تسعى طالبان بعد سيطرتها على أفغانستان منتصف أغسطس الماضي عقب الانسحاب الأمريكي، إلى الاعتراف بحكومتها التي أعلنت عنها مؤخرًا ونيل اعتراف الدول بها. وكشفت وكالة "رويترز" للأنباء، مساء الثلاثاء، عن طلب الحركة من الأممالمتحدة لإلقاء كلمة أمام زعماء العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، المنعقدة حاليًا في نيويورك. ورشحت الحركة وفقًا لرويترز، المتحدث باسمها سهيل شاهين ليكون سفيها لدى الأممالمتحدة، وقدم وزير خارجيتها أمير خان، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتريش في هذا الشأن، في خطوة للإطاحة بغلام إيزاكزاي سفير الحكومة الأفغانية السابقة بالأممالمتحدة. ذكرت "رويترز" أن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أكد رسالة طالبان، التي تسعى من خلالها إلى الحصول على مقعد أفغانستانبالأممالمتحدة، موضحًا أن الحركة أرسلت إلى لجنة أوراق الاعتماد بالأممالمتحدة والمكونة من تسعة أعضاء وتضم في عضويتها الولاياتالمتحدة والصين وروسيا. وأشار إلى صعوبة اعتماد اللجنة حاليًا لطلب طالبان، ومن غير المرجح أن يلقي وزير خارجية طالبان كلمة خلال الاجتماع الحالي، موضحًا أن الرسالة طالبت بإنهاء مهمة إيزاكزي. وذكرت رويترز أن قبول الأممالمتحدة لاعتماد وزير خارجية طالبان سفيرًا لديها، سيسهل الاعتراف بها، ويساعدها في تحرير الأموال التي يحتاجها الاقتصاد الأفغاني. ونقلت "رويترز" عن جوتريش قوله، إن الاعتراف الدولي بطالبان يمثل ورقة الضغط من أجل تشكيل حكومة شاملة تحترم حقوق الإنسان والمرأة. وأوضحت "رويترز" أن إيزاكزاي، سيبقى في منصبه بالأممالمتحدة وفقًا لقواعدها حتى يتم الاعتماد الرسمي من قبل اللجنة المنوط بها ذلك، مشيرة إلى أن من المقرر أن يلقي السفير الأفغاني الحالي بالأممالمتحدة كلمة في اليوم الأخير للاجتماع. هذا وتجتمع اللجنة تقليديًا في أكتوبر أو نوفمبر من كل عام لتقييم أوراق اعتماد جميع أعضاء الأممالمتحدة قبل تقديم تقرير لموافقة الجمعية العامة قبل نهاية العام. يشار إلى أنه خلال فترة حكم طالبان لأفغانستان منذ 1996 حتى 2001 ظل سفير الحكومة الأفغانية الذي أطاحوا به هو ممثل الأممالمتحدة بعد أن أرجأت لجنة أوراق الاعتماد قرارها بشأن المطالبات على المقعد. وفي أول خطاب للرئيس الأمريكي جو بايدن بالأممالمتحدة الثلاثاء، أعلن عن انتهاء عهد الحرب المفتوحة وبدأ عهد الدبلوماسية، وقال: "لقد أنهينا 20 عامًا من الصراع في أفغانستان، وبينما ننهي حقبة من حرب لا هوادة فيها، فإننا نبدأ حقبة جديدة من الدبلوماسية التي لا هوادة فيها". وتعهد بايدن بالدفاع عن المصالح الحيوية للولايات المتحدة، لكنه قال "المهمة يجب أن تكون واضحة وقابلة للتحقيق، والجيش الأمريكي "يجب ألا يُستخدم كرد على كل مشكلة نراها في جميع أنحاء العالم".