"خير في المواسير.. عندنا نبع بنزين"، عبارات أخذ يرددها أهالي في قرية المواسير، التابعة لمركز إيتاي البارود، بفرحة هيستيرية غير مصدقين هذه الكميات الهائلة من البنزين التي تسربت من خط أنابيب البترول وباتت في متناولهم يغترفون منها كيفما شاءوا دون مقابل. لم يدرك الأهالي والذين أعماهم الطمع وربما العوز والحاجة، أن ما ظنوه خيرًا ونعمة سينقلب بعد لحظات قليلة إلى نقمة تصب لعنتها عليهم، وتحصد أرواح 7 منهم بخلاف المصابين. اللصوص السبب صباح يوم الأربعاء، أحد اللصوص يحاول تركيب كليبس، في خط أنابيب البترول داخل أرض زراعية، بقرية المواسير، والممتد لمسافة 200 كيلو متر من غرب الإسكندرية وحتى مسطرد ويفشل في مهمته، فيتركه وقد حدث به تسريب. وأوضح المتحدث باسم وزارة البترول في تصريحات له، أن هذه الطريقة معتادة ومتكررة، من قبل اللصوص، وجرى تحرير محاضر سابقة لأصحاب أراضي اكتشف فيها هذا الأمر. بيان البترول وقال المهندس عبد المنعم حافظ رئيس شركة أنابيب البترول: "الساعة الواحدة ظهرًا رصدت أجهزة التحكم انخفاضًا في الضغط بالأنابيب ما يشير لحدوث تسريب، وانتقلت فرق الفنيين بالشركة لموقع الحادث وجرى إغلاق "المحبس" قبل الكسر وبعده والسيطرة على التسريب وإبلاغ الشرطة والنيابة العامة بالحادث وتم معاينة المكان وتحرير المحضر اللازم عن الواقعة في الخامسة مساءً. البيان الأول لمحافظة البحيرة أكد أن التسرب نتج بعد تجمعات كبيرة من البنزين في إحدى المجاري المائية، وتتبع أهالي من القرية لذلك بعد أن اجتذبتهم الرائحة النفاذة، وعج المكان بالمواطنين الذين قدموا بمركباتهم وأوانيهم ليقتنص كل منهم بقدر استطاعته. وتابع البيان: "تهافت أعداد كبيرة من المواطنين للحصول على البنزين بالترعة، وأثناء ذلك وفي تمام الساعة السادسة حدث اشتعال النيران ما أسفر عن وقوع العديد من الضحايا"، حسب البيان الصادر عن المركز الصحفي بمحافظة البحيرة. شغال على توكتوك "كنت شغال على التوكتوك وعديت جنب المكان لقيت تكاتك وتروسيكلات و زحمة شديدة، ناس واقفة تتفرج وناس بتعبي بنزين، وقفت أنا كمان أبص أشوف فيه إيه، مفيش 3 دقائق لقيت واحد بيقولي اجري اجري".. هكذا وصف المصاب أحمد البشبيشي، اللحظات الأولى للحادث، متابعًا: "ببص ورايا لقيت النار جاية زي ما تكون ماسكة في كوم قش، سبت التوكتوك وطلعت أجري، والنار كانت بتجري ورايا مسكت في ضهري وفي رجلي، نزلت على الأرض واتمرمغت فيها عشان أطفيها، قابلني توكتوك كان بيهرب أخدني وجابني على المستشفى". سيارات الإسعاف تنقل المصابين والضحايا 35 سيارة إسعاف ومطافئ هرعت للمكان لنقل الضحايا والمصابين، والذين وصل عددهم إلى 7 وفيات بينهم 5 جثث مجهولة لم يتم التعرف على هوية أصحابها حتى الآن و16 مصابًا، جرى نقلهم لمستشفيات إيتاي البارود، وكفر الدوار. ولجأت قوات الحماية المدنية بمحافظة البحيرة، إلى عدد من الإجراءات للتأكد من السيطرة على حريق خط أنابيب البترول وعدم تجدد اشتعاله وذلك من خلال وضع طبقة فوم على كامل المنطقة وردم جميع الأراضي بالرمال، قبل البدء في أعمال الإصلاح. خسائر مادية إلى جانب الأعداد المذكورة من الضحايا والمصابين شملت الخسائر تفحم 17 معدة ومركبة "6 مركبات توكتوك، وسيارة ملاكي، وجرار زراعي، و5 مركبات تورسيكل، و3 دراجات آلية، وماكينة ري".