كل ما تريد أن تعرفه عن أسباب انهيار سعر البترول الأمريكي

لأول مرة في التاريخ هوت أسعار بيع عقود خام البترول الأمريكي "نايمكس" لأقل من صفر، ووصلت في وقت سابق من اليوم إلى حدود -40 دولارا للبرميل، بانخفاض 300%.
ويأتي هذا الانخفاض في عقود بيع البترول لشهر مايو، وهي تخص في الأساس السوق الأمريكي، إذ أن خام البترول العالمي "برنت" رغم انخفاضه لكنه لا يزال في حدود 26 دولار للبرميل، وهو المرجع الأكثر اعتمادا في سوق النفط العالمي.
لماذا انهار سعر الخام الأمريكي؟
السبب الأساسي هو تراجع الطلب بشكل حاد على خام البترول، وعدم وجود مشتري للبترول في ظل فائض كبير من الخام في السوق العالمي، وبسبب امتلاء مخازن البترول في الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن توسعت في عمليات التخزين للاستفادة من انخفاض السعر العالمي.
وتراجع الطلب على البترول سببه الانخفاض الكبير في الطلب على المواد البترولية، نتيجة توقف عدد كبير من المصانع حول العالم بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد، وكذلك توقف حركة الطيران وتراجع حركة السفن التجارية، وكذلك تراجع استهلاك وقود السيارات مع فرض حظر تجوال في أغلب بلدان العالم.
كما أن تراجع أسعار البترول الأمريكي يرجع إلى أن المضاربين في عقود البترول لم يجدوا مشتري لعقود شهر مايو التي تنتهي غدا، فقاموا ببيعها بأي سعر، حتى لا يتحملوا عبء تخزين البترول.
وقال الخبير في شؤون الطاقة أنس الحجي في مقابلة مع قناة "العربية" إن هذه الخسائر عبارة عن "خسائر تجارة براميل ورقية وليست حقيقة ومضاربين".
وقال الحجي إن "كل ما يجري من أسعار هو شيء مالي وعلى الورق وفي الواقع قد لا نجد كميات كبيرة من النفط الحقيقة قد بيعت بهذه الأسعار".
الضبابية حول موقف الطلب على البترول في المستقبل والذي يرتبط أساسا بالسيطرة على فيروس كورونا، عامل مهم ومؤثر على أسعار البترول، إذ تشير بعض التوقعات أن إجراءات الإغلاق وحظر التجوال قد تستمر عدة أشهر، وهو ما يعني أن استهلاك المواد البترولية سينخفض وبالتالي الطلب على البترول.
فشل اتفاق أوبك+ في إنقاذ الأسعار
يبدو أن أسعار البترول ستواصل انخفاضها على الرغم من مرور أسبوعين على اتفاق مجموعة الدول المنتجة للبترول وحلفائها المعروفة بأوبك + والتي شاركت فيه روسيا أكبر منتج للنفط في العالم، على خفض الإنتاج بنحو 20 مليون برميل يوميا، من أجل السيطرة على إغراق السوق بالبترول، في ظل التراجع الكبير في الطلب، ويرى خبراء أن خفض الإنتاج الذي تم الاتفاق عليه غير كاف.
تأثير انخفاض النفط الأمريكي على مصر
قال المهندس أسامة كمال وزير البترول الأسبق في مداخلة تلفزيونية مع برنامج الحكاية، إن انخفاض أسعار البترول قد يكون له تأثير إيجابي على سعر المواد البترولية والخام الذي تستورده مصر، لكنه سيكون له تأثير سلبي كبير على شركات البترول العالمية التي تعمل في مجال البحث والتنقيب في مصر.
"الشركات الأمريكية التي تعمل في مصر في الحفر والتنقيب قد تتأثر نتيجة تراجع إيراداتها وتتعرض لخسائر، وهذا يعني توقف استثماراتها أو تقليلها، وهو ما قد يؤثر على الإنتاج المحلي في المستقبل"، بحسب ما قاله كمال.
لمزيد من التفاصيل اقرأ أيضا:
لماذا فشل اتفاق "أوبك +" في إنقاذ أسعار البترول؟
10 أسباب.. لماذا انهارت أسعار البترول الأمريكي؟
لأول مرة في التاريخ أسعار البترول الأمريكية بالسالب.. فما الأسباب؟