في الساعات الأخيرة من مساء أمس الاثنين، انتشرت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي، لأهالي الإسكندرية، للدعاء والتكبير بصورة جماعية في منتصف الليل لرفع البلاء-وفق التدوينات- بعد تفشي فيروس كورونا في العالم وإصابة المئات بمصر-366 حالة- وهو ما تحول إلى حقيقية في مناطق عدة من بينها "السيوفي" التي تقطن بها الشابة العشرينية "مريم صبحي" التي تحدثت لمصراوي عن ما جرى في منطقتها مع دقات الثانية عشرة مساءا. "الساعة 12 بالظبط سمعنا أصوات عالية في الشارع" هرولت الفتاة السكندرية نحو النافذة، كان الظلام يعم المكان، لكنها أدركت سريعًا أن العقارات حولها تمتليء بعشرات الأشخاص في شرفاتهم، يبدو كأشباح في عتمة الليل لكن أصواتهم تصدح بصوت واضح "دعاء من رجالة وستات وأطفال" تعلو التكبيرات "الله أكبر.. الله أكبر" يمتزج معها ابتهالات ودعوات من ميكروفات المساجد-وفق وصفها- "كان فيه حد بيكبر ويدعي والناس كلها تأمن وراه". كانت الأصوات في بداية الأمر مرتبكة ومترددة قبل أن تزداد موجات الدعاء والتكبير "مشهد مهيب، في الأول كان مبهج، احساس إن كل الناس بتقول يارب عشان أزمة كورونا تعدي" سكت الجميع للحظة قبل أن ينصتوا لصوت طفلة صغيرة "عمالة تقول يارب ارفع عنا البلاء" ظلوا على هذه الحالة دون كلل أول ممل "أكتر من ساعة بصورة متواصلة بدون توقف" شعرت مريم أن الأمر ضروري "اتبسط إنه تنبيه للناس في المنطقة إننا في حدث جلل، لأني لسه بشوف ناس بتخرج وبتعمل مناسبات ومش ملتزمة بالحظر والقعدة في البيت". لم يستمر الوضع على الوتيرة نفسها، سرعان ما تدفق في الشوارع عشرات من أهالي المنطقة في مسيرة، يحملون هواتفهم من أجل إنارة الطريق، يتحركون في صفوف بينما تعلو حناجرهم "الله أكبر.. ولا إله إلا الله" ذلك أيضًا ما تابعه الطبيب الشاب "أحمد السيد" الذي يعمل في أحد المراكز الصحية بمنطقة المندرة "كنت قاعد في أوضة الكشف، سمعت صوت عالي، ببص أشوف إيه الحكاية لقيت ما يشبه المظاهرة" كانت مفاجأة للشاب العشريني إذ يعتاد على الهدوء في هذه التوقيت خاصة بعد فرض حظر من الحكومة على المحلات والمقاهي من الساعة السابعة مساء وحتى الساعة السادسة صباحا. كانت النسبة الأكبر في التجمع الذي شهده "السيد" من الشباب "نسبة قليلة من كبار السن" يتحركون بجانب بعضهم "من غير مسافات ودا غلط عشان سهل يتعدوا لو حد مصاب ب (كورونا)" لم ينتظر الطبيب الشاب كثيرًا، سرعان ما أمسك بهاتفه وقام برصد الواقعة بتصويرها "مفيش حد كان معترض على التصوير" بحماس يتحركون في أنحاء المكان "كلهم بيدعوا بفك الكرب" هذا الضجيج نفض الثبات عن المنطقة لنحو ساعة، يتابع الأهالي الأمر بالدهشة والأسئلة، ثم هدأت الدنيا من جديد مع مغادرة المسيرة للمنطقة "والناس رجعت كملت نومها، بس أكيد مش هينسوا حدث زي دا". يأتي ذلك في الوقت الذي تنصح فيه منظمة الصحة العالمية، بعدم الاختلاط والتواجد في تجمعات منعًا للإصابة بفيروس "كورونا المستجد".