"وتقشيطة تعصر الحر والغلب، وترطب على نفوسنا" شعر عامي صعيدي، يصف "التقشيطة" التي يرتديها الصعايدة للتخفيف على أنفسهم من وطأة قيظ الصيف وأشعة الشمس الحارقة في محافظات مصر الجنوبية. ومع ضيق ذات يد نسبة كبيرة منهم، يكتفي الصعايدة ب"التقشيطة" عن أجهزة التكييف والمبردات بأنواعها، والتي تخفف عليهم من حرارة الجو ولو قليلًا. وللتعرّف على "التقشيطة" زارت عدسة "مصراوي" الريس رزق جرجس، أحد أشهر ترزية "التقشيطة" في محافظة قنا، الذي كان في انشغال كبير لإنجاز طلبيات التقشيطة للزبائن، وأوضح أن التقشيطة وهي عبارة عن ثوب أبيض خفيف، يتم صناعته على هيئة جلباب قصير بفتحة واسعة عند الرقبة، وتمتاز التقشيطة بامتصاصها السريع للعرق، وقدرتها على التهوية لسائر أجزاء الجسد . وأضاف "رزق" أن البعض يلبسها تحت الجلباب البلدي عند الخروج، لكن الأكثرية يفضلون ارتداءها منفردة بالمنزل، وأثناء العمل بالزراعة، وغيرها من الوظائف الشاقة لأنها تمنح من يرتديها أريحية بالحركة. فيما ذكر شعبان أبوالعطا، أحد زبائن التقشيطة أن التقشيطة الصعيدي ثياب البسطاء بصعيد مصر، خلال فصل الصيف للهروب من حرارة الطقس التي لا تحتمل طيلة النهار والليل، ومع ذلك شهدت أسعارها قفزة كبيرة عن العام الماضي، فبعد أن كان سعر التقشيطة الواحدة 30 جنيهًا العام الماضي، أصبحت هذا العام ب70 جنيها . بينما قال موسى الدغّار، مازحًا "التقشيطة تكييف الغلابة بمحافظة قنا وصعيد مصر، فسعر التكييف أصبح لا يقل عن 8 آلاف جنيه، ولا يستطيع الكثيرون شراءه، نظرًا لغلاء المعيشة هذه الأيام، وانخفاض الدخل لأغلب أهالي الصعيد الذين هم تحت خط الفقر. وأكد حجاج سلامة، الباحث في شئون تراث الصعيد، أن للتقشيطة شكل واحد لا يتغير، ورغم كونها ذات أصول سودانية إلا أن أهالي الصعيد أضافوا عليها العديد من اللمسات كفتحة السديري، وتقييفة اللجباب البلدي الصعيدي، فباتت تختلف بشكل كبير جدًا عن التقاشيط السودانية، وأطلق عليها تقشيطة صعيدية خالصة، وأوضح أن الإقبال على التقاشيط ما زال كبير على مستوى القرى والمراكز بمحافظات صعيد مصر، لكنه انحسر كثيرًا على مستوى المدن . في حين قال حسن الدندراوي، صاحب بازار سياحي بمعبد دندرة بقنا إن السائحين الزائرين لمعبد دندرة يقبلون بشكل كبير على شراء التقاشيط الصعيدي لهم ولأبنائهم، لحاجتهم للهروب من درجات الحرارة المرتفعة وبساطة الزي البسيط، علاوة على كونه تراثًا شعبيًا مصريًا يُثير إعجابهم.