الليلة الماضية، قُتلت الولاياتالمتحدة الجنرال الإيراني البارز قاسم سليماني في العراق، في خطوة من المتوقع أن ترفع من حدة التوترات بين واشنطنوطهران التي توعدت برد "قاس." قاد سليماني، 62 سنة، فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وهو في ضربة أمريكية بطائرة بدون طيار فور خروجه من مطار بغداد الدولي فضلا عن قائد بارز في مليشيات الحشد الشعبي العراقي واخرين. وزادت حدة التوترات بين واشنطنوطهران في العامين الاخيرين خاصة بعد انسحاب إدارة الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني في 2017. وكانت هناك تهديدات وتحرشات متبادلة بين البلدين وكادت تؤدي إلى مواجهة عسكرية مباشرة خاصة بعد إسقاط طهران طائرة دورن أمريكية واستهدافها لناقلات نفط خلال العام الماضي. تحدثت صحيفة "ديلي إكسبرس" البريطانية عن أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بعد برسالة إلى قاسم سليماني في 2017 يحذره فيها من تهديداته المتزايدة في العراق. وقال بومبيو الذي كان يتولى حينذاك منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية، أثناء منتدى ريجان للدفاع القومي، إنه بعث برسالة لسليماني، قال فيها إنه سيحاسبه ويحاسب إيران على أي هجمات يقومون بشنّها -عن طريق القوات الموالية لهم- على المصالح الأمريكية في العراق. وأكد بومبيو: "ما كنا نتحدث عنه في هذه الرسالة هو أننا سنحمله ونحمل إيران مسؤولية أي هجمات على المصالح الأمريكية في العراق.. نريد أن نتأكد أنّه والقيادة في إيران يتفهمان ذلك بطريقة واضحة وضوح الشمس". لكن سليماني تجاهل هذه الرسالة، قائلاً "لن آخذ الرسالة ولن أقرأها وليس لدي ما أقوله لهؤلاء الناس"، وفقًا لمساعد المرشد الإيراني، محمد محمدي جولبايجاني، الذي سلّم سليماني الرسالة في منطقة البوكمال السورية. واعترفت وزارة الدفاع الأمريكية إنها قتلت الجنرال سليماني لأنه "كان يطور خططه لمهاجمة الدبلوماسيين الأمريكيين وأعضاء الخدمة في العراق وفي جميع أنحاء المنطقة"، كما اتهمته بالموافقة على الهجمات على السفارة الأمريكية في بغداد. صعد الجنرال سليماني إلى السلطة من خلال تقديم المشورة للقوات التي تقاتل داعش في العراق وفي سوريا نيابة عن الأسد. يقول المسؤولون الأمريكيون إن الحرس الثوري في عهد سليماني علّم المسلحين العراقيين كيفية تصنيع واستخدام القنابل المميتة على جانب الطريق ضد القوات الأمريكية بعد غزو العراق، فيما تنفي ايران مثل هذه الادعاءات. وحذر المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي من أن "الانتقام القاسي الذي ينتظر الولاياتالمتحدة". فيما علّق التلفزيون الحكومي الإيراني في وقت لاحق على أمر ترامب لقتل سليماني قائلاً إنه "أكبر سوء تقدير من قبل الولاياتالمتحدة منذ الحرب العالمية الثانية". وأضاف: "لن يسمح سكان المنطقة للأميركيين بالبقاء بعد الآن".