"نورين" غرقت في حمام سباحة ناد شهير بالإسكندرية.. والمتهم "إهمال"

لم تعلم الطفلة "نورين محمد" أن حياتها ستنتهي غرقًا في حمام سباحة، في يوم ترفيهي كانت تقضيه مع أفراد أسرتها داخل أحد الأندية الشهيرة في الإسكندرية، لتخلف ورائها اتهامات لإدارة النادي بالإهمال في توفير وسائل الإنقاذ والأمان، قابلها رد الإدارة بنفي مسؤوليتهم عن وفاة الطفلة.
بداية القصة
تجاوز الوقت الظهيرة من يوم الأربعاء قبل الماضي، عندما وصلت الطفلة "نورين" 11 سنة، لأحد الأندية الاجتماعية الشهيرة في الإسكندرية، بصحبة أفراد من أسرتها قادمة من محافظة كفرالشيخ لقضاء الأيام المتبقية من الإجازة الدراسية لتقرر حينها النزول للسباحة في الحمام المخصص للأطفال.
تفاصيل القصة كما رواها عم الطفلة "أشرف عرجاوي" أوضحت أن "نورين" نزلت للسباحة في حمام الأطفال وكان يلهو بالقرب منها أحد أبناء خالها، وبعد بضع دقائق فوجئت الأسرة بصراخ طفل صغير طلبًا لإغاثة "نورين" بعد أن شاهدها تقاوم الغرق، دون وجود أفراد إنقاذ للتدخل، بحسب رواية العم.
أضاف عم الطفلة ل"مصراوي"، أن عدد من الزائرين انتشلوا "نورين" من المياه إلا أنها خرجت بدون حركة وكان لون جسمها يميل إلى الأزرق، مبينًا أنهم حاولوا إفاقتها قدر المستطاع حتى تم نقلها إلى مستشفى الشرطة القريبة من النادي، ثم جرى نقلها مرة أخرى لمستشفى خاص لضرورة وضعها على أجهزة متخصصة تسمح بإنعاش قلبها ورئتيها.
وأوضح أن التشخيص الطبي المبدئي للحالة أفاد بأن رئتي الطفلة تشبعتا بالمياه وتضررت عضلة القلب بشكل كبير كما تعرضت الطفلة لضرر في خلايا المخ نتيجة نقص الأكسجين، وبعد محاولات مضنية لإنعاشها امتدت لنحو 5 ساعات، توقف القلب تمامًا لتعلن وفاتها الساعة 11:42 من مساء يوم 15 أغسطس الجاري.
وأشار إلى أن أسرة الطفلة حررت محضرًا حمل رقم 7631 لسنة 2018 إداري قسم شرطة محرم بك، لاستخراج تصريح الدفن والمطالبة بمحاسبة المسؤولين بعد أن وجهوا اتهامات للنادي بالإهمال الذي أدى إلى الوفاة في ظل عدم وجود عمالة مدربة على الإنقاذ.
"استرواح رئوي"
إطلع "مصراوي" على نسخة من تقرير الوفاة الصادر من صحة الإسكندرية، والذي جاء فيه أنه بتوقيع الكشف الطبي الظاهري على جثمان الطفلة المتوفاة لم يتبين وجود إصابات ظاهرية، وأفاد التقرير بترجيح إصابة الفتاة باسترواح رئوي بعد تأكيد الأهل غرق الطفلة بحمام سباحة، لافتًا إلى أن وجود شبهة جنائية من عدمه متروك لاختصاص المباحث، فيما جاء بشهادة وفاة الطفلة أن سبب الوفاة الغرق والغطس.
تصريح الدفن
قررت نيابة محرم بك، التصريح بدفن جثمان الطفلة، وباشرت التحقيق في الواقعة كما طلبت تقريرًا طبيًا من المستشفيات التي استقبلتها قبل الوفاة لبيان حالة الطفلة في تلك الفترة.
مدير النادي: لم نقصر
من ناحيته نفى العميد علاء عطية مدير عام النادي محل الواقعة، مسؤولية الإهمال عن إدارة النادي، مؤكدا أن العاملون لم يقصروا في أداء واجبهم المهني نحو الطفلة وقاموا باتخاذ الإجراءات اللازمة لإنقاذها.
وأضاف في تصريح صحفي أنه وقت وقوع الحادث جرى انتشال الطفلة ومحاولة إنعاشها حتى تم نقلها إلى مستشفى الشرطة وهي لاتزال على قيد الحياة، ، مشيرًا إلى أن كاميرات المراقبة في النادي بينت أن الوقت ما بين نزول الطفلة حمام السباحة وتعرضها للغرق وصولًا إلى نقلها للمستشفى لم يتجاوز مدة 30 دقيقة.
وطالب مدير النادي بانتظار نتيجة التحقيقات، خاصة وأن النيابة طلبت تقارير طبية تبين حالة الطفلة أثناء وصولها مستشفى الشرطة، وعقب خروجها إلى المستشفى الثانية التي فارقت فيها الحياة.
عشرات "نورين"
من ناحيتها، قالت أسرة الطفلة إن ما حدث إلى "نورين" ممكن أن يتكرر مع عشرات الأطفال الذين يترددون يوميًا على حمام السباحة بالنادي، مطالبين بتعزيز سبل الأمان لحماية الأطفال من الغرق وتشديد الرقابة من الجهات المختصة على الأندية لضمان عدم تكرار مثل تلك الحوادث.