استمد الأهلي قوته فى التسعينات من قوة صالح سليم رئيسه التاريخي، ربما لم يملك فريق الأحلام أو المدير الفني الثعلب ولكنه كان يقود مايسترو بصرامة وقوة وشخصية فرضها الكرسي التاريخي للنادي الأهلي فترك صالح شخصيته وأدار الأهلي بشخصيته فكانت النتائج بطولات وقبلها مواقفة تاريخية ظلت راسخة وتناقل جيل بعد جيل شكلت وجدان وتاريخ النادي الأعرق فى مصر وإفريقيا. علاقة السطور الماضية بالقادمة علاقة وطيدة ، نعم هى مرتبطة بالتحليل الفني فلا يوجد شىء اسمه "فنيات وتكتيك" بدون نظام وتخطيط وهذا ما افتقده الأهلي. إدارات قطاع كرة القدم بالأهلي افتقدت للنظام ووقعت أسيرة للعشوائية منذ 8 أشهر، الفوضي ضربات جنبات ملعب مختار التتش سواء فى التعاقدات الجديدة أو احتياجات الفريق أو حتى تقييم الموجود وهو أثبتته بما لا يدع مجالاً للشك تجربة الإسماعيلي، محمد شريف وناصر ماهر الثنائى الأفضل غير مقيد إفريقياً ، الأول روج أنه قيد فى يناير افريقيا قبل التراجع نفس ما تم مع باكا والسعيد وفتحي والشحات ومحمد حسن وأحمد العش وعبد المقصود ثم إسلام صالح وفى اختيار المدرب أيضاً. المفترض أنه من يتصدي للعمل العام ويسعي لرئاسة نادي مثل الأهلي يملك خطة معلومة وفريق عمل تابع ورصد ووضع تصوره للملف الأهم للنادي وهو كرة القدم ، الأمور كانت معلومة ومتاحة للجميع ولكن ما حدث هو العكس الأداء جاء بطيئاً رديئاً مفعماً بروح القرن ال 19 فالنتيجة التراجع على مستوى الأداء والنتائج بنهاية الدوري وكأس مصر الماضى وبداية الدوري الحالي وتنذر بموسم مخيب للأحمر. التأخر فى اختيار المدرب أدي للتأخر فى بداية فترة الإعداد وبالتبعية التأخر فى التعرف على امكانات اللاعبين وبالتالي تأجيل تغيير طريقة اللعب لضيق الوقت فالنتيجة 4-2-3-1 بنفس شكلها المزري بعد غياب السعيد. الأهلي بدأ المباراة بنفس الطريقة والأسلوب، الدفع بناصر ماهر كان مفاجأة منح الحيوية لوسط الأهلي ولولا حظه العثر لسجل أزارو من تمريرته الرائعة وسجله هو بنفسه، هذا فقط ما تغير فى الأهلي فى المقابل ما زال لغز مؤمن زكريا وعلي معلول وانضم لهما هشام محمد . مؤمن فشل لمدة ثلاث مباريات فى توظيفه في كل المراكز ما تحت المهاجم، معلول أداءه فى هبوط كارثي ، هشام محمد لاقي ما واجه أقرانه أبناء إيهاب جلال، الشيخ وداودا وحسني فتحي ودونجا ونانا بوكو، كل من خرج من عالم إيهاب جلال بالمقاصة إمام خارج القائمة أو على دكة البدلاء أو بقائمة الإنتظار. خير الدين مضوى كان ذكياً فى التعامل مع قوة الأهلي فى أخر ثلاث مباريات، كوليبالي وجد صعوبة بالغة فى الكرات العالية بعد أن ناطحه ريتشارد بافور مدافع الدراويش المميز فى الكرات الهوائية فى كل كرة وكل جملة يسعي كارتيرون لتنفيذها. الشوط الأول حمل عنوان ناصر ماهر فيما حمل الشوط الثاني محمد شريف، تغيير طريقة كارتيرون إلى 4-4-2 كان صائباً ولكنه تدخلاته كان بعيدة عن الواقع، بدي كاريترون "يحب ويكره" فى مواصلة استبعاد أحمد حمدي وصلاح محسن ويبرر بتصريحات مشابهة لسلفه الاستبعاد. الفكرة واضحة، كرة انجليزية عتيقة للأمام وانتظار الكرة الثانية، عشوائية اسفرت عن هدف تعادل ولكنها لم تستوعب الانتقادات والتخوف من أداء الأهلي والخيارات الفنية قبل وأثناء المباريات .