"جدعنة الصعايدة".. قائدة ملحمة التبرع بالدم في سوهاج تتحدث لمصراوي

لم تتوقع الدكتورة إيمان سلامة، مثل هذا الإقبال من المواطنين على بنك الدم بمستشفى سوهاج الجامعي؛ للتبرع بدمائهم والمساهمة في إنقاذ مصابي حادث قطاري سوهاج.
بعد سويعات قليلة من وقوع الحادث، وجدت الطبيبة المصرية، المئات داخل بنك الدم ويرغبون في التبرع.
تقول "سلامة" التي تشغل منصب نائب رئيس المستشفى الجامعي، والمشرفة على عملية التبرع، في تصريحات لمصراوي، إن العديد من المواطنين هبّوا من تلقاء أنفسهم على بنك الدم بالمستشفى، دون أن يُطلب منهم ذلك، لكنهم أثبتوا "شهامة منقطعة النظير" في الجود بدمائهم لإنقاذ المصابين.
وكشفت عن حصولهم على 180 كيس دم إلى الآن، ولا يزال أكثر من 100 شخص يتواجدون في البنك سيتم دخولهم إلى الأماكن المخصصة للتبرع تباعًا، مع استمرار توافد الكثيرين.
وأشارت إيمان سلامة -بينما تحدثت إلينا من داخل بنك الدم- إلى توافر المستلزمات الطبية للحصول على الدم من المواطنين.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقط، بل تطوع عدد من الشباب للعمل إلى جانب الطاقم الطبي ببنك الدم، لتنظيم دخول وخروج المواطنين، ومساعدتهم في التبرع بالدم، وفق "سلامة".
وقالت: "هذا المشهد يثبت جدعنة وشهامة أهل الصعيد، لم نطلب منهم التبرع، لكنهم فور معرفة الحادث قدموا من تلقاء أنفسهم وعرضوا التبرع بالدم، وتم التنسيق واتخاذ قرار لفتح بنك الدم بالمستشفى الجامعي واستقبال المواطنين".
وتوضح أن المواطنين مثلوا كل فئات المجتمع، فمن بينهم أطباء وتمريض من الطاقم الطبي للمستشفى تبرعوا بالدم واستكملوا مهمة علاج المصابين، وأطباء من مستشفيات أخرى بالمحافظة، وكذلك عدد من أعضاء النقابات المهنية الذين نسقوا جهودهم وأنفسهم خلال عملية التبرع بالدم.
وأضافت أن الكميات التي حصلوا عليه لأكياس الدم "كبيرة وتغطي عدد كبير من المصابين إن احتاجوا لهذه الأكياس، وسيتم تخزينها بالبنك والاستفادة بها لمواطنين أخرين حال وجود فائص".
"بنتبرع لأهلنا"
"منشور على فيسبوك" كان الدافع أمام السيد فتحي للذهاب مباشرة للتبرع بالدم بالمستشفى الجامعي، بعدما علم بحاجة المستشفى لأكياس دم إضافية لإنقاذ وإسعاف المصابين.
يقول فتحي: "ليس لي أي مصاب في الحادث، ولا أعرفهم على الإطلاق، لكنني قرأت منشورًا عبر فيسبوك بحاجة المستشفى لأكياس دم، فتوجهت على إلى المستشفى وطلبت منهم التبرع، ووجدت هناك الكثير من المواطنين ينتظرون دورهم".
لا يعتبر "فتحي" ذلك فضلًا، بل هو "واجب علينا لإنقاذ أهلنا المصابين".
ويؤكد أنه انتظر عدّة ساعات داخل البنك بعد تبرعه للمساعدة في تنظيم دخول وخروج المتبرعين، وجلب لهم "أكياس عصير" وزعها على المتبرعين.
كانت وزيرة الصحة هالة زايد، كشفت عن ارتفاع حصيلة ضحايا حادث تصادم القطارين إلى 32 حالة وفاة، وإصابة 165 آخرين.
وقالت الوزيرة في مؤتمر صحفي عقدته الحكومة، اليوم الجمعة، إنه تم إخلاء جميع المصابين من موقع الحادث إلى عدّة مستشفيات من بينها سوهاج الجامعي، وسوهاج العام، وطهطا، والمراغة.
وشددت وزارة الصحة على توافر 1034 كيس دم من مختلف الفصائل، بالإضافة إلى الدفع ب 3 آلاف كيس دم إضافي كمحزون استراتيجي للدعم الطبي من المركز القومي لنقل الدم بالقاهرة إلى بنك الدم الإقليمي بمحافظة سوهاج.