تذكرة حول آداب الجلوس على مائدة الإفطار في رمضان

عضو بمركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية
في كل عام يهل علينا شهر رمضان بنفحاته وروحانياته العطرة المباركة ، فهو شهر يسمو عن بقية الشهور حيث تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتسلسل الشياطين فهوشهر له قدسية خاصة في العبادة والطاعات وفعل الخيرات ، فالصائم يقضي يومه صائم وله عند الله فرحتان :فرحة عند فطره، وأخرى يوم القيامة كما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه عنه أبو هريرة - رضي الله تعالى عنه- " لِلصَّائمِ فَرحتانِ: فَرحةٌ عِندَ فِطرِهِ، وفَرحةٌ يَومَ القيامةِ، ولَخُلوفُ فَمِ الصَّائمِ أطيَبُ عِندَ اللهِ مِن ريحِ المِسكِ." أخرجه البخاري : حديث رقم (1904)،.
وهناك عدة آداب ينبغي على الصائم عند فطره والجلوس على مائدته أن تراعى من هذه الآداب الآتي:
يجب غسل اليدين قبل تناول الطعام وبعد ه، وغسلهما مع الفم بعد تناول الطعام،.و أن تسمى الله قبل الأكل ويحمده ويثني عليه بعد الأكل، فقد جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم – في الحديث الذي روته عنه السيدة عائشة – رضي الله عنها- ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل طعاما في ستة نفر من أصحابه، فجاء أعرابي فأكله بلقمتين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أما إنه لو كان ذكر اسم الله لكفاكم، فإذا أكل أحدكم طعاما فليذكر اسم الله، فإن نسي أن يذكر اسم الله في أوله فليقل: بسم الله أوله وآخره . مسند الامام احمد: 42/43، حديث رقم (25106).
ذكر دعاء الإفطار عند كسر الصوم، فيقول الصائم الحمد الله ذهب الظمأ وابتلت العروق وبقى الأجر بإذن الله، ثم يدعو بما شاء فيستجيب له الله .
فقدروي عن بن عمر- رضي الله عنهما- وَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَفْطَرَ قَالَ: «ذَهَبَ الظَّمَأُ، وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ، وَثَبَتَ الْأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» المستدرك على الصحيحين : 1/584 ، حديث رقم (1536).
وعن معاذ بن زُهْرة، أنه بلغه أن النبيَّ -صلَّى الله عليه وسلم- كان إذا أفطر، قال: "اللَهُمَّ لك صُمْتُ، وعلى رِزْقِكَ أفْطَرْتُ" سنن أبوداود : 4/40 حديث رقم : (2358).
تناول الطعام باليد اليمنى، لقول النبي صلى الله عليه وسلم ، فيما رواه عنه ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله. مختصر صحيح مسلم:2/349,حديث رقم 1298.
عدم الإسراف في الطعام ويتناول من الطعام مايكفيه فيجب أن يوفر ثلث الطعام للماء، وثلث للهواء، وثلث للطعام.
وقد وضح النبي – صلى الله عليه وسلم – هذا ، فقد روي عن الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، حَسْبُ الْآدَمِيِّ لُقْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ غَلَبَتْهُ نَفْسُهُ»سنن النسائي: 6/268، حديث رقم (6737).
مساعدة من يجلسون بجواره في المائدة، ومناولتهم الطعام البعيد عنهم والقريب منك.
الحرص على عدم القيام بأي شيء سيء كلمس الأنف، والتثاؤب، والبصق، التجشؤ، الاستلقاء أثناء تناول الطعام، أو التدخين .
عدم البذخ والإسراف أو الإهدار بجميع أشكاله، سواء في المأكل أو المشرب، ، ويقول الله سبحانه وتعالى، "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" سورة البقرة: آية : 69.
فليس من المنطقي أن يمسك الإنسان عن الطعام والشراب طوال اليوم، ثم يطلق العنان لنفسه بعد الإفطار لتنهل مما لذ وطاب وكأنه ما صام ومااستفاد من صومه شيئًا، إضافةً إلى أن هذا سلوك مردودٌ سيئٌ على الصحة؛ فهو يرهق المعدة ويثقلها بما لا طاقة لها به وهذا ما يتنافى مع حكمة الصوم من التخفف والتقليل من الطعام والشراب قدر الطاقة والإحساس بالخفة والنشاط للقدرة على أداء صلاة التراويح.