بكل الحزن والأسى نعى عدد من الإعلاميين الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي أعلنت السلطات السعودية وفاته رسميًا إثر "شجار" داخل قنصليتها بإسطنبول، مُطالبين باعتبار يوم اختفائه الذي توافق الثاني من أكتوبر يومًا للصحافة في دول الخليج تخليدًا لذكراه، مع التأكيد على استمرار مسيرة الحرية. وشوهِد خاشقجي آخر مرة وهو يخطو داخل القنصلية في الثاني من أكتوبر الجاري. ونفت السعودية في بادئ الأمر التعرض له أو قتله مؤكّدة أنه "غادر المبنى دون أذى"، ردًا على توارد عدة تقارير صحفية نقلت عن مسؤولين أتراك قولهم إن "خاشقجي داخل القنصلية السعودية". وأثار اختفاء خاشقجي اهتمام المجتمع الدولي؛ إذ طالبت الولاياتالمتحدة والدول الغربية والأمم المتحدة بتحقيق شفاف وعلني لكشف ملابسات اختفاء الصحفي السعودي الذي كان يكتب مقالات رأي في صحيفة واشنطن بوست من العام الماضي. وصفه الإعلامي السعودي ورئيس مجلس إدارة مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر، حسين شبكشي، بأنه "دمث الأخلاق ومهني محترف.. مواطن أصيل ابن أسرة كريمة من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم". وعبّر شبكشي عن حزنه لرحيل زميله خاشقجي في تغريدة عبر تويتر، السبت: "فقدت صديقا عرفته منذ أكثر من خمسة وعشرون عاما.. رحمك الله يا أبا صلاح رحمة واسعة .. رب اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا.. ولا عزاء لكل من تاجر بجمال خاشقجي.. انا لله وإنا إليه راجعون". وفي الوقت ذاته، ندّد بالمتاجرة الإعلامية بقضية خاشقجي، قائلًا "أسرتي تعرف آل الخاشقجي قبل تأسيس قطر نفسها، وأجد أنه من الحقارة والسفالة أن يتاجر إعلام نظام الانقلاب في قطر بقضية جمال خاشقجي، يساويه في الحقارة والسفالة إعلام تنظيم حزب الله الإرهاب التكفيري في لبنان الذي ينتظر أي جنازة ليشبع فيها لطم. أخرجوا منها فأنتم قذارة هو في غنى عنها". أما محررة قسم الآراء في الواشنطن بوست، كارين عطية، فغرّدت بالإنجليزية: "قُل كلمتك وغادر بعدها، ارقد بسلام يا صديقي". كما أخذت تُعيد نشر مقالات صديقها خاشقجي ، بما في ذلك أول مقال كتبه بالواشنطن بوست في سبتمبر 2017 والذي حمل عنوان: "السعودية لم تكن قمعية إلى هذا الحد. أصبحت الآن لا تطاق"، إلى جانب المقال الأخير له الذي نشرته كارين قبل يومين من إعلان السعودية وفاته رسميًا وقالت إنه وصلها من مُساعد خاشقجي بعد يوم من اختفائه، وحمل عنوان " أَمَسُّ ما يحتاجه العالم العربي هو حرية التعبير". وقالت السعودية في وقت مبكر، السبت، إن تحقيقاتها الأولية أظهرت أن خاشقجي توفي في القنصلية السعودية في إسطنبول، حسبما أفاد بيان النائب العام السعودي. ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن بيان النائب العام السعودي إن "المناقشات التي جرت بين المواطن جمال خاشقجي وبين الأشخاص الذين قابلوه أثناء تواجده في قنصلية المملكة في إسطنبول أدت إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي مما أدى إلى وفاته". وأوضح البيان أن النيابة العامة في السعودية تباشر تحقيقاتها مع 18 سعوديًا موقوفًا. وشدد النائب العام على "محاسبة جميع المتورطين في هذه القضية وتقديمهم للعدالة". وقال فيصل عباس، رئيس تحرير صحيفة "عرب نيوز" التي أدارها خاشقجي في أواخر التسعينات لمدة 4 أعوام: "البقاء لله في جمال خاشقجي.. باسم كل زملائك السابقين في صحيفة عرب نيوز، نشكرك على كل شيء قدّمته لنا". وتابع: "يجب محاسبة المسؤولين عن وفاتك، ونحن على ثقة من مُساءلتهم". وطالب رئيس تحرير "مبادرة عين على الخليج"، عادل مرزوق، بتخصيص الثاني من أكتوبر في كل عام يومًا للصحافة في الخليج تخليدًا لذكرى خاشقجي، مُذيّلًا تغريدته بهاشتاج #وداعا_جمال. أما مُقدّم الأخبار في قناة سكاي نيوز عربية، مُعاذ قطب، فتحدّث عن دور خاشقجي في دخوله مجال الإعلام، مُغرّدًا "جمال له الفضل بعد الله في دخولي عالم الإعلام وعلمني الكثير لن أنسى فضلك علي، طبت حيّا وميتا يا أبا صلاح". وأضاف "لا أحد يستطيع تخيل الألم الإنساني الذي يمر به أهل وأصدقاء جمال، لا شيء له لون بعد اليوم بالنسبة لهؤلاء، اصبروا واستقووا بسيرته العطرة وروحه الطاهرة التي ستعيش بيننا أبد الدهر". وفي تغريدة أخرى، أكّد قطب أن "ما قبل #جمال_خاشقجي ليس كما بعده.. اللعنة على القتلة". وكتب المحلل السياسي الإمااتي عبدالخالق عبدالله: "رحم الله رفيق درب الحرية #جمال_خاشقجي وغفر له واسكنه فسيح جناته. هذا يوم حزين لي ولأصدقائه وأسرته ولأحرار العالم وكل من يتقدم بشجاعة لقول الحق ويخوض معركة الحرية ويدفع ثمنها غاليًا". وتابع "مسيرة الحرية مستمرة في غيابك يا صديقي. ففي مقابل غياب جمال هناك ألف جمال سيحملون شعلة الحرية".
