يجني مارتين فاسيلف أموالًا جيدة من بيع المشاهدات المزيفة لموقع الفيديوهات الأشهر "يوتيوب"، بعمله من المنزل في العاصمة الكندية أوتاوا، بعدما باع أكثر من 15 مليون مشاهدة منذ مطلع العام الحالي، ليكسب أكثر من 200 ألف دولار أمريكي. بحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، لا يعمل فاسيليف (32 عامًا) على زيادة نسب المشاهدات بنفسه، ولكن يملك موقع إليكتروني "500views.com"، يربط العملاء بخدمة توفر المشاهدات، إضافة إلى أن الإعجاب وعدم الإعجاب تولدها أجهزة حواسيب، وليسوا آدميين. وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن الأجهزة المزودة للخدمة عندما تفشل في تنفيذ الأوامر يقوم بتوصيلها بشكل اوتوماتيكي بآخر حتى لا تعطل. وقال فاسيليف في تصريحات لنيويورك تايمز: "استطيع توصيل كمية غير محدودة من المشاهدات لفيديو واحد"، مضيفًا: "حاول المختصون إيقاف تلك الطريقة مرات عدة، ولكن لا توجد طريقة لإيقاف ذلك، فهناك دائمًا طريقة". مثل العديد من مواقع التواصل الاجتماعي، يعاني "يوتيوب" من العديد من الحسابات الافتراضية التي تعمل وفق أغراض معينة. بينما يدعي موقع الفيديوهات الأكثر بحثًا بعد "جوجل"، أن نسب المشاهدات المزيفة لها تأثير محدود حول جميع الفيديوهات الموجودة على الموقع، إلا أن هذه الثغرة –بحسب نيويورك تايمز- أصبحت تصدر مشكلة للمعلنين. اختبرت الصحيفة الأمريكية الاحتيال الإلكتروني، وتأثيره على السوق، وقدرة "يوتيوب" على التصدي لذلك التلاعب. بالرغم من أن تضخم أعداد المشاهدات ينتهك شروط وخدمات موقع "يوتيوب"، إلا أن البحث اليومي على "جوجل" حول شراء مشاهدات، انتج مئات المواقع التي تنفذ الأمر بشكل سريع لكل فيديو بمعدل من 500 إلى 5000 أو حتى 5 مليون. المواقع التي تعرض مشاهدات على "يوتيوب" يكون مقابل "بينس" واحد أمام كل مشاهدة، إضافة إلى ظهوره على إعلانات "جوجل" في المواقع الأخرى. لاختبار تلك المواقع، أمر مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" بتجميع آلاف المشاهدات من 9 شركات، وتقريبًا جميع الشراءات التي قام بها لتعزيز عدد المشاهدات على الفيديو -غير المرتبطة بالمؤسسة الصحفية- تم إنجازها في مجرد أسبوعين. شركة ديفومي "devumi.com"، أحد تلك المواقع التي جمعت أكثر من 1.2 مليون دولار أمريكي خلال 3 سنوات، من بيع 196 مليون مشاهدة على "يوتيوب". وبحسب "نيويورك تايمز"، فإن تحليل أجرته إحدى الشركات في الفترة من 2014 إلى 2017 أظهرت أن معظم الطلبات تم تنفيذها في غضون أسابيع، عدا من يأمر بمليون مشاهدة أو أكثر، حيث تأخذ المزيد من الوقت. وأضافت الصحفية الأمريكية، أن من بين زبائن موقع "ديفومي"، موظف من قناة الجزيرة الناطقة بالإنجليزية، وآخر من شبكة "روسيا اليوم"، مشيرة إلى أن الباقين كانوا صناع أفلام، وجماعات محاماة، ورئيس قسم الفيديو في صحيفة "نيويورك بوست" الشهيرة. مدير إدارة "يوتيوب"، جينيفر فلانير اوكونور، أكدت أن تلك المشكلة يعمل عليها موقع الفيديو الأكثر شهرة منذ سنوات عدة، مشيرة إلى أن النظام الأمني للموقع يراقب بشكل اوتوماتيكلي نشاطات الفيديو، مضيفة أن فريق مكافحة الاحتيال، يشتري أحيانًا من مواقع رفع المشاهدة للتعرف على تلك العملية ومكافحتها، قائلة: "إن نظام التقاط الأخطاء خاصتنا جيد للغاية".