مع الوزارة والسفارة المصرية من بداية القصف ومن المتوقع يكون فيه قرارات جديدة خلال ساعات".
وفي محاولة لتهدئة روع أبناء الجالية المصرية في أوكرانيا، دشن السعيد رفقة زملائه "خلية أزمة عشان حالة الطوارئ، عملنا حصر لجميع المصريين المتواجدين هنا وفاتحين معاهم خطوط اتصال عشان نطمنهم ونبلغهم بأي تفاصيل خاصة بالإجلاء" يشعر نائب رئيس الجالية المصرية بصعوبة التجربة التي يمر بها الجميع لذلك يحاول التماسك وبث روح الاطمئنان في قلوب الجميع ومد يد العون إلى المحتاجين في ظل الأحوال غير التقليدية التي تحدث في الأنحاء.
وعن طلبات البعض بسرعة توفير طائرات للإجلاء يؤكد السعيد لمصراوي أن مسألة السفر معقدة حتى الآن "احنا اتخذنا نفس الإجراءات اللي عملتها باقي الجاليات، مفيش دولة وفرت طائرات إجلاء لأن المجال الجوي كان مفتوح بصورة طبيعية لحد إمبارح، لكن الوضع دلوقتي غير مستقر"، فما يدور في أوكرانيا خلال الوقت الراهن يفرض حرص الجميع على البقاء في المنازل وتوخي الحذر لحين عودة حركة الطيران مرة أخرى بعد انقشاع غمة الحرب.
وبحسب بيان صادر عن وزارة الهجرة، فإن الحكومة المصرية تتواصل الدارسين المصريين بأوكرانيا والمتواجدين بعدة مدن مختلفة، للاطمئنان على أوضاعهم في ضوء المتغيرات الطارئة على الوضع هناك، ويتم التواصل مع الوزارات المعنية حول الحلول البديلة للطلبة بما يضمن الحفاظ على حياتهم أولا وتوجيههم للبعد عن المناطق الخطرة.، والتعرف على متطلباتهم في هذه المرحلة الراهنة، والعمل على تلبيتها بالتعاون والتنسيق مع كافة الجهات المعنية.
وينوه نائب رئيس الجالية المصرية في أوكرانيا إلى عدم وقوع أية إصابات للمصريين خلال القصف "بنتواصل مع أهاليهم في مصر عشان نطمنهم إن أوضاعهم بخير الحمدلله" مع التأكيد على انتشار المخابئ في كافة المدن الأوكرانية لاستخدامها في حالة الحاجة إليها "إدارات البلدية في المدن المختلفة بينشروا خريطة بأماكن المخابئ في كل مكان عشان اللجوء ليها وقت الضرب" مؤكدا أن الدولة لا تفرق بين مواطن أوكراني ومغترب خلال هذه المواقف.
و يُثمن السعيد الجهود الإنسانية المبذولة بين أبناء الجالية المصرية في أوكرانيا خلال الأزمة الكبيرة الدائرة حولهم "عندنا تكاتف كبير بين الجميع، وخاصة مع المصريين المتواجدين في شرق أوكرانيا لأن فيها أزمات أكبر" موضحا أن بعض الناس خرجوا من منازلهم تحت القصف من أجل توفير الأطعمة والاحتياجات المنزلية لبعض الطالبات المصريات في عدد من المناطق" موضحا أن التضافر في تلك اللحظات العصيبة ليس بالجديد على أبناء مصر.