صور| "العادة" تواجه ارتفاع الأسعار.. أسواق الفسيخ في الإسكندرية قبل شم النسيم

شهدت أسواق الفسيخ والأسماك المملحة بالإسكندرية، إقبالا ملحوظا من المواطنين على الشراء في الساعات الأخيرة قبل عيد شم النسيم، بعد تراجع في نسب المبيعات خلال الأيام الماضية بسبب ارتفاع الأسعار.
"مصراوي" تجول في أحد أشهر أسواق بيع الفسيخ في منطقة العطارين بالإسكندرية، لرصد نسبة البيع خلال ساعات الذروة التي تسبق موسم شم النسيم، وأظهرت الجولة ارتفاعا نسبيا في إقبال المواطنين على المحال الشهيرة بالمنطقة.
زيادة 10% في الأسعار
ارتفعت أسعار الفسيخ والأسماك المملحة بنسبة 10% تقريبا، حيث تراوح سعر كيلو الفسيخ عالي الملوحة "حادق" بين 70 إلى 100 جنيه، فيما تراوح سعر كيلو الفسيح الأقل ملوحة "عادم" بين 120 إلى 180 جنيه، فيما تراوح سعر كيلو الرنجة بين 40 إلى 80 جنيها، وتراوح سعر السردين النيلي المملح بين 60 إلى 70 جنيها.
ووفرت المحال التجارية الشهيرة كميات عالية الجودة من الفسيخ المخلي "فيليه" بسعر تراوح بين 160 إلى 170جنيها للكيلو، مع إمكانية شراء كميات صغيرة منه حتى ربع الكيلو بسعر 40 جنيها، وبلغ سعر السردين المخلي 80 جنيها بحد أدني 20 جنيها لكل ربع كيلو، بينما سجل سعر كيلو الملوحة 120 جنيهًا.
تجار يوضحون سبب زيادة الأسعار
قال على الزعيطي، صاحب أحد محال بيع الفسيخ الشهيرة بالإسكندرية، إن الإقبال ارتفع نسبيا خلال الساعات الأخيرة قبل يوم شم النسيم، مبينا أن بعض كبار تجار الأسماك يستغلون الموسم في زيادة السعر نظرا لزيادة الطلب على الكميات، وهو ما رفع أسعار السمك البوري حتى الأيام الماضية بنسبة 20% عن قيمته، مشيرا إلى أن موجة الارتفاع التي شهدتها الأسواق كانت أثرت بالسلب على حركة البيع ما اضطر التجار إلى تقليل الكميات المعروضة وتمليح نصف الكمية المعتادة.
وأرجع محمد إبراهيم، صاحب محل أسماك مملحة، زيادة أسعار الفسيخ إلى قرار الحكومة بإلغاء رسوم الصادر على الأسماك، ما أدى إلى تصدير كميات كبيرة من سمك البوري، وأدى بالتبعية إلى زيادة سعر الفسيخ بنسبة قاربت 20% في بعض الأماكن، مضيفا أن استقرار الأسعار يتطلب قيام الحكومة بإعادة فرض رسوم على صادرات الأسماك حتى تعود الأسعار إلى طبيعتها.
وبدوره أكد محمد محيسن صاحب محل لبيع الأسماك المملحة أن اضطراب الأحوال المعيشية لم تؤثر كثيرا هذا العام على حركة البيع، مشيرا إلى أن المصريون لا يزالون يحافظون على عادة شراء الفسيخ في شم النسيم حتى لو بأقل كمية ممكنة.
كيف تختار المنتج الجيد؟
وعن كيفية اختيار منتجات جيدة من الأسماك المملحة، أوضح عادل فاروق مدير مسؤول بأحد المحال الشهيرة بمنطقة العطارين أن الفسيخ الجيد يكون لحمه متماسك دون فراغات ولونه أقرب إلى اللون الوردي، كما يمكن تمييزه أيضا من رائحته والتي يظهر بها نسبة العفن حال وجودها، فيما نصح المستهلك عند شرائه الفسيخ، أن يختار المحل الذي يملك سمعة طيبة بين الزبائن لأنه الوسيلة المثلى للتحقق من الفاسد والصالح للاستخدام.
البصل والليمون".. عناصر لا غنى عنها رغم ارتفاع الأسعار
على بعد أمتار قليلة من محال بيع الفسيخ الشهيرة وجد "محمد" بائع الخضروات مكانا مناسبا لعرض كميات كبيرة من البصل الأخضر والليمون، والتي يزداد الإقبال على شرائها خلال موسم شم النسيم، وقال ل"مصراوي" إن أسعار البصل والليمون ارتفعت أيضا بالتبعية مقارنة بالموسم الماضي.
وقال إن سعر كيلو الليمون وصل إلى 25 جنيها ويباع بحد أدني بواقع 6 جنيهات تقريبا لكل ربع كيلو، فيما بلغت أنواع مختلفة من البصل الأخضر والتي تباع بطريقة "الربطة" وتراوحت الواحدة منها بين 2.5 إلى 4 جنيهات.
وأوضح محمد أن ارتفاع وانخفاض أسعار خضروات شم النسيم غير مرتبط فقط بارتفاع أسعار الأسماك وإنما يرجع لفترة موسم الزراعة واختلاف النبتات التي يتم طرح ثمارها في الأسواق، مشيرا إلى أن حركة البيع شبه مستقرة.
مواطنون: الغلاء ليس مستغربا.. ولا يمكن الاستغناء عن عادة موروثة
مصراوي واصل جولته لرصد آراء المواطنين عن البيع، حيث أوضحت غادة السيد ربة منزل أن الغلاء أمرا لم يعد مستغربا في كافة السلع إلا أن الحفاظ على العادة المصرية الموروثة كانت سببا كافيا للشراء بشرط تقليل الكميات المعتادة.
وأشارت فاطمة علي، ربة منزل إلى أنه رغم شرائها الكمية المعتادة لأسرتها كما يحدث في كل عام، إلا أنها تشعر بالضيق عندما ترى بعض المواطنين غير قادرين ماديا على الشراء، خاصة وأنها عادة تجمع المصريين منذ مئات السنين.
واتفقت معها في الرأي خلود حسن، مبينة أن الفسيخ والرنجة والبيض الملون بالنسبة لأسرتها أحد العادات التي لا يمكن الاستغناء عنها خاصة وأنها تحدث مرة واحدة فقط في العام وتجمع كل المصريين من مسيحيين ومسلمين.
الطب يحذر هؤلاء من تناوله
قال الدكتور عادل محمود، أخصائي أمراض الباطنة، إن الأصل في حدوث حالات تسمم بتناول الفسيخ يرجع إلى اتباع البعض طرقا غير صحية في عمليات التصنيع والتي تشمل قلة نسب الملح أو اختيار مواد تمليح رخيصة بالإضافة إلى عدم منح الأسماك مدة كافية للتمليح بحد أدني شهر واحد.
ونصح محمود مرضى ضغط الدم والشرايين واضطراب ضربات القلب بعدم تناول الفسيخ والرنجة أو بتناول أقل كمية ممكنة قدر المستطاع نظرا لخطورة نسبة الأملاح الموجودة بالأسماك على المصابين بتلك الأمراض، مشيرا إلى أن الخطورة الأكبر تواجه مرضى القلب لأنهم عرضة للهبوط الحاد في الدورة الدموية وقد تصل في مضاعفاتها إلى الإصابة بذبحة صدرية وأعراض سلبية على كل من الرئة والمخ تستوجب دخول العناية المركزة.
التموين تطرح كميات بالمجمعات الاستهلاكية لضبط الأسعار
من جانبه أكد سليمان الطيب وكيل مديرية التموين والتجارة الداخلية بالإسكندرية، تشكيل عرف عمليات رئيسية لمتابعة الأسواق والتنسيق مع سلاسل المجمعات الاستهلاكية والمنافذ الحكومية لتوفير كميات من الأسماك لإحداث التوازن في الأسعار.
وقال الطيب في تصريح ل"مصرواي" إنه جرى التنسيق مع الجهات المعنية للمرور على السلاسل التجارية والأسواق الشهيرة وبائعي الأسماك المملحة لمتابعة جودة السلع المعروضة وضبط المخالفات.