ألقت رئيسة جمعية موئل الأممالمتحدة، مارثا دلغادو، كلمة خلال فعاليات مؤتمر يوم المدن العالمي والذي تستضيفه محافظة الأقصر. وقالت دلغادو: يسعدني أن أكون هنا في مدينة الأقصر التاريخية للاحتفال بأول احتفال عالمي باليوم العالمي للمدن في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأضافت: وأود أن أشكر حكومة جمهورية مصر ومدينة الأقصر على استضافة هذا الحدث المهم، والاحتفال العالمي هنا في الأقصر هو تذكير في الوقت المناسب بالإنجازات غير العادية للحضارة الإنسانية. كما أنها تذكرنا بهشاشة روابطنا بالعالم الطبيعي. وتابعت: واليوم تقف البشرية على حافة السكين بينما تهدد أزمة المناخ مستقبلنا ذاته، تدرك الغالبية العظمى من العلماء الآن أن أزمة المناخ هي من صنع الإنسان. وأكدت على أن وسائل الراحة الحديثة، أو أسلوب حياتنا ذاته، تقوم على اعتمادنا على حرق الوقود الأحفوري. وواصلت: وما زالت صناعاتنا وسعينا المتفرد وراء الثروة المادية يبعدنا عن العيش في حدود العالم الطبيعي, ومع ذلك، فإننا لم نتعلم دروسنا فيما يستعين أصحاب المليارات بالفضاء الخارجي بينما يستغيث أطفالنا طلبا للمساعدة لوقف انبعاث غازات الدفيئة. واستطردت: والحقيقة المحزنة هي أننا حتى لو بلغنا الصفر الصافي للانبعاثات قريباً فإن الانحباس الحراري العالمي سوف يستمر لبضعة عقود مقبلة. وهذا يعني أنه يتعين علينا أن نتخذ إجراءات الآن للتكيف مع الأحداث المناخية الشديدة بحماية وصون كوكبنا وقرانا وبلداتنا ومدننا. ويعيش بالفعل أكثر من نصف سكان العالم في البلدات والمدن. وقالت: موضوع اليوم العالمي للمدن "تكييف المدن لتلائم القدرة على مواجهة المناخ" هو دعوة إلى العمل، ويحدوني الأمل في أن أتلقى توصيات من جلسات المائدة المستديرة إلى مؤتمر الأطراف السادس والعشرين. ويحدوني الأمل في أن تفي الدول الأعضاء أيضا بالتزاماتها بإعداد إجراءاتها المعلنة ونحن نمضي من تشرين الأول/أكتوبر الحضري إلى المنتدى الحضري العالمي في حزيران/يونيه 2022 في كاتوفيس ببولندا. وبينت أنه في هذه المهمة النبيلة، ينبغي ألا ننسى فقراء الحضر، رفاقنا المواطنين الذين يعيشون في كثير من الأحيان في مستوطنات غير رسمية في أماكن هشة معرضة للانهيارات الأرضية أو الفيضانات،حيث يعيش حاليا بليون شخص في أحياء فقيرة لا تتوفر فيها سوى خدمات أساسية قليلة أو إمكانية الحصول على دعم طارئ في أوقات الأزمات. فهم يعيشون دون حماية يتمتع بها بقيتنا من النظام "الرسمي" للقوانين واللوائح. وأضافت أن تكييف المدن مع القدرة على التكيف مع المناخ يعني خلق الفرص لنهج 'المجتمع بأسره' من أجل التصدي للأحداث المناخية المتطرفة. وتشمل الاستجابات المتعلقة بالتكيف حلولاً قائمة على الطبيعة مثل حماية أو استعادة غابات المانغروف التي تحمي من هبوب العواصف، وإصلاح الأراضي الرطبة والأنهار لإدارة الفيضانات والجفاف، وزراعة الأشجار في المناطق الحضرية، والغابات الصغيرة، والحدائق على الأسطح. وتابعت: ويمكن للتصميم الحضري المستدام أن يقلل من الحرارة والإجهاد المائي، ويمكن أن يجعل المدن أكثر قابلية للمشي. ويمكن لنُهج التخطيط والتصميم الشاملة أن تجمع بين حلول قائمة على الطبيعة، ومقاومة الهياكل الأساسية للمناخ، فضلا عن نُهج اجتماعية -اقتصادية لمواجهة الكوارث. ويدعم موئل الأممالمتحدة المدن في تقييم مشاكل القدرة على الصمود ؛ تقديم اقتراحات سياساتية وتنظيمية ؛ اقتراح سياسات ومشاريع وبرامج محددة، وربط المسؤولين في المدن والمصممين في المناطق الحضرية بالجهات المانحة والممولين لتمويل التنفيذ، وضمان تنسيق أفضل بين واضعي السياسات في المدن وعلى الصعيد الوطني والإقليمي. وعلى مستوى المدن، يبين البرنامج العالمي لمقاومة المدن التابع لموئل الأممالمتحدة مدى أهمية البيانات الموثوقة والمصدق عليها لنجاح عمليات إدارة مخاطر الكوارث. وتشكل السياسات القائمة على البيانات والأدلة اللبنات الأساسية للمرونة. ولضمان ترجمة السياسات إلى أفعال على أرض الواقع بفعالية، تضع مبادرة "سيتي راب" أيضاً النهج المجتمعية في صميم عملية بناء القدرة على التكيف. ويدعم موئل الأممالمتحدة استراتيجيات تغير المناخ في أكثر من 000 11 مدينة من خلال العهد العالمي لرؤساء البلديات المعنيين بالمناخ والطاقة. في هذه الحالة مساعدة هذه المدن في الحد من انبعاثات غازات الدفيئة وبناء المرونة في كفاءة الطاقة. وأوضحت: ومع توجهنا إلى مؤتمر الأممالمتحدة للمناخ، أو مؤتمر كوبنهاجن السادس والعشرين في غلاسكو، فمن الواضح أننا في احتياج إلى التحلي بأكبر قدر ممكن من الشمولية، إننا بحاجة إلى مزيد من تعددية الأطراف وإلى قدر أكبر من التعاون العالمي. ولا يمكن أن يتخلف العالم النامي عن الركب، وبدون خطة عمل 'المجتمع كله'، لا يمكننا أن نأمل في تحقيق هدف 1.5 درجة المتمثل في أن نترك لأجيال المستقبل كوكبا صالحا للسكن. وشددت: اسمحوا لي أن أسلط الضوء على أهمية البرنامج الرئيسي لموئل الأممالمتحدة، "المستوطنات المرنة لفقراء الحضر"، وهي تتبع نهجا تخطيطيا وتصميميا شاملين إزاء المستوطنات غير الرسمية. ويشكل بقاء هذا البرنامج الرئيسي غير ممول تمويلا كافيا تكلفة كبيرة للفرصة الضائعة، ولا يمكننا أن نبني القدرة على الصمود ما لم نُشرك جميعاً في الجهود الأوسع نطاقاً الرامية إلى جعل المدن قادرة على الصمود. وواصلت: ويمكن أن يؤدي التعاون بين المدن وآليات التعاون فيما بينها إلى استجابات أكثر تكاملا وفعالية لأزمات المناخ وغيرها، وأن تعمل أيضا كحافز لوضع أو تحسين الحلول المحلية والمساهمة في زيادة تبادل القدرات والمعارف بين المدن، ويتيح اليوم العالمي للمدن فرصة لنا في موئل الأممالمتحدة لتبادل مواردنا وإيجاد حلول للتحديات الحضرية التي تواجهها المدن والمجتمعات المحلية. ويسرني أننا أطلقنا أحدث طبعة من دليل شنغهاي لعام 2021، إلى جانب مؤشر شنغهاي وجائزة شنغهاي. وأود أن أشكر حكومة جمهورية الصين الشعبية والحكومة الشعبية لبلدية شنغهاي لمشاركتهما المستمرة في اليوم العالمي للمدن. ويوافق اليوم العالمي للمدن نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر الحضري، الذي يشجع على اتخاذ إجراءات مناخية طموحة في المدن. وإذا كنتم تتذكرون، فقد بدأنا العمل الحضري في تشرين الأول/أكتوبر بالتركيز على حلول مبتكرة نحو عالم خال من الكربون في اليوم العالمي للموئل. وطوال الشهر، شهدنا جهودا كبيرة بذلتها الحكومات والمدن والمجتمعات المحلية لتوحيد جهودها للتركيز على جهود التخفيف. المبادرة السعودية الخضراء الطموحة، التي انطلقت في الرياض، واحدة. ويمثل مؤتمر الابتكار من أجل المدن، الذي اشترك في استضافته موئل الأممالمتحدة والعهد العالمي للعمد المعني بالمناخ والطاقة، خطوة رئيسية أخرى. واختتمت: وكما قلت في البداية، فإن هذا الاحتفال العالمي باليوم العالمي للمدن هو طريقتنا للاحتفال بافتتاح مؤتمر الأممالمتحدة لتغير المناخ -مؤتمر الأطراف السادس والعشرين -حيث نتوقع أن نتعلم كيف تزيد البلدان من طموحاتها المناخية. والأهم من ذلك، أن هذا الحدث يعطي صوتاً للمدن والمجتمعات المحلية كجزء من الحل، على الجبهة الأمامية لأزمة المناخ ولماذا يتعين علينا أن نكون أبطال مصيرنا.