سامح حسين و"الحلم الجميل"

في كل مرة يقف فيها الفنان سامح حسين على خشبة المسرح يثبت أنه نجم يتمتع بخفة ظل متناهية، يستطيع أن ينتزع الابتسامة و الضحكة من الجمهور بتلقائية صنعتها الموهبة والخبرة، كما أن بمقدوره أن يتحمل مسئولية نجاح مسرحية كوميدية، ربما أن جمهوره اعتاد منه هذا فأصبحت هناك معادلة نفسية إيجابية أو عقد اتفاق بينه وبين جمهوره يربط دائما بين ظهوره و البهجة.
ويخوض الفنان سامح حسين، منذ بداية نوفمبر الماضي وحتى الوقت الحالي بطولة مسرحية "حلم جميل"، عن رائعة تشارلي شابلن، من إنتاج فرقة المسرح الكوميدي بالبيت الفني للمسرح، والتي يجسد من خلالها دور شاب صعلوك يقطن على رصيف أحد الشوارع ويتعرف على أحد الأثرياء ويطمح في مساعدته له ولحبيبته الكفيفة، وتتوالى الأحداث بينهما في قالب كوميدي ساخر يُظهر التباين بين الطبقات، ويقدم سامح طوال فترة العرض كوميديا الموقف دون إسفاف دون أن ينطق أي جملة أو لفظ يخدش الحياء أو يخرج عن سياق قيم المجتمع، أعتقد أنه أيضا لم يخرج عن النص سوى مرات قليلة ومحسوبة مستغلا خبرته بطبيعة النص الأدبي وموهبته في انتزاع مزيدا من الضحكات.
الفنانة سارة درزاوي والتي قدمت دور حبيبة البطل "سامح حسين" استطاعت بملامحها البريئة وأدائها التلقائي وخفة ظلها أن تقدم الدور بشكل جيد لا يقل عن أكثر النجمات موهبة.
الفنان الكوميدي عزت زين الذي قام بدور الثرى أضاف للعمل كثيرا بأدائه التمثيلي الرائع وموهبته وخبرته الفنية.
باقي أبطال العرض و الرقصات والموسيقى والغناء والديكور قدموا عملا جيدا ويعتبروا جميعهم مكسبا حقيقيا وإضافة قوية للعرض فقد ساهم كل منهم في تشكيل لوحة فنية رائعة زادت من ظهور العرض بهذه الصورة المعبرة.
إسلام إمام مخرج العمل يمتلك أدواته جيدا ويعرف تماما كيف يوظفها لصالح العمل، فاستطاع أن يقدم لنا عملا مكتمل، يتناسب مع الجمهور من مختلف المستويات والأعمار أيضا، وهو الأمر الذي يحسب لمخرج العرض إسلام إمام، واستطاع أن يصنع مع الفنان سامح حسين ثنائي فني ناجح يذكرنا بالثنائيات الفنية الناجحة التي جمعت بين كبار نجوم الكوميديا مع كبار المخرجين.
وفي النهاية أن يكون هناك أعمال فنية تقدم محتوى جيد، وتبتعد عن الابتذال، وبجانب كل هذا تصنع البسمة والكوميديا، ويقوم الجمهور بالإقبال عليها في تأكيد ضمني أن الذوق العام لازال يتجه صوب كل ما هو عمل فني حقيقي، هذا هو ما نعده "حلم جميل".