أسامة الأزهرى: تعليقات الناس على الإفتاء حول تنظيم النسل تنم عن عدم فهم

أكد الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، أن حديث دار الإفتاء حول تنظيم النسل صحيح تمامًا ولا شك فيه، منوهًا بأنه يكرر هذا الكلام في مختلف المحافل على مدى الثماني سنوات الماضية، مشيرًا إلى أن دار الإفتاء لا تأتي بهذا الحديث من هوى، لكنه خلاصة بحث علمي أكاديمي عميق ونزيه على يد خبراء أكفاء أمناء على الدين.
وعن تعليقات الناس على فتوى الدار، قال "الأزهري"، في حواره لبرنامج "مساء دي إم سي" على فضائية "دي إم سي" اليوم الأربعاء، أن الشخص فيهم يتصور أنه ينصر الحديث الشريف، لكن هذه التعليقات تنم عن عدم فهم وتكشف عن أزمة الفوضوية الفكرية الموجودة الآن، لأن صنعة العلم عند الأمة المحمدية كانت على مراحل، وعند تناول مسألة لم يكن يأخذ العالم أول حديث يقابله ويقوله وكان يجمع الأحاديث التي ذكرت الموضوع ويستعرض آيات القرآن بالكامل، ويجمع الآيات المتعلقة وما يشير إلى الموضوع بشكل مباشر أو غير مباشر، ويجمع كل ما هو متعلق بها بالاستنباط أو بصراحة وكأنه يجمع كل أدواته، وعندما يستعرض كل ما هو متعلق بالمسألة من القرآن ينتقل إلى الهدى النبوى الشريف وهى دائرة أوسع.
وتابع، أن الحديث النبوي «تناكحوا تناسلوا تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة»، صحيح لكنه لا يمدح الكثرة لذاتها وإنما مقيدة بشروط، مشيرًا إلى قول الرسول: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومِن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: حب الدنيا، وكراهية الموت».
وأردف، أنه علينا أن نواجه الفكر ونحل مشاكلنا وندفع ديوننا التي تديننا بها الدول فالرسول الذي قال تناكحوا تكاثروا حذر من الفقر، كل نص يكمل جزءا من الصورة ولا يليق أن أخذ نصا وأهاجم دار الإفتاء وهذا مجرد فهم قاصر.