بدأت الانقلاب في مالي الواقعة في غرب إفريقيا بإطلاق النار على معسكر رئيسي تابع للجيش بالقرب من العاصمة باماكو صباح الثلاثاء، بحسب بي بي سي. وفي المدينة أشعل شبان النار في مبنى تملكه الحكومة. وقبل مرور 24 ساعة أعلن الرئيس ابو بكر كيتا استقالته في خطاب متلفز قائلا "لا أريد إراقة دماء لأظل في السلطة". وجاء الانقلاب بعد عامين فقط من إعادة انتخاب كيتا رئيسا للبلاد في 2018، لكن تردي الأوضاع المعيشية والفساد أثار غضب شعبي امتد إلى الجيش. واعتقل الجنود المتمردون الرئيس ورئيس وزرائه بوبو سيسيه، وأثارت الاعتقالات إدانة دولية واسعة النطاق. وجاء ذلك بعد ساعات من قيام ضباط صغار ساخطين باحتجاز القادة والسيطرة على معسكر كاتي، على بعد حوالي 15 كيلومتراً من باماكو. وتتزامن الاضطرابات مع دعوات إلى مزيد من الاحتجاجات للمطالبة باستقالة الرئيس. يقود التمرد العقيد مالك دياو - نائب القائد العام في معسكر كاتي - وقائد آخر هو الجنرال ساديو كامارا، بحسب بي بي سي. وبعد الاستيلاء على المعسكر، توجه المتمردون نحو العاصمة. وفي فترة ما بعد الظهر، اقتحموا منزل كيتا واعتقلوه صحبة رئيس وزرائه الذي كان معه. سبب هذه الخطوة غير واضح وكذلك عدد الجنود المشاركين في التمرد. وتقول بعض التقارير إن تدني معدلات الأجور قد أدت إلى تغذية هذا النزاع. وكان معسكر كاتي أيضاً محور تمرد في عام 2012 من قبل الجنود الغاضبين من عجز كبار القادة عن منع الجهاديين والمتمردين الطوارق من السيطرة على شمال مالي. وأظهرت لقطات من وكالة "فرانس برس" مبنى تابعًا لوزارة العدل في باماكو، اشتعلت فيه النيران. يبدو أن ما بدأ كتمرد تحول إلى انقلاب سيرحب به العدد الهائل من المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع منذ شهور مطالبين الرئيس كيتا بالتنحي، بحسب بي بي سي. سيتم رسم أوجه تشابه بين هذه الأحداث وبين أحداث عام 2012 عندما أدى سوء تعامل الحكومة مع التمرد إلى انقلاب آخر. وقد استغل الجهاديون تلك الفوضى للاستيلاء على شمال مالي. وهم يواصلون نشاطهم في جميع أنحاء المنطقة. لماذا لا يحظى الرئيس بشعبية؟ فاز إبراهيم أبو بكر كيتا بولاية ثانية في انتخابات 2018، لكن هناك غضب واسع النطاق بسبب الفساد وسوء إدارة الاقتصاد وتدهور الوضع الأمني مع تصاعد العنف الجهادي والطائفي. في الأشهر الأخيرة، دعت حشود ضخمة بقيادة الإمام محمود ديكو الرئيس كيتا إلى التنحي. وبحسب تقارير، تجمعت حشود أصغر بكثير في العاصمة يوم الثلاثاء لدعم الجنود. ماذا كان رد الفعل؟ طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ب "الإفراج غير المشروط" عن قادة مالي و"الاستعادة الفورية للنظام الدستوري". وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي محمد، إنه "يدين بشدة" اعتقال الرئيس كيتا ورئيس وزرائه. وقالت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس): "يأتي هذا التمرد في وقت تتخذ فيه إيكواس منذ أشهر مبادرات عدة وتقوم بجهود وساطة مع جميع الأطراف المالية". في فرنسا ، القوة الاستعمارية السابقة، أدان وزير الخارجية جان إيف لودريان "بأشد العبارات هذا الحدث الخطير" وحث الجنود على العودة إلى الثكنات. وفي وقت سابق، نشرت السفارة الفرنسية في باماكو تغريدة نصحت فيها "بقوة" الناس بالبقاء في منازلهم. وتنشر فرنسا قوات في الدولة الواقعة في غرب افريقيا بهدف معلن هو "محاربة الاسلاميين المتشددين".