يوم بكى فيه البطريرك.. تفاصيل تجليس البابا تواضروس على كرسي مارمرقس (فيديو)

احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، يوم الأحد 18 نوفمبر 2012، بتجليس الأنبا تواضروس أسقف عام البحيرة، بطريركًا على الكرازة المرقسية باسم البابا تواضروس الثاني، البطريرك 118 في تاريخ بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
جاء هذا التجليس عقب الانتهاء من طقس القرعة الهيكلية، وهى اختيار البابا عبر قرعة أجريت بين الثلاثة الأعلى في الأصوات في الانتخابات البابوية، وحيث وضعت الأسماء الثلاثة وهم الأنبا تواضروس أسقف عام البحيرة والأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة، والراهب القمص رافائيل آفا مينا في قارورة زجاجية، وتم اختيار طفل من الموجودين – بعد إقامة صلاة القداس- ليسحب واحدة منها بصورة عشوائية تحمل اسم البطريرك.
وترأس الأنبا باخوميوس، القائمقام البطريرك، قداس تجليس البابا تواضروس، فيما بكى البابا تواضروس أثناء تجليسه نظرًا لصعوبة المهمة التي تنتظره، والتي واجه بالفعل خلال 9 سنوات منها العديد من التحديات والأحداث الإرهابية التي ضربت الكنائس المصرية.
وشارك في قداس التجليس لفيف من ممثلي الكنائس الأرثوذكسية العالمية بالإضافة إلى أحبار المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث شاركة ممثلو الكنائس الإثيوبية والإريترية واليونانية، وتناوب الأساقفة لتلاوة أجزاء من مراسم الطقس على البابا تواضروس وذلك باللغات الإنجليزية والقبطية واللاتينية والفرنسية والأمهرية.
بدأت فرق الإنشاد فى إقامة الصلوات، وبدأ الأنبا باخوميوس فى تلبيس البابا تواضروس الزى البطريركى، حيث ألبسه قلنسوة فوق الرأس والتونية البيضاء، كما قام بتلبيسه تونية البطريرك التى أعدت له فى دير الأنبا برسوم بحلوان.
وبعد ارتداء الزى قام الأنبا باخوميوس بتلبيسه تاج البطريركية، ثم عصا الرعاية الموجودة على المذبح، وقام عدد من الأساقفة بتلاوة الصلاوات.
وأصعد الأنبا باخوميوس خلال طقس التجليس، البابا تواضروس على درجات الكرسي الرسولي تدريجيًا وقال: نُجلس الأنبا تواضروس رئيس أساقفة على الكرسي الطاهر كرسي مارمرقس الإنجيلي.. نُجلس الأنبا تواضروس رئيس الرعاة المدعو من قبل الله بطريركًا على الكرسي كرسي القديس مارمرقس الإنجيلي.. أجلسنا الأنبا تواضروس بابا وبطريركًا على الكرسي الرسولي كرسي القديس مارمرقس الإنجيلي".
وعقب ذلك قام الأنبا باخوميوس بتقبيل يد البابا تواضروس وتهنئته بتوليه منصبه البابوي ثم جثا لعمل مطانية "ركوع للتبجيل" أمام البابا، وتلاه لفيف من مطارنة وأساقفة الكنيسة الأرثوذكسية الذين حضروا لتقبيل يد البابا وتهنئته، وسط تصفيق حاد وزغاريد من الحضور، وسط دقات أجراس الكاتدرائية.
وأعقب ذلك ترديد شمامسة الكنيسة عددًا من الألحان الكنسية وهي أكسيوس ثم لحن تى شورى، وألحان قبطية، لاستكمال طقس التنصيب.
بكاء البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية هو المشهد الأكثر تأثيرا خلال مراسم تجليسه، حيث بدأ الأساقفة بتلاوة صلوات طقس ارتداء البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، للزى البابوى، وتقدمهم الأنبا باخوميوس القائمقام البطريرك قائلا: "أنا الحقير القائم مقام الأنبا باخوميوس، ورسم البابا بعلامة الصليب"، قائلا: "ندعوك أيها الأنبا تواضروس بابا وبطريرك وسيد ورئيس أساقفة الكرازة المرقسية" ورد عليه المصلون "آمين".
وقال البابا تواضروس الثاني في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الأنبا باخوميوس: "هذه المسئولية أتحملها بصلواتكم ومساعدتكم لكي يستخدمني الله في خدمة كل أحد.
وأضاف: "إننا نطلب الخير من أبينا مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث، الذي أكمل خدمته، وسوف نكمل مسيرته الروحية كما هو مسيرة البابا كيرلس السادس".
وتابع:"أمام عمل كبير للمسيحيين في مصر والخارج، بالتعاون مع كافة الكنائس المسيحية، وكافة الأديان، نضع أيدينا في محبة حقيقية راجين كل الخير لكل أحد في عالم مشتاق للسلام الذي نشترك فيه مع إخوتنا المسلمين بعيدا عن الإرهاب والجريمة ".
واستطرد: "نشارك إخوتنا في غزة آلامهم لكي يحفظهم الرب، وننقل تعازينا لإخوتنا في أسيوط الذي لقوا مصرعهم في الحادث.. إننا ندرك أهمية العمل المشترك في وطننا، ونرجو جميعا لمصرنا سلاما".