"يوم عظيم".. أمريكا تسجل تقدمًا جديدًا في معركتها ضد كورونا

أعلنت السلطات الصحية في الولايات المتحدة، الخميس، أن الأمريكيين الذين تم تطعيمهم ضد كوفيد-19 ما عادوا في حاجة إلى وضع كمامات في الأماكن المغلقة في قرار وصفه الرئيس جو بايدن ب"اليوم العظيم" في المعركة الطويلة لمكافحة الوباء.
وجاء إعلان مراكز الوقاية من الأمراض ومكافحتها مفاجئا بعد أكثر من عام على توصية الناس بوضع الكمامات والأقنعة الواقية للحد من انتشار الفيروس.
وقالت مديرة الهيئة الصحية روشيل والينسكي "يمكن لأي شخص تم تطعيمه بالكامل المشاركة في الأنشطة الداخلية والخارجية، صغيرة كانت أم كبيرة، دون وضع قناع أو الالتزام بالتباعد الجسدي".
أضافت "إن كنتم تلقيتم اللقاح بالكامل، يمكنكم البدء في أمور توقفتم عن القيام بها بسبب الوباء".
وفي كلمة مؤثرة من البيت الأبيض أعلن بايدن عن تحقيق انتصار كبير في المعركة ضد الفيروس الذي أودى بحياة بأكثر من 580 ألف أميركي.
وقال "أعتقد أنه منعطف عظيم، يوم عظيم".
وأثار الإعلان ردود فعل مرحبة لدى البعض وانتقادات لدى آخرين قالوا إنهم سيواصلون وضع الكمامات على سبيل الحذر.
وقال مبارك ضاهر، وعمره 57 عاما وجاء من فلوريدا لقضاء إجازة في العاصمة واشنطن، "سأستمر في وضع الكمامة في الأماكن المغلقة ... أعتقد أن الأمر سابق لأوانه، من الخطر بعض الشيء الاعتقاد بأننا بلغنا هذا الحد".
غير أن ديزموند البالغ 67 عاما قال من ساحة لافاييت "هذا خبر رائع ... قطعنا مسافة كبيرة في 14 شهرا!".
وتظهر البيانات المتراكمة الفعالية الكبيرة جدا للقاحات المرخصة، ليس فقط في منع الاصابة بكوفيد بل أيضا في منع انتقال العدوى من المصابين الذين لا تظهر عليهم عوارض.
تلقى 60 بالمئة تقريبا من الأميركيين البالغين جرعة أو أكثر فيما تتراجع بسرعة أعداد الإصابات، وصولا إلى 38 ألفًا خلال سبعة أيام، أو ما يوازي 11 إصابة بين 100 ألف شخص.
الخميس انطلقت حملة لتلقيح اليافعين بين 12 و15 عاما عقب ترخيص استخدام لقاح فايزر لهذه الشريحة العمرية.
بحسب الموقع الالكتروني لمراكز الوقاية من الأمراض قد يُطلب من الأشخاص وضع الكمامة على متن الطائرات والحافلات والقطارات وغيرها من وسائل النقل العامة، من وإلى وفي داخل الولايات المتحدة، وكذلك في المطارات ومحطات القطارات.
والمسافرون الدوليون الذين تلقوا اللقاح بالكامل الواصلون إلى الولايات المتحدة، لا يزال يتعين عليهم إجراء فحص قبل ثلاثة أيام من موعد السفر، أو إبراز وثيقة تثبت التعافي من كوفيد-19 خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وقالت والنسكي إن الأشخاص الذين يعانون من ضعف في المناعة عليهم أن يتواصلوا مع أطبائهم قبل التخلي عن كماماتهم. وأخيرا، كما أضافت، فإن الإجراءات قابلة للتغيير في حال ساء الوضع.
- نقل دوري أبطال أوروبا -
أودت الجائحة ب3,333,630 شخصا على الأقل في العالم منذ رصد الفيروس للمرة الأولى في أواخر 2019، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات رسمية.
وتشهد الإصابات تراجعا في مختلف أنحاء العالم لكنها لا تزال تسجل ارتفاعا في بؤر مثل البرازيل والهند حيث تجاوزت أعداد الوفيات 250 ألفا رغم أن خبراء يرجحون أن يكون العدد أعلى.
وارتفعت حالات الإصابات اليومية 60 مرة في نيبال الدولة الجبلية المجاورة البالغ عدد سكانها 30 مليون نسمة وحيث تعاني المستشفيات من اكتظاظ حالات الإصابة ونفاد الأكسجين.
ولا يزال الوباء يعيث الفوضى في عالم الرياضة فقد أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "ويفا" الخميس نقل المباراة النهائية بين مانشستر سيتي وتشلسي المقررة في وقت لاحق هذا الشهر، من اسطنبول إلى بورتو بعد حظر السفر بين إنكلترا وتركيا بسبب الوباء.
وكانت الحكومة البريطانية قد حظرت السفر إلى تركيا الأسبوع الماضي بسبب الوباء، لكن متحدثة باسم الحكومة البرتغالية قالت إن البرتغال لم تتخذ قرارا بعد حول مسألة السماح للمشجعين بالقدوم من بريطانيا.
والاستجابة الأولى للصين ضد تفشي الوباء لا تزال تثير الجدل. فقط توصلت لجنة دولية مستقلة إلى أن "خليطا ساما" من التردد وسوء التنسيق أفضى إلى تجاهل المؤشرات التحذيرية للوباء.
وأثنت وزيرة الخارجية الاسترالية ماريز باين الخميس على عمل اللجنة وأيدت دعواتها لمنح منظمة الصحة العالمية صلاحيات أوسع في التحقيق في الجائحات.
وقالت خلال زيارة إلى واشنطن إن "اللجنة المستقلة مهمة جدا ... لضمان أن نتفادى المعاناة التي واجهها العالم وهذا البلد وبلدنا والعديد من الدول في الفترة الأخيرة".