خلاف انتهى بجثتين.. تفاصيل إشعال عامل النار في زوجته وطفليه بالإسكندرية

يكاد لا يمر أسبوع في الإسكندرية إلا وتخطف الأنفاس جريمة أكثر مأساوية ودموية من سابقتها.. عنوانها الرئيسي "العنف الأسري والخلافات الزوجية".
فلم ينس الشارع السكندري جريمة تعذيب وتشويه "إسراء عماد" على يد زوجها التي تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي وشغلت الرأي العام شهور عديدة.
لكن جريمة الأسبوع الحالي لا تقارن بسابقتها إذ فقدت "رجاء" وطفلها الأصغر حياتهما حرقا على يد زوجها بمنطقة الكيلو 21، بينما لا يزال يصارع الابن الأكبر الموت بمستشفى رأس التين العام.
رأس التين
تعود بداية الواقعة، عندما تلقى قسم شرطة أول العامرية إخطارا من مستشفى رأس التين العام يفيد بوصول ربة منزل وطفليها مصابين بحروق بالغة.
انتقل ضباط وحدة مباحث القسم إلى المستشفى المشار إليه، وتبين من الفحص سيدة تدعى "رجاء" وطفليها "محمود" 7 سنوات و"مالك" 4 سنوات بحروق بمختلف أنحاء الجسم.
الزوج القاتل
وكشفت التحريات ارتكاب الزوج المدعو "محمد.ع.ع"، عامل، الواقعة بسكب بنزين على محتويات الشقة سكنهم بمنطقة الكيلو 21 وإشعال النيران في أسرته.
وفي وقت لاحق، ورد إخطار من المستشفى إلى القسم يفيد وفاة الزوجة والابن الأصغر، بينما يتلقى الابن الأكبر في حالة حرجة بسبب الحروق المتعددة الدرجات بمختلف أنحاء الجسم.
ألقي القبض على المتهم، وتحرر محضر بالواقعة بقسم شرطة العامرية أول، وباشرت النيابة العامة التحقيق.
ممنوع الزواج
وكشفت أسرة الزوجة الضحية عن مفاجأة، مؤكدين أن الأطباء حذروا المجني عليها من الزواج والإنجاب بسبب مرضها في القلب ما يشكل خطورة على حياتها.
وقالت الشقيقة الكبرى للمجني عليها، إن "رجاء" كانت تعاني من مرض مزمن في القلب وخضعت لعملية جراحية لهذا السبب، مؤكدة أن الأطباء حذروها من الزواج والإنجاب.
وأشارت إلى أن المدعو "محمد.ع.ع" وشهرته "تامر"، عامل نظافة، تعرف على شقيقتها وتقدم لأسرتها طالبا الزواج منها، إلا أن طلبه قوبل بالرفض ثلاث مرات بسبب تحذيرات الأطباء.
خالف العهد
وأضافت أن أسرتها وافقت أخيرا على زواجهما بعدما تعهد الأخير بأنه لا يرغب في إنجاب أبناء، وجرى عقد قرانهما، إلا أنه بعد مرور عام واحد على الزواج أجبرها على الإنجاب رغم خطورة ذلك على حياتها.
وتابعت شقيقة المجني عليها، أن شقيقتها أنجبت "محمود" ما تسبب في تدهور حالتها وحجزها عدة أيام في غرفة العناية المُركزة، إلا أن زوجها رغم ذلك أرغمها على الإنجاب مرة أخرى بعد مرور عامين ونصف وأنجبت "مالك".
وأوضحت أنه الزوج واصل تجبره وأجبرها على الحمل للمرة الثالثة إلا أن حالتها الصحية ساءت وأجهضت قبل نحو 8 أشهر، ما دفعه لمعاملتها بشكل سيئ والتعدي عليها.
البنطلون المقطوع
وقالت والدة المجني عليها، إن ابنتها كانت دائمة الشكوى قبل الحادث من زوجها وأنه دائم التعدي عليها، مشيرة إلى أنه كان يمنعها من زيارة أسرتها بمنطقة أبيس بشكل كامل، إلا أنه تعرضها مؤخرا لوعكة صحية وزيارة ابنتها لها أثار غضبه.
وتابعت :" يوم الحادث تلقيت تليفون من الجيران يخبروني أن زوج ابنتي أحضر جيركن بنزين وسكبه عليها وعلى أبنائها وأشعل فيها النيران.. ربنا المنتقم".
وحول أسباب الحادث، أوضحت والدة المجني عليها أن الخلافات الزوجية زادت بينهما خلال الفترة الأخيرة، ويوم الحادث استشاط الزوج غضبا بسبب وجود قطع في بنطلونه والآخر مبلل في الغسيل- بحسب ما ذكرته ابنتها قبل وفاتها.