انخفاض حاد بالمبيعات.. "ضربة كورونا" تهدد القطاع العقاري حتى نهاية 2020

يواجه قطاع العقارات عاما صعبا في 2020، وسط توقعات بانخفاض كبير في مبيعات الوحدات السكنية وهبوط حاد في الطلب على الوحدات التجارية والإدارية.
وتتوقع بنوك استثمار انخفاض مبيعات العام الجاري بين 30% و70% مقارنة بالعام الماضي، كما أن الشركات الكبرى العاملة في السوق خفضت توقعاتها بشأن المبيعات المستهدفة في 2020.
ويقول محمد نبيل، محلل قطاع العقارات في بنك استثمار نعيم، لمصرواي، إن التراجع في المبيعات سيستمر حتى نهاية 2020، بسبب مخاوف المستهلكين وعدم إقبالهم على الشراء سواء بسبب تخوفهم من التجول في المشروعات خشية الإصابة بفيروس كورونا، أو انخفاض دخولهم، ورغبتهم في الاحتفاظ بالسيولة.
"نتوقع أنه باستثناء مبيعات الأراضي، أن تسجل الشركات تراجعا في مبيعاتها بنسبة تتراوح بين 20 إلى 30% خلال العام الجاري، نتيجة تداعيات الأزمة"، بحسب ما قاله نبيل.
وتوقع تقرير لبنك استثمار فاروس، تحت عنوان "عام صعب"، أن تتراجع المبيعات في القطاع العقاري بنسبة ما بين 60-70% على أساس سنوي في 2020 في ظل الوضع الراهن نتيجة جائحة كورونا.
وأشار تقرير فاروس، إلى أن الظروف الحالية دفعت شرائح المستهلكين إلى تبني أسلوب "الانتظار والترقب"، مما أدى إلى هبوط أرقام المبيعات.
" وبالفعل، كشفت نتائج الربع الأول من العام عن هذا التراجع، فتحول مستهدف الشركات العقارية لمبيعات عام 2020 إلى مجرد أرقام من الصعب تحقيقها" بحسب التقرير.
وخلال الربع الأول من العام، واجهت الشركات تحديات كبيرة في تراجع معدلات تسليم الوحدات وارتفاع معدلات إلغاء الحجوازت، ما أثر على حجم المبيعات بشكل كبير، وأدى لانخفاض صافي أرباح الشركات.
وتراجعت أرباح بالم هيلز للتعمير خلال الربع الأول بنسبة 45.4%، كما انخفضت أرباح شركة إعمار مصر للتنمية، بنسبة 42.4% وهوت أرباح شركة السادس من أكتوبر للتنمية والاستثمار( سوديك) بنسبة 83%.
ويشير تقرير فاروس، إلى أن التأثير السلبي للأزمة خلال العام، سيطال أيضا المساهمين في الشركات المدرجة بالبورصة، لأنه سيؤثر على سعر السهم.
"على الرغم من الافتراضات المتحفظة التي تكشف فرص صعود أسهم القطاع، نأخذ في الاعتبار احتمالية تباطؤ إدراك مستثمري السوق لإمكانية صعود أسهم القطاع نظرًا لنظرتهم السلبية لأوضاع السوق" بحسب التقرير.
وأضاف "ذلك فضلا عن احتمالية إفصاح الشركات العقارية في غالب الأمر عن نتائج ربعية متراجعة على أساس سنوي في الفترات الربعية المتبقية من العام (خاصة في الربع الثاني) مما يؤثر بالسلب على أداء الأسهم".
الشركات تخفض توقعاتها للبيع
خفضت شركة بالم هيلز للتعمير، والسادس من أكتوبر (سوديك) توقعات المبيعات المستهدفة خلال العام الجاري، لكن محللون يتوقعون صعوبة الوصول إلى هذا المستهدف الجديد رغم التخفيض.
وخفضت بالم هليز، المستهدف من مبيعات 2020 إلى 12 مليار جنيه مقارنة مع 15 مليار جنيه سابقًا بينما يقول تقرير لفاروس "مازلنا نعتقد أنه من الصعب الوصول إلى هذا المعدل في ظل هذه الظروف".
فيما تسعى شركة سوديك إلى تحقيق مبيعات بقيمة 8.4 مليار جنيه في 2020، "ونرى أن هذا الهدف من الصعب تحقيقه من وجهة نظرنا"، بحسب تقرير فاروس الذي أضاف أن الشركة صرحت الشركة أن تحقيق هذا المستهدف في ظل الأوضاع الراهنة يشكل تحديًا كبيرًا.
ويتوقع فاروس، أن ترتفع أسعار البيع سنويًا بنسبة 5% بداية من 2022 بعد فترة من ثبات الأسعار، وزيادة التكاليف بنسبة 10.0% سنويًا بداية من عام 2021، وجدول أقساط يمتد إلى ثمان سنوات.
كما توقع التقرير، أن ترتفع معدلات التخلف عن السداد في العام الراهن.
توقف الطلب الإداري
يتوقع فاروس، أن تقتصر مبيعات العام الجاري، على مبيعات الوحدات السكنية، وسط تراجع لمبيعات الأراضي والوحدات التجارية.
"لا نتوقع أن نرى مبيعات تجارية أو مبيعات الأراضي هذا العام لأن المبيعات التجارية ومبيعات الأراضي تحدث في أغلب الأمور على مستوى مؤسسات الأعمال، ويتم هذا النوع من المبيعات في حالة أن مؤسسة ترغب في التوسع، وهذا سيناريو لم نتوقعه خلال العام الحالي" بحسب التقرير.
ووفقا لبيان لشركة مدينة نصر للإسكان والتعمير، المرسلة للبورصة، أمس، على سبيل المثال، فإنها لم تسجل أي حجوزات أو تعاقدات على الوحدات الإدارية خلال النصف الأول من العام.