في بارقة أمل تُثلِج صدور العالم المتخوّف من متحور كورونا الجديد الذي لا يزال غامضًا، رجّحت الخبيرة حورية تجالي، المشاركة ضمن فريق الباحثين الذين اكتشفوا "أوميكرون" في جنوب إفريقيا، أن يختفي المتحور تلقائيًا بنفسه، دون تدخل خارجي. وعلّلت ذلك بأن "الفيروس يحتوي على العديد من الطفرات التي يعتبرها جزء من المجتمع العلمي غير مستقرة، وبالتالي قد يختفي من تلقاء نفسه"، حسبما نقلت صحيفة "ليكسبريس" الفرنسية. لكنها أوصت في الوقت نفسه بضرورة مراقبته، لأنه ما يزال "من غير المعلوم كيف ستتفاعل تلك المتحورات ال 32 مع بعضها، لاسّما على صعيد نشر العدوى وقوة انتقاله". وفي وقت سابق، طمأنت منظمة الصحة العالمية العالم، داعية إلى التريث وعدم الهلع. وأكدت أن اللقاحات لا تزال فعالة في مواجهة الضيف الثقيل. وقالت كبيرة العلماء في المنظمة، سمية سواميناثان، إن الوضع الآن يختلف عما كان قبل عام. وذكرت سواميناثان، خلال مؤتمر صحفي، أن المتحور لديه قدرة عالية على الانتشار بالاستناد إلى البيانات الصادرة من جنوب إفريقيا. وأضافت أنه "من المحتمل أن يصبح السلالة المهيمنة في أنحاء العالم رغم صعوبة التنبؤ بذلك"، مُشيرة إلى أن المتحور "دلتا" يمثل حاليا 99 في المائة من الحالات على صعيد العالم. وتابعت: "إلى أي مدى يجب أن نكون قلقين؟ نحن بحاجة إلى أن نكون مستعدين وحذرين، وألا نفزع، لأننا في وضع مختلف عما كان عليه الحال قبل عام". وتشير تقارير إلى رصد أوميكرون في أكثر من 35 دولة حتى الآن منذ اكتشافه في جنوب إفريقيا وبوتسوانا الشهر الماضي، مُسجلًا أكثر من 300 إصابة. ولم يتضح بعد إن كانت السلالة الجديدة شديدة التحور أكثر قدرة على الانتشار أو على مقاومة اللقاحات. وأظهرت البيانات المبكرة الصادرة عن العلماء في جنوب أفريقيا - حيث اكتشف المتحور لأول مرة - أن أوميكرون قد يفلت من بعض المناعة المضادة للفيروس، رغم تحذير علماء من أن هذا التحليل ليس نهائيًا. وأكدت المنظمة التابعة للأمم المتحدة سابقًا أنها لم تتلق "أي معلومات" تفيد بزيادة أو ارتفاع عدد الوفيات جراء الإصابة بأوميكرون. بيد أنها أوضحت أن عدد المصابين بين الأطفال ارتفع أكثر مقارنة بمتحورات كورونا السابقة. كما أظهرت دراسة أجراها علماء في جنوب إفريقيا أن خطر تكرر الإصابة بكوفيد-19 أعلى ب 3 مرات مع أوميكرون مقارنة بالمتحورتين بيتا ودلتا. غير أنه لا يوجد حتى الآن دليل قاطع على مدى قدرة أوميكرون على الانتقال، فيما تتوقع الصحة العالمية الحصول على بيانات عن السلالة في غضون الأيام المقبلة.
