كان السكون يُطبق على العقار 15 بمساكن الأسمرات في المقطم، مساء الخميس الماضي، حينما قطعه صراخ طفلٍ يستغيث باكيًا "صحبة ماما دبحتها"، تعجب الجيران من كلماته فهرولوا ناحية شقة جارتهم أسماء عبد الرؤوف، حيث عثروا عليها مذبوحة على الأرض. المجني عليها "أسماء" تبلغ من العمر ثلاثة وعشرون عامًا، تزوجت قبل 6 سنوات "يوسف. م" فني كومبيوتر، وأنجبا محمد (4 سنوات) وخديجة (8 أشهر)، وانتقلا للعيش بالأسمرات ضمن مبادرة لنقل سكان المناطق غير الآمنة بمنشأة ناصر. صباح الخميس الماضي، تناول "يوسف وأسماء" الإفطار، اطمئن على تناولها الدواء لتتعافى سريعًا من آثار عملية "استئصال الزائدة" التي أجرتها قبل 10 أيام، ثم غادر إلى عمله، فيما اتصلت الزوجة على صديقتها "كريمة. م" تطالبها بإعادة 5 آلاف جنيه اقترضتها سلفًا "متتأخريش عليَّ، عندي جمعية عاوز أسلمها لصحبتها"، يقول "علي عبدالرؤوف" شقيق أسماء لمصراوي. قُرب السادسة رأى عدد من جيران "أسماء" صديقتها "كريمة" تصعد لشقتها في الطابق الرابع، يشير الجيران إلى أنهم اعتادوا زيارة الأخيرة لجارتهم "دول عِشرة عُمر من أيام المنشية". لم تُفلح "كريمة" سوى في توفير 1000 جنيه فقط من المبلغ الذي اقترضته، أعطته لصديقتها أسماء، فأحضرت الأخيرة "حقيبة" بها 19 ألف جنيه لتُكمل "فلوس الجمعية"، داهمت الزائرة فكرة سرقة المبلغ، طلبت من صديقتها كوبًا من الماء لتتمكن من مغافلتها والاستيلاء على الأموال، شاهدتها أسماء لتحدث مشادة كلامية بينهما تطورت إلى مشاجرة، بحسب بيان وزارة الداخلية. استلَّت المتهمة "كريمة" سكينًا من مطبخ المجني عليها "أسماء"، استغلّت وهن جسدها من المرض، أسقطتها أرضًا وسط صرخات طفليها، وبعد مقاومة واهنة، أطبقت المتهمة بقدميها على يدي الضحية ثم نحرت رقبتها فتناثر دمُها على أرضية صالة الشقة، تأكدت من انقطاع أنفاسها، وفق البيان. تجاهلت المتهمة ذعر وصرخات "محمد" نجل المجني عليها وشقيقته الرضيعة، أحضرت "دلو" مملوءً بالمياه وبقطعة قماش مسحت الدماء التي تناثرت على ملابسها وبعض السحجات على وجهها من أثر مقاومة القتيلة وتركت السكين داخله، ثم استولت على الأموال وفرّت هاربة. خديجة تزحف صارخة تجاه أمها الغارقة في دمائها، ومحمد ابن الأربع سنوات مذعورًا يحاول فتح الباب الحديدي للاستغاثة بالجيران، نجح أخيرًا "طنط كريمة دبحت ماما" مع تكرار الصراخ هرول الجيران لاستبيان الأمر؛ فتحوا الباب، عثروا على جارتهم الطيبة ملقاة على الأرض "خديجة زحفت وبتبكي على جثة أمها.. شيلناها وبلغنا الشرطة"، يصف الجيران مسرح الجريمة. انتقلت قوة أمنية من مباحث قسم المقطم بقيادة المقدم محمود إسماعيل لمحل الواقعة، وتحفظت على الفور على مسرح الجريمة، وبتفريغ الكاميرات المحيطة بالعقار وشهادة الجيران تبين أن وراء ارتكاب الواقعة صديقة المجني عليها وباستهداف أماكن ترددها تم ضبطها واعترفت بأن المبالغ المسروقة في شقة والدتها في منطقة أخرى بالأسمرات. وأمرت النيابة بحبس المتهمة 4 أيام على ذمة التحقيقات، واعترفت المتهمة في التحقيقات بارتكاب الواقعة، قائلة إنها قتلت المجني عليها لمرورها بضائقة مالية، بالإضافة لعدم قدرتها على ردّ الأموال التي اقترضتها، مضيفة أنها عقب هروبها من مسرح الجريمة، توجهت لأحد الكوافيرات لعمل "مسك على وجهها" لإخفاء الخدوش والسحجات نتيجة مقاومة الضحية وخشية افتضاح أمرها. رُغم مرور 4 أيام على الحادث، مازال الحزن يخيم على مساكن الفردوس، يحكي الجيران عن دماثة خلق المجني عليها وحسن سلوكها "محدش كان بيسمعلهم صوت"، فيما استقبلت أسرتها العزاء أمام منزل والدتها.