حصاد صلاح 2020.. لقب استثنائي وأرقام قياسية

كان عاما مثيرا لا يُنسى للدولي المصري محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي، وهو الذي شهد تتويجه بالدوري الإنجليزي الممتاز في ثالث مواسمه بين أسوار آنفيلد، بجانب مواصلة صناعة المجد مع الريدز بتحقيق الأرقام القياسية تلو الأخرى، لكنه لم يكن كما كان يتمنى على الصعيد الدولي مع منتخب بلاده في ظل تفشي فيروس كورونا الذي لم يسلم منه النجم المصري الذي أتم عامه ال28 في 15 يونيو 2020.
يلا كورة يستعرض في السطور التالية حصاد صلاح في 2020..
لقب استثنائي
حمل عام 2020 البشرى لصلاح بعدما تُوج لأول مرة مع الفريق بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2019/2020، الذي توقف في الفترة من مارس حتى يونيو الماضي بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد، التي تسببت أيضا في إقامة المباريات خلف أبواب مغلقة.
لعب صلاح دورا هاما في استعادة ليفربول لقب الدوري الإنجليزي الغائب عنه منذ ثلاثة عقود، بعدما تربع على صدارة هدافي الفريق في المسابقة العريقة برصيد 19 هدفا، كما قام بصناعة 10 أهداف أخرى لزملائه، ليقود الفريق للفوز بالبطولة للمرة التاسعة عشر في تاريخه.
وبعدما منح ليفربول لقبه الأول في البطولة بنظامها الحديث، الذي بدأ تطبيقه موسم 1992 / 1993، قال صلاح "التتويج بالدوري الإنجليزي، يوم تاريخى بالنسبة لنا، حققنا لقبا بعد مرور 30 عاما، كنا نتمنى وجود الجماهير في الملعب لكن تأقلمنا على الوضع. إن شاء الله الجماهير تكون موجودة العام المقبل ونحتفل معهم".
وبات صلاح أول لاعب مصري يتوج بالدوري الإنجليزي الممتاز على مدار تاريخ المسابقة، ليصبح هذا اللقب هو الرابع لصلاح مع ليفربول، بعدما تُوج مع الريدز بدوري أبطال أوروبا في النهائي الذي أحرز فيه هدف السبق المبكر لفريقه في شباك توتنهام هوتسبير، بجانب الفوز ببطولتي السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.
الهداف التاريخي
على الصعيد الأوروبي، لم يحقق صلاح نفس النجاح مع ليفربول، بعدما ودع الفريق الإنجليزي بطولة دوري أبطال أوروبا التي كان يحمل لقبها في الموسم الماضي مبكرا من دور الستة عشر، بعد خسارته أمام أتلتيكو مدريد الإسباني بنتيجة (2-4) في مجموع المباراتين.
ورغم ذلك، كان صلاح على موعد مع إنجاز رائع مع ليفربول بدوري الأبطال في الموسم الجاري 2020/2021، بعدما أصبح الهداف التاريخي للفريق في المسابقة القارية برصيد 22 هدفا، متجاوزا الرقم القياسي السابق الذي كان يحمله النجم المعتزل ستيفن جيرارد، الذي أحرز 21 هدفا خلال مسيرته مع الفريق بالبطولة.
الأفضل في 2020
تربع صلاح على قمة هدافي الدوري الإنجليزي في عام 2020 بعدما سجل 23 هدفا، متفوقا بفارق خمسة أهداف أمام أقرب ملاحقيه البرتغالي برونو فيرنانديز، صانع ألعاب مانشستر يونايتد (18 هدفا)، وجيمي فاردي وسون هيونج مين لاعبا ليستر سيتي وتوتنهام (17 هدفا لكل منهم).
بصفة عامة، شارك صلاح في 45 مباراة مع ليفربول بمختلف المسابقات عام 2020، أحرز خلالها 26 هدفا، فيما قام بعشرة تمريرات حاسمة لزملائه.
تجاوز كريستيانو
ما زال الملك المصري يواصل هز شباك منافسيه في بريميرليج هذا الموسم، حيث يتصدر هدافي الدوري الإنجليزي حاليا برصيد 13 هدفا، بفارق هدفين أمام أقرب ملاحقيه سون هيونج مين ودومينيك كالفيرت ليوين وجيمي فاردي، لاعبي توتنهام وإيفرتون وليستر على الترتيب.
وشهد العام الحالي تخطي صلاح للعديد من أساطير الساحرة المستديرة في قائمة الهدافين التاريخيين للدوري الإنجليزي، بعدما بلغ رصيده التهديفي في البطولة 88 هدفا حتى الآن، بواقع هدفين مع فريقه السابق تشيلسي و86 هدفا مع ليفربول.
يحتل صلاح المركز الأربعين في قائمة الهدافين التاريخيين للمسابقة، متجاوزا البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي سجل 84 هدفا مع فريقه السابق مانشستر يونايتد، والبلجيكي إيدين هازارد نجم تشيلسي السابق، الذي سجل 85 هدفا، والأسطورة الهولندي المعتزل دينيس بيركامب أيقونة أرسنال، صاحب ال87 هدفا.
ذا بيست
حافظ صلاح على تواجده في المراكز العشرة الأولى بقائمة أفضل لاعبي العالم، ضمن جوائز "ذا بيست" المقدمة من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، للعام الثالث على التوالي، بعدما حصل على المركز السادس في القائمة التي تم الإعلان عنها مؤخرا عام 2020.
واحتل صلاح المركز السادس في القائمة، التي تصدرها البولندي روبرت ليفاندوفسكي مهاجم بايرن ميونخ الألماني، ليتفوق اللاعب العربي الوحيد ضمن القائمة على العديد من النجوم مثل الفرنسي كيليان مبابي والبرازيلي نيمار والهولندي فيرجيل فان دايك والإسباني سيرجيو راموس.
كما فاز صلاح بجائزة أفضل لاعب في إنجلترا لعام 2020، في الاستفتاء الجماهيري الذي أجرته صحيفة "ميرور" البريطانية، التي اختارته للتواجد أيضا في القائمة المثالية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز هذا العام.
وحصل أيضا على المركز الثامن في قائمة أفضل 100 لاعب كرة قدم في العالم هذا العام وفقا لصحيفة "جارديان" البريطانية، ونال المركز الثالث كأفضل لاعب في القرن الحادي والعشرين ضمن جوائز "جلوب سوكر" بعد البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم يوفنتوس الإيطالي والأرجنتيني ليونيل ميسي، قائد برشلونة الإسباني.
غياب دولي
على الصعيد الدولي، لم يشارك صلاح في أي مباراة مع منتخب مصر هذا العام، حيث أصيب بفيروس كورونا المستجد خلال تواجده بمعسكر المنتخب الوحيد في العام الحالي، الذي كان يستعد في نوفمبر لمواجهة منتخب توجو في الجولتين الثالثة والرابعة بالتصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الأفريقية بالكاميرون مطلع عام 2022.
وكان نجم ليفربول خاض مباراته الأخيرة مع منتخب مصر يوم 6 يوليو 2019 حين ودع الفراعنة بطولة كأس أمم إفريقيا 2019 التي أقيمت في مصر من دور ال16 على يد جنوب إفريقيا بهدف نظيف، ولم يخض أي مواجهة دولية بعدها.
وبالتالي تسبب غياب محمد صلاح عن مواجهتي توجو بسبب كورونا في ابتعاده عن منتخب مصر لمدة تزيد عن عام وثمانية أشهر وتحديدا 625 يوما، خاصةً أن الأجندة الدولية المقبلة ستكون خلال الفترة من 22 حتى مارس 2021 لاستكمال التصفيات المؤهلة لأمم إفريقيا بمواجهة منتخبي كينيا وجزر القمر.
نهاية جدلية
في الفترة الأخيرة، أثار صلاح الشكوك بشأن مستقبله مع ليفربول، بعدما فتح المجال أمام إمكانية رحيله عن آنفيلد مستقبلا، خلال حديث أدلى به مؤخرا لصحيفة (آس) الإسبانية ردا على إمكانية اللعب لبرشلونة وريال مدريد عملاقي إسبانيا.
كما أعلن صلاح، الذي ينتهي عقده الحالي مع ليفربول في صيف 2023، عن شعوره بالإحباط من عدم حمله شارة قيادة الفريق أمام مضيفه ميتييلاند الدنماركي ببطولة دوري أبطال أوروبا، بعدما فضل الألماني يورجن كلوب مدرب الفريق منحها إلى ترينت أليكسندر أرنولد.
وعزز الأسطورة المصرية محمد أبوتريكة من حدة التكهنات بشأن مستقبل صلاح مع ليفربول، بعدما أكد اعتراف صلاح له بعدم إحساسه بالراحة مع ليفربول حاليا، دون الإفصاح عن الأسباب.
من جانبه، أكد كلوب في تصريحات لصحيفة "جارديان": "لا يمكن إجبار الناس على البقاء.. إذا أراد لاعب الرحيل فربما لا نستطيع منعه من ذلك، لكنني لا أفهم لماذا يرغب أحد في الرحيل".