فرحت "خديجة" بزيارة خالتها لمنزلهم البسيط، سرعان ما اصطحبت ابنة خالتها إلى الخارج لتبادل الحديث حول بعض الموضوعات، إلا أنها تركتها بمفردها لإنهاء بعض الأمور في الداخل، لكنها لم تدر بأنها ستواجه 10 ذئاب بشرية. تسكن صاحبة ال17 ربيعا في مدينة الفقيه بن صالح في المغرب على ارتفاع 445 مترا فوق سطح البحر، وتمتاز بالطابع الريفي، وتسودها روابط عائلية وتحكمها عادات وتقاليد متعارف عليها تتنافى مع ما تعرضت له صبيحة ذلك اليوم المشؤوم. بمنطقة أولاد عياد، بحث مراهقون تتراوح أعمارهم بين 18 و27 سنة عن "فريسة" تشبع غرائزهم الجنسية، ووقع اختيارهم على الفتاة القاصر ذات البشرة الخمرية، فاصطحبوها عنوة إلى منطقة غابات الزيتون غير المأهولة بالسكان. حاولت الفتاة الذود عن نفسها إلا أن جسدها الهزيل لم يمنع 10 شباب من التناوب على هتك عرضها واحدا تلو الآخر، فكانت صرخات الاستغاثة هى سلاحها الوحيد "كانوا يتناوبون علي حتى شبعوا مني". على مدار 60 يوما، تعرضت "خديجة" لأشد أنواع الهوان من تعد جنسي دون رحمة، إلا أن الأمر لم ينته عند هذا الحد وامتد إلى تفكير الجناة في طريقة يخلدون تلك الذكرى السيئة طيلة حياتها، راح كل منهم يرسم وشما على جسدها ثم اصطحبها اثنان منهم عبر دراجة نارية، وألقوا بها أمام منزلها. في أحد أركان منزل متشقق الجدران تفصح عن حال قاطنيه، جلست "خديجة" محاولة لملمة ما تبقى من قواها، لتروي في مقطع فيديو بثه أحد المواقع المغربية تفاصيل مأساتها التي أفقدتها معنى الحياة إلى جنب عذريتها. تقول إن المتهمين هددوها بتشويه وجهها ب"موس" حال صراخها، ووجدت نفسها فريسة بين أنيابهم، بل عمد كل منهم لرسم وشم بين (صورة عشيقته عارية وهي تغني في ساقها، وردة تتدلى، نجمة خماسية، ووشم في عنقها يحمل اسم عز الدين، لاعبين محترفين)، تؤكد الفتاة باكية "كل واحد وشم ما يحلو له.. لا أستطيع الآن الخروج إلى الشارع''. الأم المكلومة ناشدت السلطات المغربية بسرعة ضبط المتهمين مرددة عبارة واحدة "كلهم مجرمون ما فيهم الحنان"، تلتقط منها ابنتها طرف الحديث لتؤكد أنها حاولت الهرب مرات عدة، إلا أن محاولاتها باءت جميعها بالفشل "في كل مرة كنت أنال قسطا كبيرا من الضرب.. هاتوا ليا حقي". وحظيت الواقعة باهتمام واسع عبر مختلف وسائل الإعلام العربية بل والعالمية، وسط تفاعل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أعربوا عن مؤازرتهم للفتاة. وألقت قوات الشرطة القبض على 8 متهمين باستثناء اثنين هاربين، وتم تحديد جلسة 6 سبتمبر المقبل لنظر أولى جلسات محاكماتهم أمام محكمة الاستئناف ببني ملال؛ بتهمة الاغتصاب والاحتجاز والتعذيب وتكوين عصابة إجرامية. بدورها، طالبت جمعيات نسائية بالمغرب بتوقيع أقصى عقوبة بالجناة، وتوجيه الرعاية الصحية والنفسية للضحية، مشددة على أهمية تفعيل قانون 103-13 الخاص بمحاربة العنف ضد المرأة ومصاحبته بحملات توعية.