كتب- أسامة عبدالكريم ويوسف عفيفي: بين الحين والآخر، تتعارض رؤية هلال الشهر الهجري مع الحسابات الفلكية المحسوبة مسبقا مع بداية العام الجديد، كان آخرها ما حدث في شهر رمضان الماضي 1440 هجريا، حين خالفت دار الافتاء قرار المعهد الفلكي، باكتمال شهر رمضان 30 يوما بدلا من 29 يومًا، وفقا للحسابات الفلكية. أكد الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، عدم وجود تعارض إطلاقا بين دار الإفتاء المصرية وعلماء الفلك حول تحديد بداية الشهور الهجرية. وقال مستشار مفتي الجمهورية لمصراوي، اليوم، إن دار الإفتاء المصرية تضم لجنة لاستطلاع رؤية الهلال من "علماء الشرع ومعهد البحوث الفلكية وهيئة المساحة"، مؤكدا أن القرار النهائي مبني على آراء علماء "الفلك والشرع" . واتفق الدكتور طارق أبو هشيمة، المشرف على المؤشر العالمي للفتوى، مع الرأي السابق، بعدم وجود تعارض بين الجهتين، موضحا أن رجال الفلك يستطيعون تحديد مطالع الشهور لمدة 100 عام قادمة بالآليات الخاصة بهم. وقال أبو هشيمة، لمصراوي، إن دار الإفتاء تعتمد على آليات "معهد الفلك" ومجمع البحوث الفلكية وهيئة المساحة والرؤية البصرية في تحديد الأشهر الهجرية، مشيرا إلى أن الخلاف هنا يكمن في أن الرؤية البصرية من الوارد عدم تحققها من رؤية الهلال لكن في ذات الوقت لديهم المقدرة على رؤيتها. وأوضح، أن هناك اتفاقا وتنسيقا تاما بين الجهات المعنية، بشأن رؤية الهلال، واللجنة المشكلة لرؤية الهلال تضم أعضاءً من معهد البحوث الفلكية وهيئة المساحة وعلماء من دار الإفتاء، وتعتمد على الرؤية البصرية والتلسكوبات الخاصة بالمساحة لتحديد جهة الرؤية، مؤكدا أن الأمر يدار بصورة علمية. وتابع: معهد الفلك ينشر بيان العام بالكامل وربما بيان الشهر، ما يجعل وجود خلط عند الناس ويفتح الباب للأقاويل بأن هناك تعارضًا بين رؤية المعهد ودار الإفتاء، مثلما حدث في شهر رمضان الماضي، مضيفا: "هذا لا يعني وجود اختلاف إطلاقا لأن الاعتماد هنا يكون على الرؤية البصرية، من خلال الرجوع إلى القرآن، والرؤية البصرية تعتمد على الرؤية الشرعية والأحاديث النبوية "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته" والمعيار هنا لعلماء الشرع. وفي السياق، أكد الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن المعهد يعد مع بداية كل عام هجري جديد، دليلا فلكيا ببداية ونهاية الأشهر العربية، ويحدد مسبقا مواقيت الصلاة، ومواعيد الظواهر الفلكية "الخسوف والكسوف". وأضاف "القاضي"، لمصراوي، أن المعهد يعد الدليل الفلكي منذ أكثر من 10 سنوات، والأرقام والتواريخ الفلكية ثابتة، ويتم رفعها على موقع المعهد وتوزيعها على الهيئات المتخصصة بما فيها دار الافتاء المصرية، إضافة إلى رفعها على نظام "ابليكشن" عبر الموبايل، لمعرفة ومتابعة مواقيت الصلاة وبداية الشهور الهجرية والظواهر الفلكية" وقال رئيس معهد البحوث الفلكية، إن المعهد يرصد بشكل يومي الأجرام السماوية "الشمس والقمر والنجوم والكواكب"، إضافة إلى رصد جميع الظواهر الفلكية بصورة دقيقة باليوم والساعة والدقيقة والثانية، غير أنه في مصر، دار الافتاء، صاحبة القرار النهائي في الإعلان عن بداية الشهر الهجري الجديد، وتحديد بداية الشهر الهجري سلطة من سلطات ممفتي الديار المصرية، من خلال لجنة مشكلة من هيئة المساحة ومعهد البحوث الفلكية لإستطلاع رؤية الهلال بمراكز الرصد التابعة للمعهد. وأكد "القاضي"، أن دار الافتاء، عملت وفقا للحديث النبوي: "صُومُوا لِرُؤيَتِه، وأفطِرُوا لِرُؤيَتِه، فإنْ غُبِّيَ عليكم فأكمِلُوا عِدَّةَ شَعبانَ ثلاثينَ"، رغم وجود رواية ىخرى للحديث " لا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوُا الْهِلالَ ، وَلا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمِّيَ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ ".