ذا صن : 5 ملايين فروا من ووهان يهددون بنشر "كورونا" في العالم

سلطت صحيفة " ذا صن" البريطانية، الضوء على بحث جديد أجرته جامعة "ساوثهامبتون البريطانية حول فيروس كورونا، يُحذر من احتمالية نشر ملايين الأشخاص الفارين من مدينة ووهان الصينية- بؤرة تفشي الوباء- للفيروس في جميع أنحاء العالم.
واستندت الدراسة إلى بيانات الهواتف المحمولة لأكثر من 5 ملايين من الذين فروا من إقليم ووهان الصيني، بؤرة تفشي الفيروس، على متن 60 ألف رحلة، قبل إعلان الحكومة الصينية وضع الإقليم تحت الحجر الصحي، ومنه الأشخاص من الدخول أو الخروج من الإقليم الموبوء، لتحديد مدى سرعة انتشار الفيروس خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
ونشرت صورة الخريطة التي أعدتها الجامعة، قاشلة إن الفيروس لا يُمكن إيقافه أبدا على ما يبدو وسينتشر في جميع أنحاء العالم.، وذلك اعتمادا على البيانات التقنية للتنبؤ بسرعة انتشار الفيروس الجديد، التي توصلت إلى نتائج مرعبة، حسبما ذكرت الصحيفة البريطانية.
وتقول الدراسة البحثية، إنه قبل 23 يناير الماضي، قبل إعلان الحجر الصحي على ووهان، سافر الآلاف جوًا من الإقليم الموبوء، إلى 382 مدينة خارج الصين، محذرة من أن غالبية تلك المدن تقع في آسيا، أوروبا، الولايات المتحدة، وأستراليا، لافتة إلى وجود علاقة قوية بين مخاطر الاستيراد المتوقعة والحالات المبلغ عنها.
ويكشف الرسم البياني الذي أعدته الجامعة، كيف فر 5 ملايين من سكان ووهان -موطن الفيروس- من نقطة الصفر قبل وضع المدينة الصينية في الحجر الصحي.
ونبه الباحثون، إلى ضرورة إجراء الفحوصات الشاملة للمسافرين خاصة في المدن التي سجلت بها حالات إصابة بالفيروس، في جميع أنحاء العالم قبل شهر إبريل المقبل، للحد من انتشار الفيروس إلى ما هو أبعد من النطاق الحالي.
وخلال احتفالات رأس السنة القمرية الصينية الجديدة، سافر المئات من الصينيين من المدن المعرضة للخطر، إلى تايلاند واليابان وهونج كونج وتايوان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة وماليزيا وسنغافورة وفيتنام وأستراليا، وبعض الدول الإفريقية منها، مصر وجنوب إفريقيا وإثيوبيا وموريشيوس والمغرب ونيجيريا وكينيا.
وحذرت الدراسة، العالم من انتشار الفيروس الجديد، وضرورة الاستعداد الجيد لاحتواء انتشاره، خاصة أنه من المرجح أن يحدث ما وصفته ب"التصدير الدولي" للفيروس.
ويقول عالم الفيروسات الصيني جين دونج يان، الباحث في كلية العلوم الطبية الحيوية بجامعة هونج كونج: "لقد فات الأوان بالتأكيد، خمسة ملايين خارج، هذا تحد كبير، قد لا يعود كثير منهم إلى ووهان ولكن يتجولون في مكان آخر".
وتقول الصحيفة البريطانية، إن تلك الدراسة أجريت بعد إجراء فحوصات طبية لعدد من المواطنين، في مستشفى "East Sussex GP" في بريطانيا، بعد تشخيص إصابة طبيبين بفيروس كورونا، ما دفع الحكومة البريطانية، إلى إغلاق مركز صحي في مدينة برايتون، بشكل مؤقت.
وكانت السلطات البريطانية أعلنت أنها تبحث عن جميع الأشخاص الذين التقوا برجل أعمال اكتُشف إصابته بفيروس كورونا، البالغ عددهم 11 شخصًا.
وأوضحت السلطات، في بيان لها، أن رجل الأعمال البريطاني ستيف والش، البالغ من العمر 53 عامًا، أصيب بالفيروس، خلال زيارة عمل أجراها إلى سنغافورة، ونقلها إلى 11 شخصًا آخرين خلال مروره بفرنسا وإسبانيا، في طريق عودته إلى بلاده.
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن المصابين ال11 يتلقون العلاج حاليًا، منهم 5 في فرنسا، و5 آخرون في بريطانيا، ومصاب واحد في إسبانيا، وبينهم طفل في التاسعة من عمره.
وتبحث السلطات البريطانية حالياً عن باقي الأشخاص الذين التقوا برجل الأعمال المصاب بالفيروس، للتأكد من إصابتهم بالفيروس أو عدم إصابتهم.
وحصد كورونا المستجدّ حتى اليوم أرواح 1113 شخصًا في الصين القارية، بينما تخطّى عدد المصابين بالوباء في البلاد أكثر من 44 ألفًا، بعد تسجيل حوال 2500 إصابة جديدة بالفيروس خلال الساعات ال24 الفائتة، وفق اللجنة الوطنية للصحة في الصين.
وخارج الصين القارية سجّلت حتى اليوم حالتا وفاة فقط بالفيروس، إحداهما في الفلبين والأخرى في هونج كونج.
وأصبحت حصيلة الوفيات الناجمة عن الوباء أكبر بكثير من تلك التي حصدها وباء سارس، وفي العامين 2002-2003 حصدت "المتلازمة الرئوية الحادة الوخيمة" (سارس) التي تنتمي مع فيروس كورونا المستجدّ إلى نفس السلالة الفيروسية أرواح نحو 800 شخص في العالم أجمع.