لم يتغير المشهد المعتاد للعاملين بفروع صيدليات "العزبي ورشدي" بمحافظة الجيزة، حركة البيع كعادتها اليومية وأليه سير العمل لم تختلف، عقب القرار الذي صدر أمس الإثنين من وزارة الصحة، بشطب أصحاب سلاسل صيدليات الشهيرة: حاتم رشدي وأحمد المغربي من سجلات الصيادلة بوزارة الصحة وتخفيف عقوبة إسقاط العضوية بحق 25 صيدليا آخرين، إلى وقفهم عن مزاولة المهنة لمدة سنة. "مفيش أي قرارات صدرت لنا في الفرع و لا أي فرع آخر على مستوى الجمهورية من الإدارة، وبنعرف الأخبار من الإعلام والسوشيال ميديا"، يقول المدير المسؤول عن إدارة فرع صيدلية العزبي، موضحا أن الإدارة هي الجهة المنوط بالرد أو التعامل مع هذه الأزمات. وفي الجهة الآخر داخل الصيدلية التي تقع بشارع سوريا، يصطف خمسة أطباء خلف أحد فتارين عرض الأدوية، يميزهم عن المساعدين وبائعي مستحضرات التجميل ومستلزمات الأطفال البالطو الأبيض، يستقبلون أصحاب الروشتات الطبية، تقول سارة إبراهيم، أحد أفراد هذا الطاقم أن الأمور لم تتغير سواء في إقبال المواطنين أو أليه العمل، تري أن سلاسل الصيدليات توفيرها خدمة متكاملة، لذلك من الصعب القضاء عليها، خاصة أنها حققت نجاح وانتشار كبير. رغم رغبة "سارة" في افتتاح صيدلية خاصه بها، إلا أنها ترى أن العمل في سلاسل الصيدليات الكبيرة والمشهورة أفضل من المغامرة بفتح صيدلية صغيرة "المرتب هنا كويس وكمان في تعاقد والتعامل الإدارة معنا جيد". على عكس سارة تؤيد هدير عادل الصيدلانية بإحدى فروع صيدليات رشدي، قرار وزارة الصحة "أنا مع قرر غلق سلاسل الصيدليات لأنها حاجة كويسة ليا كصيدلانية"، موضحة أن انتشار سلاسل الصيدليات يقلل فرص الشباب في إفتتاح صيدلية خاصة بهم "أنا لو فتحت صيدلية أكيد هتخسر ومش هتكسب لوجود العديد من السلاسل الصيدلانيه "مش هعرف أقدم خدمة زيهم ولا هقدر على المنافسة معاهم". وتري هدير التي تعمل منذ عام بصيدليات رشدي، أنها سوف تكون مجبرة على التعاقد مع أحد أصحاب السلاسل المشهورة حتى تتمكن من المنافسة، فمنذ تخرجت من كلية الصيدلة بجامعة القاهرة قبل 3 سنوات؛ لم تجد أمامها فرصة إلا العمل بإحدى الصيدليات التابعة لسلسلة الكبير موجودة في السوق منذ سنوات، لصعوبة توفير تكلفة افتتاح صيدلية. سبب آخر دفع زينب مصطفى للعمل بأحد فروع سلسلة صيدليات رشدي، بعد حصولها على بكالوريوس الصيدلة من جامعة 6 أكتوبر العام الماضي، "الصيدلي مينفعش يفتح صيدلية غير بعد ممارسة المهنة لمدة عام بعد التخرج" كما يشترط قانون مزاولة المهنة، وتتمنى "زينب" أن يكون لها صيدلية خاصة بها، لكنها تشعر بالقلق من الوضع المحيط بها "واحتكار بعض السلاسل لسوق الدواء في مصر"، وتقول أنها مجبرة على الاستمرار في العمل بالصيدلية التى تعمل بها والتخلي مؤقتا عن فكرة افتتاح الصيدلية، بعد تعاقدها خلال الأيام الماضية مع سلسلة صيدليات شهيرة تفتح صيدلية بإسمها لمدة عام، وتستبعد "زينب" غلق سلاسل الصيدليات الكبيرة والتي لاتقتصر على العزبي ورشدي وفهناك سلاسل أخر منها صيدليات 19011 أو شادي أو داوئى وغيرهم. "من يوم ما أشتغلت في العزبي وانا بسمع الكلام ده" يقول أحد العاملين فرع صيدلية العزبي بشارع سوريا الذي يرفض ذكر أسمه الذي التحق بالعمل بصيدليات العزبي منذ3 سنوات، يتردد كلام في وسائل الإعلام عن شطب وإسقاط عضوية أصحاب السلاسل ولم يحدث شيء، متوقعاً أن تنتهي الأزمة خلال الأيام القادمة. الصيدليات العادية والمجهولة متعرفش اللي فيها دكتور ولا إيه" يقول أشرف محمد، أحد المترددين على صيدلية العزبي للحصول علي نوع معين من الدواء، حيث تتعاقد الشركة التي يعمل بها مع العزبي لصرف الدواء للعاملين بها ضمن نظام التأمين الخاص بهم، ويري صاحب الثلاثين عامًا، أن التعامل مع الصيدليات الكبيرة أفضل للمريض، "لما أروح صيدلية عادية ممكن ملقيش فيها العلاج، لكن لما بروح صيدلية كبيرة إحتمالية إن الدواء يكون موجود أكبر". نفس وجهة النظر يؤمن بها مصطفي عطية "أنا بشتري علاج كل شهر من الصيدليه ، ومش بيبقي موجود غير في صيدلية كبيرة، لو العلاج مش موجود بيبعت الصيدلي يجبيه من الفرع التاني ويبعته على البيت". "القرار مش هيأثر؟ بس ليه العزبي ورشدي بس اللي ليهم قرار وقف" يتساءل الصيدلي طارق أحمد، المتعاقد مع صيدليات رشدي كمطور للصيدلية التي صدر لها ترخيص بإسمه "في صيدليات كتير في مصر لها فروع كتير ومفيش قرار صدر ليهم بالشطب". موضحا أن هناك أطباء صيادلة يسعون إلى الانضمام إلي السلاسل الشهيرة للاستفادة من شهرتها، ويقتصر دور الشركة التي تمتلك السلاسل علي إدارة المكان فقط ولكن الترخيص والصيدلية تكون باسم الطبيب ويوضع اسمه علي الصيدلية من الخارج، يضاف معه اسم السلسلة الشهيرة كصاحبة التطوير.